مكتبة الأدب العربي و العالمي

((رسالة العز في زمن الذل))

كان قد بلَغ الضعف والهوان من ملوك الطوائف في الأندلس، حتى صار أغلبهم يدفعون الجزية لملك النصارى “ألفونسو السادس” !!

إلا أن أمير مملكة “بطليوس” الأندلسية، المسلم “المتوكل بن الأفطس” كان لا يدفع الجزية!!

فأرسلَ له “ألفونسو” رسالة شديدة اللهجة يطلب فيها منه أن يدفع الجزية كما يدفعها إخوانه من المسلمين!!

فرد عليه المتوكل برسالة كانت سبباً في قذف الرعب في قلب ألفونسو والنصـ ـارى، وهي:

( وصل إلى الملك المظفر من عظيم الروم كتاب يرعد ويبرق، ويجمع تارة ويفرق، ويهدد بالجنود الوافرة، ولم يدر أن لله جنوداً أعز بهم الإسلام، وأظهرَ بهم دين نبينا -عليه الصلاة والسلام- يجاهدون في سبيل الله، ولا يخافون لومة لائم!

فأَمّا تعبيرك للمسلمين فيما وهَن من أحوالهم، فذلك بسبب الذنوب المركوبة، والفرق المنكوبة، ولو أتفقت كلمتنا علمت أي صائب أذقناك !! كما كانت آباؤك مع آبائنا!

ونحن فإن قلّت أعدادنا، وعدم من المخلوقين استمدادنا، فما بيننا وبينك إلا سيوف يشهد بحدها رقاب قومك، وجلاد تبصره في يومك، وبالله وملائكته نتقوى عليك، ليس لنا سواه مطلب، ولا إلى غيره مهرب، وهل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين، شهادة أو نصرٌ عزيز! )

وعندما قرأ ألفونسو الرسالة، لم يستطع أن يرد، وما استطاع أن يرسل له جيشا ليحاربه أبداً!

📕📗المصادر :
(١) كتاب “الأندلس من الفتح إلى السقوط” صـ ٤٤٤
(٢)كتاب “الموشية في ذكر الأخبار المراكشية” صـ ٣٦ ، ٣٧

مجلة تاريخ الاسلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق