مكتبة الأدب العربي و العالمي

قصة حقيقية رائعة..

ذات يوم عادت أمي من عند الجارة فوجدت إحدى أطقم كاسات المطبخ مكسورة على الأرض ، فاتجهت نحو غرفتي بمنتهى الغضب وصارت تصرخ في وجهي بشدة لما فعلته بينما كنت أقسم لها أني لم أفعل ، لكنها لم تصدق أبدًا وأخذت مني ألعابي المفضلة وأقسمت ألا مصروف لي لمدة شهر ، خرجت من غرفتي وبكيت كثيرًا لأني أُعاقب على فعلة لم أفعلها .

عاد أبي مساء ذلك اليوم وقد أتى لها بطقم ثمين من الكاسات بديلًا عن ذاك الذي كسره رغمًا عنه ، انتظرت يومها أن تأتي أمي وتعتذر لي بعدما ظلمتني لكنها لم تفعل ، لطوال الشهر استمر عقابها لي ، بينما كنت أبكي كل ليلة وأحاول الجلوس في غرفتي بعيدًا عنها لحزني الشديد .
نهاية ذاك الشهر أعادت لي الألعاب وهي تُؤكد عليّ ألا أفعل ذلك مجددًا ، قلت في اندفاع :
-ألم يعترف لكِ والدي أنه من كسرها وأتى إليكِ بالأقيم ؟

ابتلعت ريقها وقالت :
=لم يحدث ذلك ، ثم كيف تجرؤ على قول ذلك ؟
-لأنكِ لم تُصدقيني أولا ، وعاقبتني بقسوة ، وحين عرفتِ الحقيقة لم تتراجعي !

غضبت كثيرًا من كلماتي تلك وأقسمت أن تُعاقبني لشهر آخر لحديثي الغير لبق معها ، لكن هذه المرة لم أبكي ولم أحزن فالقسوة تولد الجفاء .

بعد سنة وقع الطلاق بين أمي وأبي ، تأثرت كثيرًا وقتها ولم أفهم السبب ، وبعد مرور سنوات طويلة وقد تزوجت أمي برجل آخر بعد طلاقها بعدة أشهر ، اليوم فقط أخبرني والدي عن السبب حيث قال :
-لم تعتذر لي يومًا على خطأ ، حتى حين تتأكد من ارتكابها خطأ أو أذى لم تكن تعترف بل وتتمادى بتعنت واضح ، تحملت ذلك كثيرًا وحين طلقتها وانتظرت أن تحاول فقط الاعتذار لنحافظ على أسرتنا ، لم تحاول وتزوجت سريعًا لتثبت لنفسها من جديد أنها لا تُخطئ .

من الخسارة الاستمرار في الخطأ لمجرد ألا نعترف بأخطائنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق