شعر وشعراء
صحوَةُ المعاني .. رياض الصالح
كلُّ ما نحياهُ .. فوضى و ازدحامُ أمنياتٌ متعِباتٌ و اضطرامُ
ضاقَ لبُّ النصِّ .. من طولِ الحواشي و سكونُ النفسِ .. أضناهُ الكلامُ
ضجّةٌ في العيشِ تجتاحُ هدوءاً أنبتت صحراءَ .. جافاها الغمام
و الضميرُ الحيُّ برقٌ يتلوّى لم يعد يُجدي .. فواراهُ اللِثامُ
كيفَ يطغى الزيفُ يعلو يتماهى يُغرِقُ المعنى .. ليكسوهُ الحطامُ
اكتظاظٌ عاثَ في كلِّ النواحي هالةُ الأضواءِ .. مسٌّ و انفصامُ
تُرّهاتٌ نجتَبي الراحةَ فيها تعزِفُ الأوهامَ .. كي يحلو المنامُ
أيُّ غاياتٍ سيُبديها امتدادٌ و دروبُ الأفْقِ تيهٌ و ارتِطامُ
من لروحٍ أفسدَتها مُنيتاها الكمالُ الصعبُ .. و الخُلدُ المُرامُ
دائماتُ الجوعِ .. أحلامُ البرايا و وليدُ الجوعِ .. سبْيٌ و اغتنامُ
بعثرتنا كَفَّةُ الدنيا كَنَردٍ يتساوى فيهِ .. خلفٌ أو أَمامُ
ثُمَّ ترمي اللوحَ في أقوى اتجاهٍ لا يصُدُّ الريحَ .. نورٌ أو ظلامُ
لستُ أهوى النصحَ .. فالمغزى غموضٌ و المِراسُ المُرُّ أجدى .. و السهامُ
غيرَ أَنّي قد عقدتُ العزمَ همساً أن أخوضَ البحر في ذاتٍ تُلامُ
مُثقَلٌ قلبي بما أدركتُ وحدي ضاعَ فيما ضاعَ .. مَيْلٌ و ابتسامُ
قلتُ في نفسي و ماذا بعد هذا؟ ضاقَ كُلّي .. من وجومٍ لا يُضامُ
فاستفاقَ العقلُ من نومٍ كئيبٍ خَطَّ ميثاقاً .. ليُلغى الانقسامُ
كُن بسيطَ العيشِ .. لو نِلتَ الثريا كن عميقَ الفهمِ .. و العقلُ الحسامُ
كن نقيَّ الروحِ .. صافٍ كالمرايا لا يثيرُ الغيظَ .. صلحٌ أو خِصامُ
سوف تمضي .. فلتكُن فيها عنيداً و قويّاً .. لا يُبالي .. و السلامُ
# بقلم
# رياض الصالح