الرئيسية

كيف يكسب السياسيون غير الأخلاقيين دعم الشعب؟

تفيد دراسة حديثة صادرة عن جامعة “ييل” الأميركية بأن استهجان بعض الصفات التي غالباً ما يربطها الناس بالأخلاق، مثل الأنانية والخيانة والقسوة والكذب وغيرها، يعدّ مشروطاً وظرفياً، وليس شاملاً أو نهائياً. وكانت دراسة قديمة صادرة في عام 1968 حول 555 سمة شخصيّة قد وضعت الأشخاص الكاذبين والمخادعين في المرتبة الأولى، باعتبارهم الأكثر إثارة للاشمئزاز.

يقول عالم النفس الأميركي، ديفيد ملنيكوف، والمؤلف الرئيسي للدراسة: “أردنا معرفة إذا كان ذلك التصنيف صحيحاً في كل وقت، أم أن هناك سياقات أخرى يرى الناس فيها الخداع أمراً جيداً”. ويعطي ملنيكوف وزميله أبريل بايلي مثالاً على أحد هذه السياقات: “طلب من أشخاص توظيف جاسوس بدا فاجراً. ورأى هؤلاء أنه رغم كونه غير جدير بالثقة، فإنه بدا أكثر أهلية للوظيفة الخطيرة بالمقارنة مع غيره. وكانت نتائج الدراسة الاستقصائية صحيحة بالنسبة للصفات الأخرى المرتبطة بالفجور. كذلك، اتفق معظم المشاركين بشكل عام على أن الخيانة الجنسية من أكثر الأمور غير الأخلاقية، إلا أن الرجال غير المرتبطين لم يقيّموا الخيانة الجنسية بشكل سلبي على غرار المرتبطين أو المتزوجين”.

واتّفق المشاركون في الاستقصاء على أن القسوة أمر غير أخلاقي، وأشادوا بالرحمة والعطف. لكن عند تقييم دور المحلفين في النظام القضائي الأميركي، قيّم المشاركون المحلف القاسي عديم الرحمة بمرتبة أعلى من المحلف الرحيم. ويقول بيلي: “نعرف جميعاً أن بعض الناس غير الأخلاقيين محبوبون كثيراً. لكنّنا نميل إلى افتراض أن هؤلاء الناس يتمتعون بصفات أخرى جيدة تعوض عن الصفات السيئة وتجعل الناس يحبونهم، على غرار بعض الفنانين والسياسيين”. مع ذلك، تشير النتائج إلى أن تفضيل السمات الأخلاقية على السمات غير الأخلاقية مشروط بمطالب وأهداف معينة.

على سبيل المثال، فإنّ المواقف المختلفة تجاه الرحمة يمكن أن تكون لها تداعيات قانونية كبيرة، بدءاً من إصلاح أوضاع السجون وحتى عقوبة الإعدام والموقف منها. من جهة أخرى، فإن موقف الناس حيال الصدق يؤثّر على علاقات المسؤولين المنتخبين، ومن يثقون بهم من أصدقائهم الشخصيين. كما أن المواقف من الخيانة قد تكون سبباً وراء بعض الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان.

هذه المواقف التي تتغير بحسب احتياجاتنا ومصالحنا تعد أمراً مثيراً للقلق ومشجعاً في الوقت نفسه. كذلك، تتحدث الدراسة عن قدرة الأشخاص غير الأخلاقيين على كسب عشق العامة، والوصول إلى السلطة على حسابهم.

المصدر : نبض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق