شعر وشعراء
فِعْلُ الْقَدَر / أ.د. لطفي منصُور
(وَجَدْتُها بَيْنَ أَوْراقي الْمُبَعْثَرَة وَلَيْسَتْ لي)
مِنْ رَسائِلِ الْوَجِدِ الصُّوفِيِّ:
إنْ كانَ قَدَرُنا أَنْ لا نَلْتَقِي
لا يَحَقُّ لِيَ مُلاحَقَةُ ظِلالِ الْأَشْجارِ في عَيْنَيْكَ
وَلا قَطْفُ الزَّهْرِ مِنْ عَلَى ساعِدَيْكَ
إن كانَ قَدَرِي:
أَنْ يَغْلِبَنِي في الْبُعْدِ الشَّوْقُ
سَأَحْتَسِي كَأْسَ التَّوْقْ
وَتَشْتَكِي لِسَوادِ اللَّيْلِ
مِنْ غَرامٍ يُشْعِلُكَ وَيُشْعِلُنِي؟
ثُمَّ تَأْكُلُ النُّمورُ الْأَحْلام
…………..
هَذا الْقَدَرُ
كَمْ هُوَ مُرٌّ أَحْيانًا كَالدَّواءْ
يَكْمُنُ فِيهِ الْعِلاجُ
وَعِنْدَئِذٍ أَقْرَأُ الْجَوَى
شَهْدًا في مِدادِ قَلَمِي
وَأَمْسَحُ مِنْ وَجْنَةِ الْقَصِيدِ
سَحابَةَ حُزْنٍ
………….
اجْعَلْنِي وِسادَةً رَقِيقَةً
تَحْمِلُ عَنْكَ هُمومَ الْحَياةْ
أَجوبُ الْكَوْنَ
تَمُرُّ الْأَحْداثُ كَشَريطِ ذِكْرَياتْ
يَجْتاحُني في بَعْضِ الْمَشاهِدِ الْخَوْفُ!!
وَأَسْأَلُ: أَيْنَ أَنْتْ ؟
لا شَيْءَ يُثِيرُ قَلْبِيَ الْآنَ،
إلّا قِطْعَةُ شَمْسٍ!!
وَما الشَّمْسُ أَيُّها الْمَجْهُولُ إلّا أَنْتَ.
بَرْدُ الْمَجْهولِ يَنْهَشُ أَوْصالِي
وَالدِّفْءُ فَوْقَ زِنْدَيْكَ
مَشاعِرُ مُضْطَرِبَةٌ كَطِفْلَةٍ
وَالسُّكًُونُ بَيْنَ جَفْنَيْكَ