ثقافه وفكر حر
لغتنا العربية اجمل مع النحو والصرف “كيف نخطئ في “حَوَالَيْ”
“حوالَي” ظرف مكان بمعنى “حول”، فيُقال “دُرنا حولَ المكان”، و”حوالَ المكان”، و”حوالَي المكان”.
– و”حوالَي” لفظ مثنًّى، لا يأتي إلّا مضافًا، لهذا تُحذَف النون من آخره.
– ويشيع الخطأ في استعماله بمعنى “تقريبًا”، فبعضنا يقول: “حضر حوالي عشرين رجلًا”. والمشكلة هنا أنك لن تجد فاعلًا للفعل “حضر”، فـ”حوالَي” منصوبة بالياء أو مجرورة بالياء، و”عشرين” مجرورة بالإضافة، فأين الفاعل المرفوع؟! لا يوجد.
– الصواب هنا أن نستعمل كلمة “نحو” أو “قرابة”، فنقول: “حضر نحوُ عشرين رجلًا”، أو نقول: “حضر قرابةُ عشرين رجلًا”، فتكون “نحو” أو “قرابة” هي الفاعل.
– سيظن البعض أن استعمال “حوالَي” في مواضع النصب والجر جائز، لأنه لفظ مثنًّى آخره ياء تدلّ على النصب أو الجر، ولكن هذا أيضًا خطأ، لأن المشكلة ليست في علامة الإعراب فقط، بل في المعنى أيضًا، فـ”حوالَي” ظرف مكان، لا يُستعمل للزمان، فلا يصحّ أن نقول “انتظرتُ حوالَي ساعتين”، ولا يُستعمل في مواضع المفعول به أو الاسم المجرور الدالّ على العدد مثلًا، فلا يصح أن نقول: “رأيتُ حوالَي عشرين رجلًا”، ولا أن نقول “ذهبتُ إلى حوالَي عشرين مدينة”… كل هذه المواضع لا يصحّ معها الظرف “حوالَي” الدالّ على المكان، وفيها جميعًا يصحّ استعمال الاسم الصريح “نحو”، أو “قرابة”.
ملحوظة: ستجد بعض معاجم الإنترنت الحديثة (معجم اللغة العربية المعاصر، والمعجم الغني، وغيرهما) تُجيز استعمال “حوالي” بالطريقة الخطأ، ولكن هذا لأنها تجمع اللغة من ألسنة العامَّة، وهو ما لا يصحّ، فإذا أردتَ اللغة الصحيحة فاعتمد على المعاجم المعتبَرة، كلسان العرب والمعجم الوسيط ومختار الصحاح والعين وغيرها.