نقوط الاعراس :- رز ابيض، سكر ابيض ،ملح ابيض ، حليب ابيض ،تنك سمنه، وخروف مكلل بالورد الابيض ،
هذه هي القائمه ، قد تبدو غريبه بالنسبه لنقوط الحاضر .ولكن الحقيقه هذا نقوط الاعراس في الزمن الماضي .وهذا الواقع كان يعكس ظاهره من أيام الزمن الجميل ،وهو النقوط الذي يقدم للعريس في قرانا والقرى المجاوره
وهذه التفاصيل عشناها وذكرياتها في أذهاننا ونحن جيلنا دورنا نقصها على من حولنا لجيل هذه الايام.
وهذا النقوط كان يعبر عن الاوضاع الماديه في ذلك الزمان ،لاعتقادهم كنوع من تخفيف الأعباء الاقتصاديه على العريس وأهله عندما تبدأ التحضيرات للعرس على ما أذكر بأفراحنا يبدأن نسوة القريه مثل .خالتي ام فتحي وخالتي ام محمود وخالتي ام اسامه وام رايق ونساء العائله والجيران يحملن صواني الرز على رؤسهن قبل العرس بأسبوع .يأتين في الصباح الباكر لتنقية الرز وتحضير الطناجر وتلميعها . ولا أنسى خالتي فليحه كانت تأتي راكبه الحمار معها الحليب لتساعد امي في ترويب الحليب ليصبح لبن كانت خالتي فليحه متميزه بثوبها البداوي المطرز والدقه على ذقنها وكانت توصف بمليحة العرب تأتي باكرا لتحتسي القهوه لانتظارها ليبرد الحليب ويجتمعن ويرددن بالاغاني الجميله .أذكر منها مقطع صغير .( يا مين يعاوينا ويا مين يعينا ويا مين يرد الحمل لو كان مايل وابو فلان يرد الحمل لو كان مايل ذبحنا ذبايح تكفي قبايل) وهكذا تبدأ الاحتفالات
الله على هذه الايام ما أجملها تدل على صفاء القلوب ونقاوتها .وكان النقوط عباره عن شوال رز أو شوال سكر أو خروف .وكله من مستلزمات العرس على نية المساعده
للكثيرين الذين شرعوا من جديد بفتح بيوت جديده وتكوين أسره
وكانت الهدايا والمباركه عباره عن طحين وسكر وقهوه وشاي وبيض .وكانت القناعه هي الهدف الوحيد للطرفين.في زمننا هذا النقوط أصبح عباره عن مغلفات تحوي مبالغ ماليه ويكونون مجبرون للتسجيل بحجه سلف ودين.
حتى أصبح عبء على صاحب المناسبه .
فالنقوط أصبح مظاهر ليس اكثر .لقد كانت الامور الحياتيه تمضي في العقود القليله الماضيه بسهوله ويسر،
وكان روح التضامن والتعاون يسود الجميع .وتقاليد الاعراس كانت شعبيه تدل على أصاله الشعب الفلسطيني وكانت محببه .
وتتمتع بحضور أساسي لدى العائلات .وما زال بعضها كذلك وتتعلق بجوانب كثيره ،من أمور الحياه سواء في الفرح أو الترح .لكن مع مرور الايام بدأت الكثير من هذه العادات بالاختفاء عن الساحه .والاختفاء اختلف من جيل الى جيل.
ومن هذه العادات القاء الرز والملح والملبس علوز والتوفه على العريس أثناء ( الزفه) كان شيء جميل ورائع ونتسابق لالتقاط الملبس والتوفه .
كان العرس يمضي بأقل التكاليف ،وفكرة النقوط توارثتها الاجيال وما تزال حتى اليوم
عاده اجتماعيه محببه في حال لم يبالغ بها .
ولكن في هذا الزمن النقوط هو هم يكسر الظهر وهي ظاهره اجتماعيه سيئه في حال عدم السداد بالقيمه ذاتها، ما يجعله ليس مساعده وانما هما على صاحبه والمقصود بهذه الحركه لمجرد ترى مغلف الدعوه للفرح
( ضريبة دخل)
حقا مع كل هذه الاختلافات لقد كانت الامورتمضي بيسر وروح التضامن والتعاون يسود المجتمع .
وتقديم العون المادي أو المعنوي سواء أكان جار أو قريب أو صديق .زمان جيل يقدر معنى الفرح واللمه لهذا سميته جيل العظماء والطيبين لهذا نحن نحب زمان ونحن للماضي .
وأنا من يحن الى الماضي واراجع الذكريات وأخبر الاخرين عنها وهو جيل اولادنا جيل المستقبل
واعتقد انكم تتساءلون لماذا بدأت أظهر حنيني الى الماضي؟؟
هذا يرجع الى فترة الكورونا .بدأت أتفقد الايام والمشاعر والحنين الى الماضي لكن تأثيره يشعرني مرات بالسعاده ومرات بالحزن أو الالم أو الرضا أو الاكتئاب أو الندم ( مشاعر مختلطه)
بدأت أصنف نفسي على اني أكثر حنينا الى الماضي والشعور بمشاعر الجيل الماضي العظيم
من تضحيات وصبر واجتماعيات شتى .وذلك الشعور يحسن الحاله النفسيه والحاله المزاجيه ،في كثير من الاوقات .لهذا السبب انا احب زمان وأحن الى الماضي
ذكريات مبعثره ب’ قلم ازدهار عبد الحليم