مكتبة الأدب العربي و العالمي

ما قصة المثل “وافق شنٌ طبقة”

(شنٌ) هو اسم رجل، كان يتسم بالدهاء والذكاء بين قومه، فعزم ذات يومٍ أن يسير باحثاً عن زوجة تجاريه في الذكاء والدهاء.

وفي طريقه تعرف إلى رجل من ذات البلاد التي يقصدها فرافقه، وعلى الطريق سأله شنٌ: “أتحملني أم أحملك؟” فاستعجب الرجل وأجابه: “يا جاهل، أنا راكبٌ وأنت راكب، فلمَ يحمل أحد منا الآخر!”.

لم يفسر شن مقصده وتابعا المسير، فرأى شنٌ زرعاً حان وقت حصاده فتساءل: “ترى؛ هل أُكل هذا الزرع أم لم يؤكل؟”، فأجابه صاحبه: “ما أجهلك، تراه أمامك وتسأل إن كان قد أكل أم لم يؤكل؟!” فسكت شن عن جوابه.

بعد ذلك مرَّ الرجلان بجنازة، فسأل شنٌ صاحبه: “ترى أحيٌّ صاحب النعش أم ميت؟”، تعجب الرجل لجهل صاحبه وقال له: “ما رأيت أجهل منك، ترى جنازته وتسأل أحي هو أم ميت؟!”.

فسكت شنٌ عن مبتغاه وأراد أن يفارق رفيق دربه، لكن الرجل أبى أن يتركه حتَّى اصطحبه إلى بيته للغداء، وكان للرجل بنت تدعى طبقة، قصَّ عليها ما كان من شأن ضيفه وجهله، فأجابته:

“يا أبتِ ما هذا بجاهل، فأما قوله أتحملني أم أحملك يقصد فيه أتحدثني أم أحدثك في الطريق.

وأمَّا قوله عن الزرع إن كان قد أُكل أم لم يؤكل يقصد بذلك إن كان أصحابه باعوه وأكلوا ثمنه أم لم يبيعوه بعد، وأمّا سؤاله عن الميت إن كان حياً أم ميتاً فهو يسأل عن ذريته إن كان قد ترك من يحي ذكره بين الناس”.

ولما أخبر الرجل ضيفه بتفسير أسئلته، قال له شن: “ما هذا كلامك، فمن قائله؟”، فأخبره عن ابنته طبقة، فوجد شنٌ بذلك ضالته وقالت العرب وافق شنٌ طبقة، ويوازيه بالعامية قولنا “طنجرة ولقت غطاها”.

إ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق