مقالات

صباحُكِ – ناتالي – صباح – فلسطين – صباح – غزّة –

الفنان مارسيل خليفة

صباحُكِ – ناتالي – صباح – فلسطين – صباح – غزّة – لا يكتبه أحد ، منك يمتدّ إليك ، ويُشرق في البعيد كأنه ضوءٌ أزلٍ يَشِعّ في الأبدْ . لا حَرْفَ يعلو عليكِ حين يَقْمِش الأُفقَ المزيَّنَ باسمكِ ، وحين يرويكِ لأهلٍ يتكاثرون فيك مع كل قطرةِ دُمْ . أنتِ الخِضَمّ في رحلة يقطعها القلبُ الكَليمُ إليكِ . اسمٌ للضوء ، عنّك الجفونُ لا تغمضُ في عزِّ توتّرها ، وبين يديك العيونُ ترتلّ كتابَها الأول في سيرتها .
عنكِ لا أكتبُ حين أكتُبُ عنْكِ ، لأن صبْركِ لا يطلُب حِبراً ، ولأنّ حَبْرَكِ المسكونَ بالحياة يضحك من حروفنا حين ينحتُها لسانٌ من دُخَانْ . عنكِ لا أكتبُ حين أكتبُ ولكني أجرّب أن أعلن احتجاجي عن احتجابي عن عينيكِ وأنتِ تحدّقين في المدى المسكون بالغياب ، والمسروق – كأيِّ متاعٍ مهجور – من نداء المكان . نقولُكِ باللسان ، وفي الغِمْدِ سيف العروبة يصدأ من رقدته الطويلة . يا ابنة فلسطين ، يا ابنة غزّة سيكتبك أهلك واقفين مثل الزيتون والتين والصبار ، يرمون بالجذور في قاع الأرض ، ويُرسلون في المدى آيات الصمود والانتصار .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق