شعر وشعراء

الوَطَنُ الحِضنُ بقلم: صالخ أحمد (كناعنة)

كم مرّةً ستهدينا البحار غثاءَها…
لنعلم أن ترابنا مستهدفٌ؟
كم سيبقى يُفاجِئنا كل شيء..
لنَتَنَبّه إلى أنّ المعادلة…
نكونُ ، أو يكونون؟!!
كم مرّةً سنموت…
لندرك أن المسافة بين موتٍ وموت…
لا تُرضي مزايا صانع الدّمار؟!
كم سنبلةً في عبّ حقلنا ستفقد بكارتها
لنفهم أن الأرض … أمها السبيّة
والكل يريد أن يسلبها أبجديّتها؟!
ويجعل إكليلها مقصلة
وروح سكونها مسألة…
(…….)
حين يغدو الزّمانُ شجرةً مُجتثّة
الأمسُ عَرقُ كفّي
والغدُ عَرقُ جبيني
بينهما انحناءَةُ جِذعي
وعلى الغرسِ الرّهان…
يصيرُ ابتداءُ الطريق نبضَتي
ومنتهاهُ قَبضَتي
ولغةُ الانتفاض…
لا وقعَ للكلام
تعلنُ الأرضُ عشقَها لنَبضِ الخُطى
تهوي مدينَتُهم
بنارها وعارِها وسِرِّها المَفضوح…
يفتح كفّي بعرَقِهِ المُضيءِ بوابَةَ الأفق
تعالوا:
عيشوا وطنَ الرّافضين زحفَ الرّيحِ حامِلَةً عُهرِ المدينَة
(…….)
كم مرّة سيقف البحرُ وراءَنا
لندركَ أن لا مرآةَ لنا سوى أعمالنا؟!
كم مرّة سنتوهُ… لنفهم أننا لا بدّ أن نواجِهَ المَفارق؛
لنتعلّم صنع القرار؟
كم مرةً سنصطدم بصُوَرِنا
لنُدركَ أنّ مدينتهم من مرايا؟
وان المرايا تصلُبُنا في الخلف ..
وَجهُنا وجهين
جرحُنا جرحين
موتنا موتين
ويَبعُدُ الطّريق.
تغدو رؤانا فيها سحاب
لا ماء في المرايا
لا طين لا تراب
لا زمن في المرايا
لا صوت لا ميلاد
مواسم الفراغ…
ولغة السراب
تسكن المرايا
تعاقر المدينة
(…….)
كم مرّة سيأتي ويمضي الزّمان
لأدركَ أنّ الموتَ؛
مثله الحياة
وأن الحقّ صوتُ ؛
فلأكن صداه…
وأن العيشَ أفقٌ
فلأكن مداه…
وأنّ الوطنَ حضنٌ؛
فلأربي نفسي أن لا تنحني …
إلإ لاحتضان ثراه.
::: صالح أحمد (كناعنه) :::

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق