شعر وشعراء
قصيدة المعلم
في صالة الافراح اذكر انني
قابلت استاذي المبجل هيثما
حييته و اجاب رد تحيتي
بتواضع و بشاشة و تبسما
و بدأته متسائلا. أعرفتني?
فا جاب قولي دامعا متلوما :
( عذرا صغيري فالمشاغل جمة
والعمر يمضي مسرعا متقدما
و العقل لا يقوى التذكر برهة
و العين نال بريق ناظرها العمى )
عرفته نفسي فأطرق صامتا
و الطرف يدمع والفؤاد مألما
انا ذلك الطفل الشقـــي معلمي
قد كنت ايام الدراسة مجرما
و سرقت من جيب المهند خاتما
و شكى إليك مهند متظلما
فعزمت تنقيب الجميع معلمي
لتزيل ـ بالعقل الحكيم ـ المظلمة
و تغلغل الاسف المميت بداخلي
احسست دنياي المضيئة مظلمة
احسست ان الكون ضاق براحه
كل الحقائق اصبحت لي مبهمة
وعصمت اعيننا بـ شر عصامة
و نزعت من جيبي الصغير الخاتما
لم انس اني ـ في الحقيقة – حينها
قد ذقت طعما للندامة علقما
ما زادني ندما و اربك حيرتي
قد كدت ابكي من قساوته دما
هو دفء عفوك والسماح معلمي
لم تظهر التوبيخ لم تتكلما
فاجابني الاستاذ يصحب صوته
حزنا يكلله الاسـ.ــــى متلعثما :
( عفوا صغيري كنت ايضا مثلكم
اغمضت ايضا عامدا ومصممـــا
كي لا ارى طفــلا ذليلا مذنبا
كي لا ارى حُزُنَا عليه مخيــــما
كي لا اكون له جحيما دائما
و إذا رأى وجهي الصبوح تألما)
اجهشت من فعل المعلم معجبا
ولسان شعري لا يكاد يترجما
عجز البيان و خار ركن بديعه
واظنه التاريخ اصبح ابكما
لن تنصف الخلق الرفيع كتابة
لن ينصف الوصف البديع معلما
من الصديق
السني الوسيلة الطيب
السودان