مكتبة الأدب العربي و العالمي
الشاعرة حمدة بنت زياد العوفي الأندلسيّة، من أشهر شاعراتِ الأندلس:
البروفيسور لطفي منصور
من سكّان وادي آش بالقرب من غرناطة، ولها أختٌ شاعرَةٌ أيضًا. واشتهر وادي آش بمياهه النقيّة، وجمال المنطقةِ التي يمرّ منها. أخبارُ حمدة في نفح الطيب للمقَّري 6: 63؛ الإحاطة في أخبار غرناطة للسان الدين بن الخطيب 1: 315، فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي 1: 147 ، الأعلام للزركلي 2: 274.
كانت حمدة شاعرةً برزةً، أي تبرز للرجال، مثلها كمثل ولادة صاحبة ابن زيدون. يقال إنها كانت تتغزل بالموسومين من الشباب مع عِفَّةٍ وصِيانة. لها شعر راقٌٍ منثورٌ في الإحاطة ونفح الطيب.
وقد أعجبتني قطعة من شعرها تصفُ فيها منظرَ وادي آش الخلّاب تقول فيها؛ (من الوافر)
وَقانا لَفْحَةَ الرمضاءِ وادٍ
سقاهُ مُضاعَفُ الغَيْثِ العَميمِ
حَلَلْنا دَوْحَهُ فَحَنا عَلَيْنا
حُنُوَّ المُرضِعاتِ عَلَى الفَطِيمِ
وَأَرْشَفَنا عَلَى ظَمَإٍ زُلالًا
أَلَذَّ مِِنَ المُدامَةِ للنَّديمِ
يَصُدُّ الشمسَ أنَّى واجَهَتْنا
فَيَحْجُبُها وَيَأْذَنُ لِلنَّسيمِ
يَروعُ حَصاهُ حالِيَةَ العذارَى
فَتَلْمَسُ جانِبَ العِقْدِ النَّظيمِ
ولجمال هذه الأبيات انتحلَها الشاعر المَنازي من المشارقة، فزار ابا العلاء المعري وأنشدها كأنها له. ولم يعلم بأن أبا العلاء كان يحفظها منذ أكثر من ثلاثين سنةً. ولم يحظَ المنازيُّ إلّا بالخزيِ والعار.
وهذا جزاءُ المنتحلينَ المدّعين.