شعر وشعراء
سبعون / للشاعر حسن ابراهيم حسن الافندي
قولي أحبك واتخذت قراري … ما أنت إلا أجمل الأشعار
أنت العواطف كلها وجميلها … والحسن يُلهب من غرامٍ ناري
سبعون مرت مثل طيف عابر … لكنها أبقت على أنهاري
ما جف موردها وها آتي أنا … لأميرتي بجدائل ونضار
أحببت حسن الغيد لا أُلفى له … عني فكاكا أو نفيت إساري
سبعون يا ويحي بشيب قاهر … حرم المتاع ولذة السُمار
بل أين تجوالي وحرُّ قصائدي … غنت بديعا من ندى أوتاري
وهجوت حين هجوت غير مكابر … إلا على الطاغين والأشرار
من كل من ظن العباد عبيده … ولعنت من متكبر جبار
لا أتقي أبدا ملامة عاتب … أو خفت من غول ومن ثرثار
وضربت بالتهديد عرض جداره … ورفضت مما كان من إنذار
سبعون تجبرني أعيش مسالما … أمشي على استحياء قرب جدار
قد كنت كنت فتى المنابر حاملا … كفني على كتفي بصعب مسار
وسعيت أرجو حبها في عزة … فرعاء في دعج ولطف حوار
كم أرقتني من شفاه عذبة … وأقض نومي النهد باستمرار
أهفو إليه طامحا متوثبا … وكأنه حرب على النظار
جذب العيون وما يقيم مجاوبا … شعر المديح بقوة الإنكار
سبعون بدّلت المباهج مالها … أفضت إلى يأس وبعض عوار
لو عاد ينفحني الشباب يعودني … ما اخترت إلا موقف الأحرار
أقضي لعمري ثانيا أو ثالثا … مرفوع رأس ثابت الأفكار
ما قد عبدت من الدراهم صاحبا … أو مِلْت في طمعي إلى دينار
فإذا مدحت , مدحت غير منافق … وإذا هجوت فكان ذاك قراري
ولقد طلبت المستحيل فلا أرى … عوْدا لما يمضي من الأعمار
ينتابني في كل يوم هاجس … خوفا بجوف القبر والأشبار
إلا من الرحمن وسّع تربتي … وأجارني من ضمة , من نار
إن شاء عذّبني ولكن رحمة … تطغى على ظني من الستار
يا رب حبي للجمال شفاعة … أنت الجمال بمطلق المعيار
************
سبعون سبعون التي قد لازمت … قلبا يعيش العشق في إصرار
زعموا تقصّر للخطى يا ليتها … ركزت على ضُر لها وضِرار
هي غيّرت مني نواميسي وما … أبقت على فتر من الأفتار
ما عدْت أعرف غير وجه شاحب … وصحبت مليونا من الأضرار
ونسيت من شعري وحمل رواحلي … نُكست لم أملك سواه وقاري
صدق الكتاب وما سواه دليلنا … يأتي بدقة صادق الإخبار
سبعون كم أخشى لقاءك زاهدا … عن ما تبقّى من زهيد نهار
فالليل يُرعبني وسعدي أن أرى … ضوء النهار وبسمة لصغار
جعلوا حياتي في ضجيج مراحهم … تحلو برغم معذب محتار
************
يا رب إن جاء الكتاب مؤجلا … وفقا لمكتوب من الأقدار
فارسل برحمة قادر ومهيمن … ملكا ببشرى عاطر الأزهار
أنت القدير ومن سواك أرومه … فطرقت باب الحافظ الغفار
متوسلا أرجو رضاك ورحمة … غطّت على ذنبي ووصمة عاري
حاشاك من كرم تردُّ ضراعتي … يا حاصيا للنمل في الأجحار