مكتبة الأدب العربي و العالمي

#سر_الفتاة الجزء الاول والثاني

كانت ليلة شديدة البروده حالكت الظلام وقد اصابت قطرات الامطار من بين ما اصابته جسد تلك الفتاة الملقى على الارض في إحدى الاكواخ المصنوعه من الطوب اللبن وسقفها من القش فاخترقت قطرات الامطار ذلك البناء الهش وعبرت من خلاله واصابت وجهها الذي اخفت معالمه الدماء
وشوهته كثرت الجروح والندبات التى ملئته

فبدات تزيل قطرات المياه الدماء عن ذلك الوجه وتبعث
به الشعور بالحياة من جديد وبدأت الفتاة في تحريك اجفانها بصعوبة شديدة وكأنها محملة باطنان من الرمال ولكن قطرات الامطار التي استمرت في اختراق سماء الكوخ البالية والسقوط على وجهها

اعانتها على ذلك الأمر وبدأت في فتح عيناها والشعور بحواسها وبجسدها ودبت بها الحياة مرة اخرى
فكان اول ما فعلته عندما بدأت تدب بها الحياة ان تفتح فمها لتسمح لقطرات المياه عبور شفاتاها والدخول إلي جوفها
لتروي عطشها الذي بلغ منتاهه.

بدأت باسترداد بعض ادراكها لما حولها وبدأ نظرها يجوب المكان وبدأ عقلها يعمل من جديد يفكر ويطرح الاسئله
ما هذا المكان من أنا ما اسمي وما الذي آتى بيا الي هنا؟

كل هذه الاسئلة بدأت تجوب بذهن تلك الفتاة وهي تحاول النهوض من مرقدها مستعينة بيدها الصغيرة الضعيفة
فاوقفها الشعور بالم شديد عن التفكير وعن محاولتها في النهوض من مرقدها واعادها إلي وضعها التي كانت عليه

وهي تصدر اهات الالم التي اعتصرتها واسالت من عينها دموع احرقت وجهها الذي لم يخلوا جزء منه من جرح
فاسكنها الالم عن الحركة وتوقفت دموع عيناها عن السقوط
من خشية الم تلك الجروح وظلت ساكنة على وضعها لبعض الوقت ناظره إلي سماء ذلك الكوخ الذي ترقد بين جدرانه

وبعد الكثير من التفكير اعادت  الكرة مرة أخرى ولكن هذه المرة بحذر شديد فبدات بالاعتدال على جنبها ثم اتكأت على يدها وهمت بالنهوض ببطئ شديد حتى استطاعت الجلوس وهي تصدر ااهات الألم الذي اعتصر قلبها ثم جلست على ركبتيها واستندت على كفيها وبدأت تحبوا كطفل رضيع إلي أن اقتربت من أحد جدران الكوخ واستندت عليه وهمت بالنهوض.

وسارت وهي تستند على جدران الكوخ الي أن خرجت منه
لتجد نفسها وسط طريق طويل بأبنية صغيرة وتربة ترابية تحولت إلى وحل بعد سقوط الامطار عليها

وقفت تتامل ذلك الطريق الذي ترى معالمه بفضل بعض اضواء اعمدة الاضاءة المنبعثة من الطريق العمومي القريب منه وبعد طول تفكير ادركت أنها في طريق المقابر
وان كل الحجر التي توجد على جانبي الطريق ما هي إلا قبور للاموات ففزعت فزع شديد

وحاولت الفرار من ذلك الطريق فتعثرت قدمها وسقطت على الارض في ذلك الوحل وشعرت باحد يدنوا منها فرفعت رأسها ونظرت أمامها لتجد ضوء مصباح خافض يشق الظلام  ويقترب منها وصوت خشن يسأل من هناك

فشعرت بخوف جمد اوصالها والجم لسانها عن النطق وظلت
تنظر إلي ضوء المصباح الذي ظل يقترب منها رويدارويدا
ويظهر خلفه حامل المصباح الذي ما مازل يسال بصوته الخشن من هناك إلى أن اقترب منها ففزع من رأيتها على ذلك الحال ومد يده

وامسك يدها وساعدها على النهوض وسلط ضوء مصباحه عليها ليجدها في حالة مزرية بوجهها الذي شوهته الجروح وجسدها الملئ بالكدمات التى تظهر بكل وضوح من خلف ثيابها الممزقة وشعرها المبعثر ويديها التي امتلأت بالوحل
فنظر اليها الشاب بذعر وشفقة وبدأ بطرح الاسئله عليها وهو يخلع سترته ويلقي بها عليها ليستر جسدها الذي كان واضحا من خلف ثوبها الممزق من أنتي ومن فعل بكي هذا

#سر_الفتاة2_الجزء_الثاني
اخذت الفتاة السترة وبدات تغطي جسدها والدموع تتساقط من عينيها بغزارة تماما كتلك الامطار التى ازالت عنها الوحل الذي انغمست به عندما سقطت على الارض
وعاد الشاب في طرح الاسئلة من انت  وماذ حدث لك ؟أجابت الفتاة بصوت أنهكه البكاء والبرد والشعور بالالم
لا اعلم أنا لا اتذكر شيء لا اتذكر شئ على الاطلاق
قال الشاب: ولكن كيف اتيت  الي هنا؟ومن فعل بك هذا؟
الفتاة بصوت متقطع  مرتجف لا اعلم ولا اتذكر شئ تحدثت وهي ترتجف وكادت تسقط على الارض فأقترب منها الشاب محاولا مساعدتها على النهوض ففزعت وابتعدت  عنه بخوف شديد فأشار  لها بيده حسنا لا تخافي أنا لن أؤذيك أنا فقط احاول مساعدتك اطمئني

اصدر الشاب تلك الكلمات وهو يسلط ضوء مصباحه على وجهها ناظرا الي عيناها محاولا أن يمنحها بعض الطمأنية
وبدى قائلا الامطار تزداد غزارة والبرد قارس تعالي معي الي غرفتي لنتحمتي بها من الأمطار فنظرت اليه الفتاة بخوف وعدم قبول

فاجاب على تلك النظرة قائلا لا تخافي انا لن أؤذيك ولكن يجب أن تحتمي بمكان من هذه الامطار وإلا سوف تتجمدين من البرد كما انك بحاجة إلى مأوى حتى تستردين ذاكرتك ويتحسن وضعك الصحي

أومأت الفتاة برأسها بالموافقة فلم يكن لديها سبيل آخر سوى قبول دعوة ذلك الشاب واتبعته بخطوات بطيئة حذرة وهي تتعثر من شدة التعب وجسدها يرتجف من البرد فمد الشاب يده لكي تستند عليها وسلط ضوء المصباح تحت اقدامها لكي تخطوا عليه

وسار يتقدم بها تحت الامطار الى أن ادلف من إحدى الحجرات الموجودة على جانبي الطريق ودفع بابها الحديدي وقام باضاءة مصباح اخر فاصبحت الرؤية واضحة داخل الغرفة ودعاها للدخول فدخلت وهي ترتجف واقدامها لا تحملها وبدأت تجوب الحجرة بنظرها الذي استقر على قبر مكتوب عليه اسم فتاة فشعرت بالخوف وتراجعت للخلف فاوقفها الشاب قائلا لا تخافي من اهل القبور فهم لن يأذوكي فالاحياء هم من يجب عليك  الخوف منهم هيا ادخلي قبل أن تتجمدين واشار لها بالجلوس

دخلت الفتاة وجلست على اريكة موثدة داخل الغرفة التي يوجد بها بعض الاثاث البالي واغلق الشاب الباب وبدأ باحضار مناشف وقام بتنشيف رأسه وجسده الذي تبلل من مياه الامطار وقام باعطاء الفتاة منشفة لكي تجفف شعرها وقام باشعال نار ليعطي دفئ للمكان ثم نظر إلى الفتاة وبدأ يتأمل حالتها المزرية وبدا قائلا
لديك  جروح كثيرة وعميقة يجب تنظيفها بماء ساخن ويتم تعقيمها حتى لا تلتهب ويزداد الأمر سوءا كما انك  بحاجة إلى ادوية وطعام

قام بتجهيز بعض المياه الساخنة ومنشفة صغيرة ووضعهم امامها وطلب منها بتنظيف جروح وجهها فمدت يدها ووضعت المنشفة في المياه الساخنة ثم قامت بوضعها على وجهها فشعرت بألام شديدة جعلتها تصرخ وتترك المنشفة من يديها الدموع تنهمر على وجهها فتزيد من الامها

فاشفق عليها الشاب ودنى منها بخطوات بطيئة مترددة ونظر اليها مستأذنا بالسماح له بذلك الأمر
فهزت رأسها بالموافقة فقام بوضع المنشفة في الماء مرة أخري وعصرها واقترب من وجهها وقام بتنظيف جروحها بحزر شديد ولكن ذلك الحزر لم يمنع شعورها بالام شديدة وبدا قائلا هل تذكرتي شيء

قالت الفتاة: لا لم اتذكر شئ حتى إسمي
قال الشاب: لا بأس ستتذكرين كل شيئ فيما بعد
قالت: وأنت ما اسمك؟
قال أسمي طارق

قالت ولما تسكن في هذا القبر إلا يوجد لديك منزل
أجاب: بلى لدي ولكني افضل المكوث هنا بجوار ذلك القبر واشار إلى القبر
فنظرت الفتاة إلي القبر وقرأت الاسم الذي مكتوب عليه
ثم بدت قائلة من هي فريدة
صمت طارق وبدا على وجهه حزن عميق ثم قال لقد توقف المطر ساذهب لاحضر لك ضممات وادوية وطعام وهم بالوقوف وارتدى سترة ثقيلة وقبل أن يخرج قال لها وهو يشير الي مكان داخل الغرفة يمكنك الاغتسال هنا ستجدين كل ما تحتاجين آليه واغلقي الباب خلفي جيدآ فأؤمت الفتاة برأسها واغلقت الباب خلف طارق وبدأت بخلع السترة من عليها بصعوبة شديدة من كثرة الألم

سار طارق في طريقه الي أن وصل إلي احدى الصيدليات واحضر لها الادوية اللازمة وعاد من نفس الطريق الذي آتى منه مسرعا إلى أن وصل إلى غرفته فتفاجئ بأن باب الغرفة مفتوح على مصرعيه

فادلف منه بحذر شديد وهو لا يعلم اسم يناديها به ثم تجاوز الباب ووضع ما بيده من ادوية وطعام على المقعد وبدأ يسال أين أنت اين ذهبت وظل يبحث عنها بنظره فالمكان فلم يجدها

ظل طارق يبحث عن الفتاة في غرفته إلي أن سمع صوت بكاءها صادر من تحت الاريكة فاقترب منها وجلس قرفصاء ونظر اليها فوجدها جالسه كطفل صغير…… فمد يده ليخرجها وهو يسألها ماذا حدث؟
لما تختبئين هنا……. ومد يده وساعدها لتخرج من تحت الاريكة فوجد أنها تغيرت بعض الشئ فقد اغتسلت وارتدت بعض من ملابسه ومشطت شعرها البني الطويل وارسلته ضفيرة كبيرة وبدأت ملامحها الجميلة تظهر بالرغم من كل تلك الجروح التي تملأ وجهها
طارق: ماذا حدث لما تختبئين هنا
الفتاة: بعد أن ذهبت أنت واغلقت خلفك الباب قمت باستبدال ملابسي وبعد أن انتهيت سمعت صوت بالخارج يطلب مني أن افتح الباب فظننتك أنت… فقمت بفتح الباب ولكني لم اجدك بالرغم من أنني اسمع صوتك ياتي من الخارج… فتقدمت بعض خطوات حتى تجاوزت الباب فقام احد باغلاقه خلفي ثم تموهت الاشياء حولي وتغيرت كل الموجودات واصبحت اشياء اخرى….. لقد تحول المكان إلى جزيرة مرعبة موحشة مليئة ببقايا لجثث متعفنة والكثير من الحشرات والزواحف تنهش هذه الجثث حتى الهياكل العظمية تجمعت حولها كميات كبيرة من الحشرات والزواحف…. رائحة المكان كانت كريهة جدا ويصعب التنفس بها والمكان مخيف وبارد….. شعرت بأن اطرافي تكاد تتجمد…. وتمكن مني الخوف الشديد…… وفجاة ظهر في الافق البعيد كائن غريب يحلق بجناحين كبيرين في سماء الجزيرة واحدثت اجنحته صوت أفزع كل من على الجزيرة من حشرات فبدأت تترك طعامها من بقيا الجثث وتلوذ بالفرار………. وظل ذلك الكائن العجيب يتقدم من الجزيرة حتى وطأ بقدميه الكبيرتان ارضها فاحدث بها فجوة كبيرة ….. ووقف على قدميه الكبيرتين وبدأ في طي اجنحته التى تشبه اجنحة الخفاش خلف ظهره وبدأت تتضح معالم وجهه المخيف فجسده يشبه الجسد البشري ولكنه كبير جدا لديه قدمان ويدين … بخلاف تلك الاجنحة التى قام بطيها خلف ظهره…… وعينان كبيرتان يشع منمها ضوء احمر وانياب بارزة تجاوزت فمه…. واظافر حادة وهناك ايضا فوق راسه قرون تشبه قرون الشاه……. وبمجرد أن وطأ بقدميه على الجزيزة نفث نارا من فمه احرقت كل شئ بقي عليها…… وبدأت اشعر بحرارة تلك النيران فحاولت أن ألوذ بالفرار……. فلم اجد امامي سوى سفينة كبيرة..

طارق: وهل صعدت تلك السفينة؟

الفتاة: لا كدت افعل ذلك ولكن اوقفتني فتاة صغيرة واخذتني بعيدآ عنها ولكن ذلك الكائن بدأ يلاحقنا
وكاد يمسك بنا ولكن حال بينه وبيننا شيخ كبير
اخاف ذلك الكائن واوقفه عن ملاحقتنا وفجأة
اختفت الفتاة داخل الاشجار الكثيفة واخبرني ذلك الكائن بانه سيعود وبأنني ساصعد تلك السفينة ذات يوم فأنا القربان العاشر لابليس العظيم
ثم بدأت تتموه الصورة مرة اخرى واختفت الجزيرة وما عليها ووجدت نفسي قد عدت إلى هنا مرة اخرى فلم استطع فعل شئ سوى الاختباء تحت الاريكة.

استمع طارق للفتاة حتى انتهت ولم يظهر عليه أي تفاجئ مما سمع وكأنه يعلم ما تتحدث عنه
ثم بدأ قائلا ربما تكون هواجس من خوفك من المكان دعك من هذا الامر
وتناولي الادوية وحاولي أن تنالي قسطا من الراحة تحدث طارق إلي الفتاة وهو يهم بالخروج فاوقفته قائله الي اين أنت ذاهب
طارق: ساذهب إلي خارج الغرفة حتى تكوني على حريتك
الفتاة: ولكني خائفة جداً أبقى هنا رجاءا
طارق: ولكن………
الفتاة: لا تتركني رجاءا فأنا أشعر بخوف شديد
طارق: حسنا سابقى ولكن بشرط وهو أن تحاولي أن تغفي بعض الوقت وانا سابقى علئ ذلك المقعد
فاومأت الفتاة برأسها شاكره طارق وجلست على الاريكة وضمت ركبتيها ووضعت رأسها فوقهم واغلقت عيناها
وجلس طارق على الكرسي المقابل لهآ وهو ينظر اليها بشفقة وحزن ثم أخذ نفساً عميقا وادار وجهه فوقعت عيناه على القبر الذي امامه فتلألأت في عيناه دمعة وبدأ ينظر إلي الاسم المنقوش على القبر….. ثم تموهت الصور أمامه وبدأت الموجودات تختفي وظهر أمامه وجه طفلة صغيرة ذات ملامح ملائكية تركض في حديقة خضراء تزينها الزهور وضحكات الفتاة تتعالي وهو يركض خلفها والسعادة تملئ قلبه سأمسك بك  يا فريدة….. ثم تموهت  الصورة مرة اخرى وتحولت الحديقة إلي صحراء جرداء وظهر ذلك المخلوق العجيب وقد نفث نيرانه فاشتعلت النيران فالرمال وتحول المكان حول الطفلة إلى جحيم وتحولت ضحكاتها الي صرخات وحالت النيران بينها وبين طارق وحلق ذلك المخلوق فوق رأس الفتاة ثم أمسك بها باصابع قدميه وحلق بهآ بعيدا…… وحاول طارق أن ينقفذها من مراسمه ومد يده وهو يقفز عاليا محاولا الامساك بها ولكنه
عاد إلي حجرته فشعر بغصة احرقت فؤاده وانهمرت المدموع من عيناه ….. ونظر حوله فوجد الفتاة المسكينة قد غفت في نوم عميق فهم واقفا وفتح باب الغرفة وكان نور الصباح قد بدأ يلوح فالافق ويبدد ظلام تلك الليلة الطويلة فخرج واغمض عيناه وبدأ يستنشق نسيم الصباح المنعش محاولا التخلص من تلك الغصة التي تعتصر فؤاده……. ثم سمع صوت انات الفتاة فاسرع إليها

جمع غفير من البشر يتجمع حول كوخ الشيخ صديق بعد أن قام عم أحمد بابلاغ الشرطة عن الجثة التي وجدها داخل الكوخ ولم يمضي الكثير من الوقت حتى سمع كل المتجمعين حول الكوخ صوت سيارات الشرطة قد اتت وقام أمن الشرطة بفض ذلك التجمع ليفسحوا المجال لسيارات الشرطة للمرور وسط ذلك الجمع الغفير………… حتى وقفت سيارة امام الكوخ وخرج منها العميد خالد وهو يشعل سيجارة ويرفع لافة سترته ويقوم بدعك كفيه ببعضهما وينفث داخلهم دخان هذه السيجارة التي اشعلها ليبدد ذلك الصقيع الذي يشعر به….ثم يتقدم من الكوخ بخطوات سريعة  وثابتة بقامته الطويلة وملامحه الحادة وقد امتلأ حذائه بالوحل الذي خلفته الامطار واتبعه الرائد عادل معاونه وصديقه المقرب……… حتى دنى الاثنان من الكوخ فقام خالد بدفع بابه المصنوع من الحطب واعواد القش وتجاوز الاثنان باب الكوخ وبدأوا يجوبوا المكان بنظرهم حتى استقر على الجثة فتقدم خالد منها وجلس بجانبها قرفصاء وقام برفع الغطاء عن وجهها فبدى عليه تاثر شديد بالرغم من اعتايده على هذه المناظر ثم وقف من جلسته واخذ اخر نفس من السيجارة ثم ألقى بها تحت قدميه…….. ونظر الي عادل وطلب منه أن يحضر الشخص الذي قام بابلاغ الشرطة…. وان يتصل بالمعمل الجنائي والطب الشرعي قبل حضور النيابه …….
فاجابه عادل لقد تم الاتصال بالطب الشرعي والمعمل الجنائي
……. ونادى عادل على أحد الامناء ليحضر عم أحمد الذي قام بالابلاغ عن الحادث
فياتي به الامين على الفور فهو يقف بالخارج وسط ذلك التجمع الغفير……
فيدخل عم أحمد ويلقى السلام
فيرده خالد ويبدأ باستجواب عم أحمد قائلا
خالد: اخبرني يا عم أحمد عن ما حدث بالتفصيل
عم أحمد: أنا ادعى أحمد عبد الحي اعمل حارس لأحد في هذه المنطقة
وكعادتي كل يوم ذهبت لصلاة الفجر في المسجد القريب من المنطقة وبعدها ذهبت واشتريت بعض الطعام واثناء عودتي مررت على الشيخ صديق لاعطيه بعض الطعام….. ولكنه لم يجب…. فتقدمت من الكوخ وفتحت الباب ودخلت باحثا عنه ففوجئت بتلك الجثة ملقاة على الارض ولم أجد الشيخ صديق فخلعت شالي من على رأسي وسترت به هذه الفتاة المسكينة ثم ابلغت عن الحادث

خالد: ومن هو الشيخ صديق؟

أحمد: أنه رجل مبروك يحيا على حب الله ويسكن ذلك الكوخ البيسيط
والكل هنا يساعده على تديبر اموره….. وهو ايضا يساعد كل من يلجأ اليه..

خالد: وما هي المساعدة التي يقدمها لكم الشيخ صديق

أحمد: أنه رجل مبروك وقد رفع عنه الحجاب………..

فيقاطعه خالد تقصد دجال

أحمد: لا فالشيخ صديق ليس دجالا فهو لا يقتضي أي اموال مقابل خدماتة لاهل المنطقة بخلاف انه لا يتحدث إلا بالصدق لذلك اطلقنا علية الشيخ صديق فهو يرى ما لا نراه ويحمينا من مرسول ابليس

يقطع حديث عم أحمد عادل وهو يخبر خالد عن وصول الطب الشرعي
فيخبر خالد عادل أن يخرج عم أحمد
لكي يتم استجوابة في مكتبة…. ويامر بالبحث عن الشيخ صديق وضرورة مثولة امامة في اقرب وقت
وقبل أن ينتهي خالد من حديثة مع عادل…. تدخل الدكتورة منار من باب الكوخ وتتجاوزه بخطواتها الرشيقة وهي ترفع نظارتها عن انفها بسبابتها وتلقي التحية على خالد وعادل وهي تخرج من حقيبتها القفزات وتردتيها لتبدأعملها على الفور…….
فيرد خالد التحية بود كبير وقد بدا على وجهه سعادة كبيرة برؤيتها
…. تقترب منار من الجثة وترفع عنها الغظاء لتفصحها…… وقد لاحظ خالد أن منار بدى على وجهها غضب شديد
وتغيرت ملامحها…… فسالها خالد
هل تعرفين تلك الفتاة يا دكتورة؟
فاجابة منار بعدم تركيز وهي شاردة في الجثة …….
منار: ها لا لا اعرفها
خالد: لقد طرحت السؤال لاني شعرت
بثورة من الغضب بدت على وجهك من الوهلة الاولى التي رايت بها الفتاة.. وكانك تعرفينها معرفة شخصية
منار: الم يظهر على وجهك أنت ايضا ذلك الغضب عندما رأيت ذالك الكم من التعذيب الذي يظهر على وجه تلك الفتاة
فخفض خالد راسه وصمت عن الجواب….. فنظرت له منار بحدة و رددت قائلة وبالنسبة لهذا الغضب الذي لاحظتة سببه أنني ادركت من الوهلة الاولى أن هذه الفتاة المسكينة تعرضت لاعتداء وحشي وهذا واضح وضوح الشمس ثم اعادة نظرها الي الجثة وبدأت بفحصها وهي تقول….
ارجو منك اخلاء المكان لكي تعطينا فرصة للقيام بعملنا يا سيادة العميد وارجو أن لا تكونوا عبثتم بالدلائل فيكفي ما افسدتة مياة الامطار التي ازالت اغلب البصمات بعد هطولها بهذه الغزارة
فاجاب خالد بكل تاكيد يا دكتورة
فأنا اريد ذلك حتي تقومي بتقديم التقرير المبدئي لأنه سيساعدني في التحقيق………وتاكدي أننا لم نعبث بشئ فنحن نعلم كيف نؤدي عملنا

منار : التقرير سيكون لديك في اقرب وقت ممكن…..

غادر خالد المكان بعض أن قام باستجوبات عديدة مع سكان المنطقة
الذين اشادوا جميعا بحسن خلق الشيخ صديق ونزاهته

ثم غادر مكان الحادث وتم نقل الجثة إلى المشرحة

اعد طارق كوبا من الحليب وبعض شرائح الجبن……. وقدمها للفتاة التي استيقظت من نومها مفزوعة وهي تتحدث بكلمات ليست مفهومه…. وحاول طارق تهدأت الفتاة
وبعد فترة بدأت الفتاة تهدأ فسالها طارق:

هل تذكرتي شئ يا.

ثم صمت برهة وبدى قائلا المهم أن تكوني تذكرت اسمك فأنا لا اعرف بمآ اناديك…….. فصمت الفتاة قليلا ثم قالت وهي تنظر الي القبر يمكنك أن تناديني فريدة إلي أن اتذكر اسمي الحقيقي…….. فبدت على وجه طارق ابتسامة حزينة وتلألأت دمعه في عيناه
ثم قال حسنا يا فريدة اخبرني هل تذكرت شئ
فريدة: لم اتذكر شئ ولكني رايت لمحات خاطفة لاشخاص تركض خلفي وتقوم بإذائي بوحشية وأنا احاول الفرار ولكنهم تجمعوا حولي كما تتجمع الذئاب حولة فريستها وتغرس انيابها بها….. وقد احدثوا بي إصابات  مبرحة……. ولكني لم استطع تحديد ملامحهم أو تذكر شئ اخر
صمت طارق ولم يعرف كيف يواسي
تلك الفتاة التي يبدوا أنها عانت الكثير في تلك الليلة الماضية…….
ونظر إلى القبر وشرد في الحروف المنقوشة علية ليرى ذلك الوجه مطلا علية وهو يتبسم الية فيتلألأ الدمع بعيناه ويشعر بتلك الغصة التي تقطلع فؤاده وتنهك روحه ثم ينهض ويخبر فريدة أنه مضطر  للذهاب ليقضي بعض الامور وأنه سيعود حين ينتهي…… فقالت فريدة بأنها خائفة من البقاء بمفردها… وتخشى عودة ذلك المخلوق العجيب
فيخبرها طارق باهمية ذهابه ووعدها بالعودة قبل حلول المساء
ويحذرها من الخروج من الحجرة مهما كانت الاسباب
حتى وإن سمعت صوته
ذهب طارق وترك فريدة في الحجرة بمفردها……. تنهشها الالام  والافكار السيئة كحية تنفث سمها في فريستها
ففكرت في الخروج من الحجرة والذهاب إلي قسم الشرطة لكي يساعدوها في التعرف على شخصيتها وحسمت امرها وتقدمت لكي تخرج من المكان….
نظرت منار إلى خالد وبدا على وجهها التعجب ثم نظرت إلي يدها لتجد يد الفتاة تطبق عليها بإحكام فيفزع خالد ويظهر عليه الخوف لكن كان خوف على منار أكبر من خوفه على نفسه أخرج سلاحه ويوجهه للجثة فتشير له منار وهي تقول إهدأ يا خالد أنها مجرد جثة ولن تؤذييني بأي حال من الأحوال فهذه الظواهر الغريبة تحدث أحيانا……….. فقد تجد جثة تفتح عيناها أو تحرك احد أطرافها……. كانت منار تتحدث إلي خالد وهي تحاول ان تفلت يدها من قبضة الجثة التي أحكمت قبضتها علي يدها فاقترب خالد منها وبدأ بمساعدتها في اخراج يدها من قبضة الجثة وبدأ بفك اصابع الفتاة من على يد منار وبصعوبة شديدة تحررت يد منار من قبضة الجثة بدأ خالد ينظر إلي يد منار بلفهه ليطمئن عليها …… فيجد أصابع الجثة تاركة آثر على يدها …….. فتقول له منار إطمئن أنا بخير……
خالد: ما سبب هذا وهل يحدث هذا في العادة؟
منار : لا لم يحدث هذا معي من قبل وراحت تنظر إلى يد الفتاة وتتأملها ثم نظرت إلى خالد وهي تقول يبدوا أنها كانت تريد أن تخبرنا عن شئ ……
فنظر إليها خالد متعجبا ومستنكرا لحديثها…….
منار : لا تتعجب وتعالى إنظر إلى أظافر الفتاة فاقترب خالد ونظر إلى أظافر الفتاة ثم نظر إلى منار وهو ما زال لا يفهم شئ فاشارت إليه منار وهي تستخرج من أظافر الفتاة أنجسة جلدية التصقت بأظافرها وهي تقول لخالد يبدوا أنها حاولت الدفاع عن نفسها بهذه الطريقة وهذه الأنسجة فهي بكل تأكيد للجاني…… وهذه الانسجة ستكون دليل دامغ ضد الفاعل إذا استطعت التوصل إليه…………هل تقصدين أن هذه الأنسجة الجلدية لمن قام بالإعتداء عليها وقتلها ؟
فأجابته منار بعد أن قامت بوضع الانسجة في أكياس لحفظها لكي تقوم بفحصها فيما بعد…… نعم بكل تأكيد فمن البديهي أن تكون هذه الأنسجة لأحد الفاعلين
خالد: هل تعنين أن…….
منار: نعم يا خالد هذه الفتاة تم الإعتداء عليها من أكثر من شخص
والأعجب من ذلك أن الإعتداء عليها تم بعد وفاتها
لقد قاموا بفعلتهم بعد أن قاموا بذبحها كالشاه……. فتعرق
وجه خالد بالرغم من انخفاض درجة الحرارة داخل غرفة المشرحة وظهر عليه غضب شديد وإحمر وجهه من شدة الغضب…..
فنظرت إليه منار أرى إنك قد علمت الآن سر ثورة الغضب التي بدت على وجهي عندما رأيت الجثة لأنني أرى مثلها على وجهك الآن ………. ولكنك لم تستطع أن تتخيل كم الألم التي مرت به هذه المسكينة ولكني أشعر بما شعرت لأنني امرأة مثلها ومررت بما مرت به

خالد : ألم يحن الوقت لكي تتخطي هذا الأمر وتبدأين حياة جديدة……..
منار: دعك من أمري الآن ودعني أشرح لك ما حدث لهذه الفتاة فأنا انتهيت من التشريح وسأذهب إلى مكتبي لكتابة التقرير يمكنك أن تأتي معي لأشرح لك ما حدث
خالد: حسنا فأنا لدي فضول كبير لمعرفة تفاصيل هذا الحادث
منار: وأنا سأشرح لك بتفصيل
همت منار بخلع القفزات التي ترتديها بعد أن قامت بالضغط  على الجرس فأتى لها أحد العاملين وطلبت منه أن يعيد الجثة إلى الثلاجة….واتجهت هي وخالد في ذلك الممر الطويل وهما يتبادلان الحديث تاركين عامل المشرحة وهو يقوم بتغطية الجثة لكي يضعها في احد ادراج الثلاجة……. إلى أن أتاه إتصال من زوجته فترك الجثة على المنضدة وخرح ليرد على الإتصال ثم عاد بعد أن إنتهى ليعيد الجثة إلى الثلاجة……….واقترب من المنضده ومد يده ليمسك بالجثة فلم يجد سوى الغطاء الذي كان مسدولا فوقها.

ظل طارق ينادي على مرسول إبليس حتى بدأ يراه يحلق في آفاق السماء ويسمع صوت أجنحته إلي أن بدأ يحلق فوق سفينة القرابين وفرد أجنحته عليها ثم ارتفع عالياً في السماء حتى غاب عن نظر طارق الذي راح يبحث عنه بين السحب والغيوم…… إلى أن سمع صوته يأتي من خلفه استدار طارق ليجده يقف خلفه وقد قام بطي اجنحته خلف ظهره وبدى قريب للشكل البشري ولكن بحجم اكبر بكثير……..
تكلم الرسول قائلا اهلا بك يا طارق على جزيرة القرابين التي لم تلمس قدماك أرضها منذ ذلك اليوم الذي عاهدت فيه إبليس العظيم على تقديم الأرواح التي ستبحر له على هذه السفينة وهو على عرشه العظيم فوق الماء………. فكنت تحضر القرابين إلى هنا ثم تعود ادراجك دون أن تلمس قدماك أرض الجزيرة………… ولكني أراك قد أتيت اليوم بأيادي خاوية دون القربان العاشر والأخير………. ثم نظر إليه بعينان يشع منهما لهيب الغضب وصوت اهتزت له أرض الجزيرة

مرسول إبليس: أين الفتاة يا طارق لما لم تحضرها لكي تبحر السفينة في وقتها…….
فنظر طارق إلى عيناه مباشرة وحدق إلي ذلك اللهيب الصادر منهما دون أن يهتز له ساكنا وقال له بصوت ثابت كله ثقة لن أحضرها إلى هنا يا خادم إبليس ولن تكون هذه الفتاة أحد القرابين ……. ولتعتبر هذه الفتاة خارج الإتفاق……… فاشتعل وجهه (مرسول إبليس) غضباً …… ثم صمت برهة فكر بها ثم شع وجهه بابتسامة خبيثة
وقال له حسنا ولكن عندها سأطلق سراح هذه القرابين التى تملئ السفينة وأحررها لكي تقتص ممن آتى بها إلى هنا…….وإذا نقضت العهد عليك أن تنسى أيضاً فريدة ابنتك الصغيرة التي عهد لك إبليس العظيم بأن يعيدها لك إذا أرسلت له السفينة محملة بالقرابين وإذا لم تفعل ستبقى صغيرتك حبيسة  هذه الجزيرة الملعونة إلى الأبد

طارق: سيدك لم يوفي بالعهد ومن الواضح أنه لن يوفي به
لأنني أرسلت له من قبل سفينة ولكنه راوغني وطلب سفينة أخرى……..وأنا وافقت ….وها أنا قد اوشكت على ملئ الفوج الثاني بأرواح فاسدة تستحق أن تكون قرابين لسيدك……..أما هذه الفتاة فلن تأتي بها إلى هنا………وبالنسبة لتهديدك أيها الخادم فأنت تعلم أن هذه الأرواح لا يمكنها أن تفعل لي شئ ما دامت  تعويذات الشيخ صديق بحوزتي حتى الفتاة لا يمكنك ايذاؤها مادامت داخل حجرتي…………..وهنا اشتعل وجه مرسول إبليس غضبا وبرزت انيابه واقترب من طارق واطبق قبضته حول عنقه وصرخ به بصوته الأجش وراح ينفث من فمه نيران الغضب فتكونت حول طارق حلقات دائرية من النيران الشديدة أحاطت به وبدأت تشتعل ثيابه واشتعلت أرض الجزيرة وتحول المكان إلي قطعة من الجحيم

مرسول إبليس: كيف تحرؤ أيها البشري أن تنقض عهدك مع إبليس العظيم بعد أن منحك القوة لتنتقم من أعداءك
هل تظن أن تعويذات صديق هذا ستحميك من غضبنا
كان طارق ينظر إلي مرسول إبليس من خلف حلقات النيران التي بدأت تشتعل بثيابه وتحدث بجسده حروق
جعلته يصدر صرخات الألم……….. وهو يقول
هذه القوة لم يمنحها لي سيدك أيها الخادم إنما ورثتها من والدي الشيخ صديق الذي كنت أحمي معه البشر من شرك وشر سيدك قبل هذا العهد الذي تعاهدت به مع سيدك بأن أكون صائد أرواح و يقدم له القرابين
لأحرر ابنتي………ولكن سيدك لم يوفي بعهده
وهنا صمت مرسول إبليس برهة ووجهه يشع غضبا وراح يفكر في كلمات طارق الذي بدأت النيران تنال منه……..لم يطل تفكير طويلا حتى هدأ الغضب من على وجهه وفرد أجنحته و أطفئ النيران التي كانت حول طارق……..وبدأ يقول حسنا دعنا نعقد اتفاق آخر إذا كنت لا ترغب في جعل هذه الفتاة قربان……….فلتجعلها مثلك صائدة أرواح تساعدك في حصد الأرواح إلى هنا لتقدمها إلي إبليس العظيم

فأجابه طارق الذي سقط على الأرض وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة ويطفئ النيران التي تشتعل بسترته
طارق: هذه الفتاة ليست مثلي أنها بريئة ونقية وطاهرة
فلن تقبل أن تعين إبليس على بني جنسها ثم أنك ليس لديك ما يجعلك تساومها لتقبل بمعاونتك
كما فعلت معي
وهنا اصدر مرسول إبليس ضحكة ساخرة وهو يقول له انتم يا أبناء آدم لم يعد من بينكم من يحمل هذه الصفات……….. كالنقاء والبراءة فقد أصبحتم عبيدا لشهواتكم و امتلئت قلوبكم حقدا اتجاه بعضكم البعض………… .واما الدافع الذي سيجعلها تقبل فهو موجود وقوي فإذا تذكرت ما حدث لها ولأختها ستتحول كما تحولت أنت وتود أن تنتقم ………… وستكون أفضل صائدة أرواح
فنظر إليه طارق وهو ينهض من على الأرض بعد أن أطفئ النيران التي كانت تشتعل باكمام سترته متحديا بنظراته مرسول إبليس لا فأنا أراهن على هذه الفتاة بأن البشر لم يمت الخير والايمان داخلهم……….وأن مهما كان حدث لها فإنها ستختار القصاص العادل ولن تضع يدها في يدك أو يد سيدك
مرسول إبليس: حسنا دعنا نذكرها بما حدث لها ونترك لها القرار ……..

أمام أحد الملاهي الليلة ذالك المكان الصاخب بأصوات الموسيقى العالية والأضواء الزاهية ذات الألوان الباهية تقف سيارة فارهة فيسرع إليها أحد الحراس ليفتح بابها ويبدأ بترحيب حار بصاحب السيارة فينزل أمجد من سيارتة ويدخل إلى هذا المكان الذي يعتاد على تمضية  وقتة به فيقوم الحارسان بإفساح المجال له وإغداقه بالترحيب الحار …. فهو الذي يغدق عليهم بأمواله الطائلة فكيف لا يثنون عليه بالمديح وتقديم التحية…… ويتجاوز أمجد هذان الحارسان ليدخل ذلك المكان الصاخب الذي تتعالى به أصوات الموسيقى الشاذة وصرخات الفتيات الشبه عاريات يتراقصن علي أصوات هذه الموسيقى بين أيدي رجال غرباء عنهن دون حياء …….. فيمد أمجد يده وياخذ كأس من أحد النوادل التي توزع الخمور داخل ذلك المكان دون طلب ……… وتبدأ الفتيات بالتهافت عليه ……. ولكنه هذه الليلة  مختلف عن كل ليلة مضت ….. فراح يبحث عن اصداقه وهو يدفع بهؤلاء الفتيات عنه وذهب حيث يجلس اصدقائه الذين بدا عليهم توتر كبير خاصة نبيل ذلك الشاب النحيل صاحب الشخصية الضعيفة الذي لا يفيق من سكره….. ويجلس بجوارة حسام الشاب الذي لا ينتمي إلى هذه الطبقة ولكنه يحلم أن يكون منها ويصل إلى الثراء دون كد أو عناء وبجاورهم جلال الشاب صاحب البنية القوية والملامح الوسيمة التى تملئه غرورا بخلاف غروره بحسبه فهو الابن المدلل لعائلة تمتلك السلطة والنفوذ ………. فيجلس أمجد بجوارهم وقد نال منه القلق والتوتر مما جعله يشرب كأسه برشفة واحده
فيبدأ جلال الحديث ويقول له

جلال : لما تأخرت فنحن هنا منذ فترة ولما هاتفك خارج نطاق التغطية
أمجد: هاتفي يبدوا أنه ضاع ليلة أمس لقد بحثت عنه ولم اجده
فيصيح نبيل بزعر ستكون كارثة إذا كان  قد ضاع منك في مكان الحادث …… وهنا يتدخل حسام موجها الحديث لأمجد
حسام: لم يكن الإتفاق الذي بيننا أن تقتلها يا أمجد ……… فيجيبه أمجد
أمجد: وهل أنت نفذت ذلك الإتفاق…….فلم يكن الإتفاق أن تأتي بسندس مع أختها ..ثم تقوم بخنقها وتقتلها هي الأخرى………
حسام:وهل كنت تريدني أن أتركها بعد ما رأت ما فعلناه لأختها…أنت من بدأت بكل شيء بالقتل والإعتداء عليها……
أمجد: هذا هو ما اتفقنا عليه وأنت قبلت الصفقة……ثم أنني لم أكن أنوي قتلها ولكن. انظر ما الذي فعلته بوجهي تلك الحقيرة لم أشعر بنفسي عندما غرست أظافرها في وجهي
حسام: أنت من أخطأت من البداية عندما بعثت لي……… الرسالة ….عندما تعطلت السيارة عند ذلك الطريق
فحاولت  الهرب هي وأختها …………

فيتحدث نبيل وهو يرتجف أنا لا أدري ما الذي جعلني اوافقكم وأذهب معكم …… فيجبه جلال أنت كنت أكثرنا رغبة بها فكفى  نحيب كالنساء أيها الجبان ……. وينظر إلى حسام وهو يقول له أنت لم تعرف تسيطر عليها جيداً لو إستطعت  ما هربت منك ما حدث كل ذلك الاتفاق كان أن تأتي بها في فيلا أمجد المهجورة وبمفردها دون سندس ولكنك فشلت وتركتهما يهربان منك ………. فيقاطعهم أمجد بصوت غاضب المشكلة في جوالي الذي اختفى فاذا عثر عليه بمكان الحادث ستكون كارثه ……… فيقول نبيل فلنذهب  ونبحث عنه هناك ………… فينظر اليه حسام ويقول له اعفينا من اقتراحاتك واياك أن تذهب إلي ذلك المكان لابد أنه تم اكتشاف الجثث وتم ابلاغ الشرطة …….فيجيب نبيل وهو ينهض نعم لديك حق فيقول له جلال إلى أين أنت ذاهب فيجيبه أمجد ساخرا لابد وانه ذاهب إلي دورة المياه فهو يقضي به اكثر وقته من كثرة المشروب……….فيقول حسام دعك منه الآن وأخبرني
ماذا سنفعل فيجبه جلال لن نفعل شئ سنبقى كما نحن ولا يوجد خطر علينا سوى هاتف أمجد ومن الجايز أن يكون ضاع في مكان آخر………ومن الأفضل أن يذهب ويقوم بإبلاغ الشرطة أن هاتفه تمت سرقتة
حسام : وماذا عن والدة سندس وأهلها أنها تسألني عنهما بصفتي خطيب لها……… أمجد ألم تقل لها أنها سافرت في عمل هام استمر على هذا وكأنك لم تعرف عنهما شئ
حسام: حسنا ولكني لم أحصل على ما اتفقنا عليه……لقد وعدني أمجد بأن يجعل والده يعنني مديرا لأحد مصانعة
بخلاف المبلغ الذي اتفنا عليه ومثله منك يا جلال
فيجبه أمجد حسنا سنعطيك ما اتفقنا عليه بالرغم من أنك لم تنفذ ما اتقنا عليه
يستمرون هؤلاء الحوش المتخفية في الثوب الادمي في حديثهم الذي تفوق عليه…….
وهم ينظرون إلي نبيل وهو يدخل إلى دورة  المياه بخطوات بطيئة غير ثابتة فقد افقده المشروب توازنه وقدرته على التركيز إلى أن وصل إلي دورة المياه واغلق الباب خلفه
وبعد أن إنتهى وقف أمام المرأة التي غطتها ابخرة المياه الساخنة المنسكبة من الصنبور الذي فتحه لكي يغسل يده وبعد أن انتهى اغلق الصنبور وتناول بعض المناديل الورقيّة وقام بتنشيف يده……….ثم مسح البخار من على المرآة لتتضح الرؤية ولكنه لم يرى انعاكس صورته في المرآه بل رأى صورة لفتاة ملامحها مرعبة شعرها مبعثر وعيناها بارزتان وحولهما هالات سوداء والجروح والكدمات تخفي معالم وجهها والدماء تنسكب من عنقها كشاه مذبوح………فتراجع نبيل للخلف بسرعة شديدة إلى أن اصتدم بالحائط ثم اخد نفسا عميقا واقترب من المرآة مرة أخرى بخطوات بطيئة مرتعشه وراح يحدق بها فلم يرى سوى انعاكس صورته فأصدر زفيرا طويلا وألقى المناديل من يده واقترب من الباب محاولا فتحه ولكنه لم يستطع فتحه………… فظل يحاول دون جدوى وفي تلك اللحظة شعر بخطوات تتجه نحوه من الخلف فتوقف عن المحاوله وتجمد مكانه من شدة الخوف بينما الخطوات تقترب منه مصحوبة بنشاط من الألم فتجمدت اوصاله ولم يستطع أن يحرك ساكنا إلى أن شعر بيد باردة تلامس كتفه استدار للخلف ليرى وجه الفتاه ينظر إليه و دماء تتدفق من عروقها بغزارة لتملئ وجهه وهو متجمد من الخوف ولا يتحرك وتبلل سرواله من شدة الرعب حينها راح يصرخ ويصرخ طالبا النجدة ولكن دون جدوى…….

ترى ماذا سيحدث لنبيل هل سيشعر به أحد ام أنها نهايته وماذا سيحدث مع طارق هل سيكسب رهانه مع مرسول إبليس أم سيخسرة ؟

يتبع ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق