مكتبة الأدب العربي و العالمي

“الذنب” الأجزاء كاملة

يحكى عن أسرة صغيرة متكونة من اب وام واخ واخت و كانت هذه الاسرة اسعد اسرة وكانوا ثلاثة بهم يحبون الفتاة ويسعون لارضائها و قد كانت فتاة جميلة جدا و كانت شيمتها الحياء و العفة و كانت تفرض احترامها على كل من راها اما اخوها فكان جندي في الجيش الوطني و كان رجلا صالحا يحب اخته منذ راها تاتي الى هذه الحياة و اقسم ان يجعلها اسعد فتاة في الدنيا ولا ننس طبعا الوالدين الذين تعبا في تربية ولديهما

كانت هذه الفتاة طالبة في الجامعة و كانت متفوقة في دراستها جدا وفي احد هذه الايام جاء شاب جديد الى الجامعة وكان فاحش الثراء و اما والديه فيعيشان في أوروبا  و تركوه يعيش وحده هنا و بعد مرور ايام من قدومه التقى بتلك الفتاة في مكتبة الجامعة صدفة

حينها و في تلك اللحظة احست تلك الفتاة بشعور جميل اتجاه ذلك الشاب و احست في ضحكته لها حبا و اطمئنان ولا تستغربوا انه الحب من اول نظرة فذلك ليس مستحيل

ظنت في قرارة نفسها انه يبادلها نفس الشعور لكن هذا ما كان يظهره لها اما بداخله ذئب متعطش لافتراس ضحيته دون رحمة او شفقة

بعد مرور أسبوع كامل قلت المسافة بين ذلك الشاب وتلك الفتاة حتى أصبحا أقرب مما تتصورون لأن هذه الفتاة لم تعرف طعم الحب إلا معه وكانت ترى الحياة بجانبه جنة لأنه كان يزين لها الأيام بألوان وهمية ومن الكذب يبني لها قصرا بالاوهام يعيشون فيه

في أحد الأيام ومع اقتراب الإمتحانات طلب منها أن تشرح له بعض الدروس الصعبة عليه وكان  بيته في احدى العمارات الفخمة في المرة الأولى رفضت تبعا الى تربيتها وأخلاقها لكن حبها له وتأثيره عليها ببعض الكلمات جعلها تقبل بهذا الطلب فاتفقوا على الزمان

ظلت تلك الفتاة تفكر في حجة مقنعة لذهاب دون شك والديها في الامر في حين كان ذلك الشاب العديم النخوة ينصب الكمين لافتراس ضحيته و اول ما فعله ابتاع اشياء مخدرة لتخدير ضحيته

عند عودة الفتاة الى البيت تفاجأت بتسريح اخوها من الجيش عقوبة لمخالفته بعض القوانين حينها تعقدت الامور على تلك الفتاة حتى انها كادت تلغي فكرة الذهاب

لكن حبها لذلك الشاب كان يفوق الخيال فقررت التحدي من اجله و اخبرت اهلها انها ستذهب عند ابنة عمتها التي تسكن قريبة من ذلك الشاب ليحضروا للامتحانات القادمة

بعد اسبوع و على أساس ان تساعد ابنة عمتها في بعض الامور الدراسية و لأن والديها كانت لهم ثقة عمياء بابنتهم وافقا لكن من الجهة الاخرى اخوها ورغم موافقته احس ان اخته تخفي شيء فقرر التحري عنه

عند صباح اليوم التالي اتصل بإبنة عمته و استفسر عن مكانها فاخبرته انها مسافرة منذ أسبوع و لن ترجع الا يوم الامتحانات عندها دخل الشك في ذهن اخوها لكنه تريض على اساس ان اخته لا تعرف بأمر سفر ابنة عمتها  فانتظر الى يوم ذهابها لكي يتبعها أين تذهب

#الذنب
الجزء_الثاني
. توجهت الفتاة في صباح ذلك اليوم الى بيت ذلك الذئب المتعطش للدماء و اخوها يتبعها خطوة بخطوة و يدعو ان تكون اخته الغالية على قلبه صادقة في كلامها لكن للاسف بدل ان تتوجه الى عمارة ابنة عمتها ذهبت الى عمارة اخرى كان لها حارس لانه و حسب ما ذكرنا انها عمارة فخمة يسكنها الا الشخصيات الهامة

لكن الشيء الاهم ان اخوها أحس برائحة خيانة من قبل أخته لكن ثقته بها جعلته يضع أسبابا لدخولها تلك العمارة فقرر الانتضار قليلا دخلت تلك الفتاة لذلك الذئب و اخذا يتبادلان اطراف الحديث و بعدها عرض عليها ان تشرب قليلا من العصير قبل بدأ الدراسة حينها وضع لها المخدر في ذلك المشروب

وفي ذلك الحين كان اخوها على نار في الاسفل لكن حين نفذ صبره فقرر الذهاب الى ذلك الحارس و سؤاله عن تلك الفتاة التي دخلت الى هذه العمارة
فاجابه انها اتت إلى شاب غني يسكن هنا مع ذكره رقم الباب على اساس انها حبيبته و عند سماع تلك الكلمة جن جنونه وقرر الصعود بسرعة

في حين كان ذلك الشاب سينال من اخته فدخل أخاها بسرعة و عندما راى ذلك الوضع هم بضرب ذلك الشاب بكل قوته حتى كاد يقتله لو لا تدخل الحارس و الفصل بينهما
حينها استغل ذلك الجبان الموقف و فر هاربا الى مكان مجهول

حمل ذلك الشاب اخته و لكن وهو في الطريق لم يقف عقله عن التفكير في حجة يجيب بها والديه عند سؤاله عما حدث لابنتهم و عند وصوله قال بصوت مرتجف: بينما كنت عابرا رأيت اختي مغمى عليها فحملتها فورا و جئت بها

و بعد كلام طويل بين الولد و والديه احضروا الطبيبة لاخته و كانت هذه الطبيبة مقربة جدا من هذه العائلة و بعد اسعافها للفتاة ظل اخاها بجانبها ينتظر استيقاظها خوف منه ان تتفوه امام والديهم بشيء عما حدث لها

و في اليوم التالي استيقضت الاخت وهي تجهل ما حل بها فاخذ اخوها يطمئنها و بعد ان تاكد ان بالها ارتاح قص عليها ما حدث لها و كيف اضحت على هذا الحال

حينئذ اخبرته بكل القصة و علاقتها بذلك الشاب و الدموع تنزل من عينيها ففهم عندئذ مراد ذلك الشاب عديم الرحمة فطلب من اخته عدم مقابلة الشاب مرة اخرى فما كان على اخته سوى السمع و الطاعة

في احد الايام شنت احدى الحملات هجوما على مناطق مؤثرة في البلاد فكان على افراد الجيش التحرك بسرعة و لذلك قررت السلطات التدعيم الفوري فجندت كل الفراد و من بينهم اخو هذه الفتاة لكن قبل رحيله اخذ عهدا من أخته ان لا ترى ذلك الشاب مرة اخرى
فوعدته بذلك فذهب و هو محمل بالدعوات الصالحة من اسرته و ثقته بأخته انها ستصون شرفه

و في احد الايام وبينما الفتاة راجعة من الجامعة خرج في طريقها ذلك الشاب و اخذ ينظر لها نظرات حب و عطف و مشاعر مزيفة و طلب ان يتحدث اليها قليلا

لكنها رفضت على اساس الوعد الذي قطعته على اخوها لكن فضولها لتعرف سبب ما حل بها جعلها تسمع له فقال لها : انها عندما جاءت  لتدريسه اغمي عليها و بينما هو يحاول ايقاظها جاء اخاها فجأة و هم بضربه دون الاستماع له و منذ ذلك الوقت و هو ينتظر اليوم المناسب لياتي و يكلمها

حينها اصبحت الفتاة في حيرة من امرها هل ستصدق اخاها ام الانسان الذي احبته فماذا ستفعل
وبعد كلام طويل بين الفتاة و ذلك الشاب طلب اليها ان تاتي الى بيته مرة اخرى لتكلم في هذا الموضوع فترددت تلك الفتاة قليلا ثم وافقت و هي تحس داخلها انها تخون اخاها التي وعدته بعدم رؤية هذا الشاب مرة اخرى

#الذنب الجزء_الثالث والجزء الاخير
.بعد مرور ايام و في يوم ما كانت تلك الفتاة يومها تدرس الصباح اما المساء فكانت لديها حصص فارغة لكنها كذبت  على والديها و أخبرتهم انها تدرس يوما كاملا و لكن هي في الاساس ستذهب مساء ذلك اليوم الى ذلك الشاب

و عندما حل المساء توجهت تلك الفتاة الى بيت الشاب و لعنة خيانة كلام اخيها تتبعها و تصرخ في اذنها ارجعي و لا تفعلي هذا لكن حبها القوي لذلك الشاب جعلها ترفض الاستماع لذلك الصوت و عند وصولها دخلت و بدأ بالكلام

و عند عرضه عليها ان تشرب شيئا رفضت لانها خافت ان يحصل لها شيئ ما لكن لم تكن تعلم ان ذلك الشاب اللعين كان يدبر لها مكيدة اخرى

و اخذو يتكلمون و من كلمة الى اخرى بدا ذلك الشاب بالاقتراب منها اكثر فاكثر و فجاة اخرج قارورة بها سائل مخدر و رشه على وجهها حتى فقدت الوعي كليا ثم هم بحملها الى احد الغرف و اخذ ينهي افعاله الذي كان يدبرها من مدة

وبعد انتهائه ظل جالسا يدخن و يشرب الى حين استيقظت  تلك الفتاة و ليتها لم تستيقظ لانها حالما رات الحالة التي عليها حتى بدات بالبكاء و الصراخ و هي تقول ايها الحقير لماذا فعلت بي هكذا

فهم ذلك الذئب المتوحش العديم الرحمة بضربها و طردها من بيته فخرجت تلك الفتاة و هي ترتجف و الدموع تملا عينيها و الخوف يسكنها و لا تعرف ماذا ستفعل و أين ستذهب فماذا ستفعل و كيف ستتصرف في ورطتها؟

خرجت  وهي تجهل اين تذهب بتلك الفضيحة فاخذت تمشي من طريق الى اخر و عقلها عاجز على استيعاب  ما حصل لها لكن في الاخير استعادت قوتها و قررت الذهاب الى اعز صديقاتها و هي ابنة عمتها و لحسن الحظ انها وجدتها وحدها

و عندما راتها صديقتها في تلك الحالة أخذت تهون عليها قليلا و بعدما ارتاحت قليلا قصت القصة من الاول الى الى الاخير عليها فصدمت ابنة عمتها و لم تعرف ماذا تقول لكنها تماسكت و قالت لها :ان تحاول اخفاء الامر عن اهلها حتى تحاول معرفة مكان ذلك الشاب و التكلم معه

قبلت الفتاة و رجعت الى بيتها لتنام بعد يوم صعب لا ينسى ابدا و بعد مرور شهر كامل على تلك الحادثة اخذت تظهر اعراض الحمل على الفتاة و اخذت بطنها تنتفخ اكثر فاكثر و خوفها اخذ يزداد اكثر لكنها كانت تبرر ذلك بانها تزداد في الوزن لانها اصبحت شرهة في الاكل

و في ذلك الوقت لقد تم منح الأخ الإجازة لاجل الراحة فرجع و هو فرح بمقابلة اهله و النصر الذي حققوه لكن بعد ايام من مجيئه شاهد اخته مضطربة و احوالها لا تعجب و كثيرا ما يغمى عليها و حالتها الصحية متدهورة فقرر اخذها الى الطبيبة التي تقرب لهم و عند ذهابهما كانت الفتاة على يقين ان امرها كشف و اخذت تدعو ان يهون الله عليها

غضب اخوها و والديها عند معرفة تلك الفضيحة و عندما وصلا تم فحص الفتاة عندها اخبرت الطبيبة الاخ ان أخته حامل فجن جنونه و عجز للحظة عن التفكير و أخد في التفكير على قتل أخته
#الذنب_الجزء_الأخيـــر
….. تم فحص الفتاة عندها اخبرت الطبيبة الاخ ان أخته حامل فجن جنونه و عجز للحظة عن التفكير و كان مقدما على قتل أخته لو لا تدخل الطبيبة وأخذت تهدأ من روعه وتدعوه الى أن يفكر بطريقة عقلانية لارجاع الأمور الى طبيعتها

حينها كان الوالدان وراء الباب لأنهما تبعا الولد الى عيادة الطبيبة ليطمئن بالهما لكنهما صدما بالحقيقة المرة وبدآ بالبكاء على العار الذي لحق بهما ، وعجزا عن التصرف أو التفكير في حل لغسل شرف العائلة

بعد مرور ايام تم اعتقال ذلك الشاب المجرم الذي اغتصب تلك الضحية لكنه انكر اي علاقة له بها و امر بتحليل لمعرفة هل الولد ابنه و لاثبات التهمة عليه و الصدفة ان التي قامت بالتحليل هي الطبيبة التي تقرب تلك العائلة

لكن بينما هي تقوم بالتحليل اكتشفت المفاجئة و شيء جعلها تقف باهتة أمامه و هو ان هناك تطابق بين جينات الشاب و الفتاة مما يعني انهم إخوة لكنها لم تصدق ذلك
اعادت المحاولة عدة مرات فوجدت نفس النتيجة حينها قررت ان تخبر الوالدين بالامر

عندما اخبرتهما تذكرا ما فعلاه قديما و اخذا ينظران الى بعضهما البعض و الأسف و الحزن يملآن عينهما و الطبيبة حائرة تريد معرفة السبب

بعد مدة زمنية قصيرة اخذ الوالدان يقصان على الطبيبة الشيء الذي فعلوه في الماضي و لم يخبروا به احد و كانت القصة كالتالي : عند زواج الوالدين كانا فقيرين جدا و بعد مرور مدة على زواجهما رزقا بطفل جميل لكن لعسر الحالة المعيشية لديهما و خوفاعلى موت ذلك الطفل قاما ببيعه لاحد العائلات الغنية منذ ذلك الوقت لم يسمعوا عنه شيء

عندها عرفت تلك الطبيبة ان تحاليلها كانت صحيحة لكن في نفس الوقت كانت تلك الفتاة قد انتحرت و لم تعلم ان الذي من فعل بها ذالك هو شخص من لحمها و دمها فماتت و هي تجهل الحقيقة

اما اخيها فعند سماعه ذلك اصابه الجنون و نقل الى مصحة عقلية
اما ذلك الشاب عند سماعه تلك القصة من الطبيبة اصبح يكره نفسه كثيرا و احتقر نفسه على فعلته و على كل البنات التي سلبهم شرفهم و ادرك انه عبارة عن حيوان يبحث عن شيء يفرغ فيه غريزته الحيوانية بعد مرور يومين شنق نفسه في السجن قبل جلسة الحكم لكي يرتاح من عذاب الحياة لكن لا مفر له من عذاب الاخرة

بعدها عاش الابوين وحيدين لانهما فقد ثلاثة من ابنائهم بكل بساطة و ظلا في حالة حزن دائمة الى حين وافتهم المنية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق