اخبار الفن

كانت الفنانة فاتن حمامة تقيم في حي عابدين، وأمام نافذة غرفتها

كانت الفنانة فاتن حمامة تقيم في حي عابدين، وأمام نافذة غرفتها نافذة مغلقة في غرفة المنزل المقابل لها، ورأيت ذات مرة خلف »شيش« النافذة المغلق شابا، فكلما فتحت النافذة تجده، فتقوم بغلق النافذة وتراقبه من خلف الشيش فتري أنه لا يزال يطل عليها من وراء شيش نافذته وكأنه ينتظرها.

وأثناء ذهابها إلى المدرسة في الصباح ترفع عينيها فتجده واقفا، وكأنه يرسل لها تحية الصباح، وأثناء عودتها ترفع رأسها ناحية النافذة تجده لا يزال أيضا واقفا خلف الشيش المغلق، كانت تتخيله شابا وسيما أسمر اللون، أسود الشعر، ترسمه بأحلامها، وخيالها، كلما رأت شابا جميلا في الشارع تعتقد بأنه هو، وتنكس رأسها في خجل وكسوف، وتعود إلى منزلها فترى شبح حبيبها وراء الشيش، وتثقل رأسها بالتساؤلات، لماذا لا يفتح النافذة لترى ابتسامته، ونظرة الحب في عينيه؟

غرمتها فرحة دفينة، بعد أن هداها تفكيرها أن تصرفه هذا أكبر دليل على أنه يحبها ويعشقها ويخشى أن يفتح النافذة فتشاهده والدتها ويكون سببا في ايذائها، ويحرص على سمعتها حتى لا يعرف أولاد الجيران بقصة حبهما العذري الجميل.

وفي أحد الأيام وفجأة انفتح الشباك، ورأت فاتن حمامة الفاجعة الكبيرة وهي أن حبيبها ما هو إلا «شماعة» ملابس وتبدو من وراء الشيش كأنها شاب ممشوق القوام!

علت وجهها علامات الدهشة، والخزي حيث الشماعة هي رجل أحلامها التي كانت تجلس في الظلام تفكر فيه، وكل أغنية كانت تسمعها تذكرها به، كل فيلم تشهده تتصور أنه بطلها، وكانت زميلاتها في المدرسة يسمونها «التلميذة السرحانة»، وأثقلت رأسها بالتساؤلات مرة أخرى بعد أن اكتشفت خيبة أملها، فقررت إخفاء الفاجعة عن زميلاتها، واستمرت تمثل أنها عاشقة، وأنها تحب، وحبيبها ينتظرها وراء النافذة المغلقة.

وكانت فاتن حمامة، طوال عمرها قصيرة النظر تعتمد على نظارتها، ولكن لم يخطر ببالها في يوم من الأيام أنها ستحب «شماعة ملابس».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق