منوعات
العائلة قديماً. زمن نتمنى ان يعود لكن !!! ما كل ما يتمنى المرء يدركه
في الماضي كان الاقتراب من هاتف المنزل
محظوراً و ممنوعاً إلا على الوالدين وإذا رن الهاتف تتعالى أصواتهم من بعيد لا أحد يرد
في الماضي كان الأب عملاقاً كبيراً، نظرة من عينه تخرسنا و ضحكته تطلق أعياداً في البيت..
و صوت خطواته القادمة
إلى الغرفة تكفي لأن نستيقظ
من عميق السبات
في الماضي كانت المدرسة التي تبعد كيلومترات
قريبة لدرجة أننا نمشى إليها كل صباح
و نعود منها كل ظهيرة، لم نحتاج إلى باصات مكيفة
و لم نخش على أنفسنا
و نحن نتجول في الحارات
في الماضي لم تكن هناك جراثيم على عربات التسوق
و لم نعرفها في أرضيات البيوت
و لم نسمع عنها في إعلانات التلفزيون
و لم نحتاج لسائل معقم ندهن فيه يدينا كل ساعتين
لكننا لم نمرض.
في الماضي كانت للأم سلطة
و للمعلم سلطة
و للمسطرة الخشبية الطويلة سلطة
نبلع ريقنا أمامها
و هي و إن كانت تؤلمنا
لكنها جعلتنا نحفظ جزء عَـمَّ و جدول الضرب
و أصول القراءة و،كتابة الخط العربي
و نحن لم نتعد التاسعة من العمر بعد
في الماضي كان أبن الجيران يطرقُ الباب و يقول أمي تسلم عليكِم و تقول عندكم بصل .. طماطم .. بيض .. خبز
إخوان في الجوار و الجدار و حتى في اللقمة
في الماضي كانت الشوارع بعد العاشرة مساءً تصبح فارغة
في الماضي كان الستر في الوجوه الطيبة الباسمة
و كانت أبواب البيوت مشرعة للجيران
و الترحيب يُسمعُ من أقصى مكان
و كنا نتبادل أطباق الطعام
و الآن نتبادل الشكوك و سوء الظن
والآن عرفتم من هم الطيبين الذين رحلوا ؟
نعم إنها الأنفس التي تغيرت و أعمتها الحضارة كما يقولون !
حضارة ألبستنا أرقى أنواع الملابس..
و عرتنا من القيم الإنسانية…..!!