فلسطين تراث وحضاره
التعريف عن صناعة الخيزران فى فلسطين
موضوع اليوم التعريف عن صناعة الخيزران فى فلسطين .
تعود نشأة الخيزران إلى بلاد الصين وبلاد شرق آسيا، وقد ازدهرت هذه الحرفة في فلسطين فترة الانتداب البريطاني وما زالت حتى اليوم تتركز صناعة الخيزران في فلسطين في مدينة غزة. وهي مهنة عائلية يتم توارثها بين الأجيال، وليس هناك معاهد متخصصة تقوم بتعليمها. هذان العاملان يهددان استمرار صناعة الخيزران، نظرًا لعدم اهتمام الأبناء بها، وعدم وجود مؤسسات مهتمة بتعليم هذه المهنة ، تعبر صناعة الخيزران عن أصالة التاريخ الفلسطيني، إذ يعود عمرها إلى أكثر من 100 عام، وقد استطاع الحرفي الفلسطيني أن يثبت فنه ومهارته بتحويل تلك المواد الأولية البسيطة إلى تحف فنية شديدة الإتقان. يبلغ عدد المصانع 12 مصنعًا إضافة إلى مصنع واحد يقع في بيت جالا في الضفة الغربية. تستورد المادة الخام لهذه الصناعة عبر موردين إسرائيليين من الشرق الأقصى، مما يرفع من تكاليف الإنتاج
تعتبر صناعة الخيزران من الحرفة اليدوية التقليدية التي يشتهر بها قطاع غزة، لكن القائمين عليها يحذرون من اندثارها وانقراضها جرّاء الحصار الإسرائيلي وارتفاع أسعار المواد الخام مثل القش وأعواد الخيزران والدبابيس وغيرها. حيث فرضت اسرائيل منذ منتصف العام 2007 حصاراً, مشدداً على قطاع غزة الذي أدى إلى إغلاق 90% من المنشآت الاقتصادية في قطاع غزة، وانضمام العاملين فيها إلى جيش البطالة كما يقول اقتصاديون محليون.
وفي وقتنا الحالي يعتمد صناع الخيزران في صناعتهم على الخيزران المهرّب عبر الأنفاق الأرضية الممتدة بين قطاع غزة والأراضي المصرية وهي ذات أسعار مرتفعة جداً. ويبلغ عدد مصانع الخيزران في قطاع غزة قبل انتفاضة 1987 حوالي 60 مصنعاً، وتقلص عددها في هذه الأيام إلى 12 بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي والحصار الحالي بالإضافة إلى حالة الركود للكثير من الصناعات.
ويرجع أيضا انقراض صناعة الخيزران في قطاع غزة لسببي رئيسيين الأول أنها صناعات عائلية يتم توارثها، والسبب الثاني غياب الدورات التدريبية لإتقان وتعلم هذه الحرفة والحفاظ عليها من الضياع. ويتم صناعة الكراسي والكنب والطاولات وأسرّة الأطفال وشمّاعات الملابس وهي ذات رونق جميل جميعها من الخيزران.
نشأة الخيزران
تعود نشأة الخيزران إلى بلاد الصين وبلاد شرق آسيا، وقد ازدهرت هذه الحرفة في فلسطين فترة الانتداب البريطاني وما زالت حتى اليوم.
عرفت فلسطين بصناعة الخيزران من داخل فصول دار الأيتام التي تعلم فيها الحاج خلف أول خيزراني فلسطيني حيث لم يعد فيها مكان لعيدان الخيزران فارتحل هو وخيزرانه إلى غزة بعدما فقد ستة من أبنائه بسبب المرض، ومنها إلى السعودية التي استكمل فيها مسيرته، ثم عاد إلى فلسطين ليدخل الخيزران إلى كل منزل في الكراسي والموائد والعكاكيز، وليورث صناعة الخيزران لأبنائه وأحفاده. ولقد أدخل الحاج رجب عبد الله خلف عام 1903، إبان الحكم التركي لبلاد الشام، وبعد انتهاء الحرب العالمية عام 1918 معهد دار الأيتام الإسلامية بالقدس في ظل ظروف سياسية صعبة فرضت على العائلات المرموقة في فلسطين، والتي كانت تتولى شئون المؤسسات الأهلية آنذاك كمعهد دار الأيتام الإسلامية الذي تولى مسئوليته أمين الحسيني.
وبدأت مسيرته مع الخيزران عندما انتقل من الفصول التعليمية في المعهد بدار الأيتام إلى المهنية، وكان ذلك عام 1927 حيث قامت إدارة المعهد على تعليم الطلبة بعض الصناعات اليدوية كالنجارة والحدادة والطباعة وصناعة النسيج، وكان نصيبه الخيزران ليكون من أوائل طلبة الدفعة الأولى لصناعة الخيزران الجديدة. حيث بدأ المعهد بتعليم أبنائه الصناعات والحرف المتنوعة كحياكة السجاد والبسط العربية والأحذية والنجارة العربية والإفرنجية وتجليد الكتب وصناعة الخيزران.
الخيزران الفلسطيني
في عام 1927 ضرب الأراضي الفلسطينية زلزال شديد تضررت منه مدن فلسطينية كثيرة على رأسها الرملة واللد ونابلس؛ ونظرًا للأضرار الكبيرة التي لحقت بكافة سكان تلك المدن فقد ارتأى القائمون على معهد الأيتام، وكنوع من الأنشطة الاجتماعية، افتتاح معرض لجمع تبرعات للمنكوبين من آثار الزلازل، وقد خلق هذا المعرض فكرة التميز في صناعة جديدة لم تكن متواجدة في فلسطين وهي صناعة الخيزران.
فقد أرادوا التميز في تلك الصناعة وتعلمها من دولة متقنة لها وكانت تلك الدولة مصر، وبالفعل سارع المعهد لاختيار ما يقارب 15 شخصا ليتعلموا هذه الصنعة على يد حرفيي الخيزران المستقطبين من مصر حيث ربطتها علاقات صناعية وتجارية قوية مع فلسطين بحكم الجوار، فكانت فترة التدريب 3 سنوات حيث استطاعوا إتقانها بشكل جيد وبشهادات تقدير مرتفعة.
المدينة المقدسة
وبعد تخرج الحاج أبو هشام مباشرة عام 1930، سارع المعهد لافتتاح محل خيزران في القدس تحمَّل تكاليفه المادية كافة وشغله الحاج وأخوه، وبدأت مسيرة العمل بحماس شديد، وساعد أبو هشام وجوده بالقدس حيث المدينة المقدسة التي يؤمها الكثير، كما كان لدى أهالي القدس إقبال شديد على منتجات الخيزران التي صنع منها الكثير من الأدوات المنزلية الأساسية كالكراسي والموائد والعكاكيز.
واستمرت مسيرة النجاح والتوسع في صناعة وجدها الفلسطينيون مقبولة لديهم واعتمدوا عليها في الأثاث المنزلي خاصة الطبقات الغنية والمتوسطة منه، ولم تكن تخلو بيوت الفقراء من منتجات خيزرانية بسيطة، إلى أن حدث ما غيّر كل شيء في فلسطين وهي النكبة التي غيرت خارطتها.
في 1948 طرد أهالي القدس ويافا من أرضهم، واستطاع من نجا من قذائف ورصاص اليهود الهجرة إلى البلاد العربية أو غزة، فقبل الهجرة بأيام انتشر في البلاد أنه سيتم تغير العملة السائدة، وهذا ما دفع أصحاب المحال إلى شراء مواد خام برأس مالهم خوفا من تغير العملة.
تطور الخيزران
بالطبع صناعة الخيزران أصبحت مهمة، حيث اعتمدت أحدث الطرق في صناعة المنتجات الخيزرانية؛ فبعد أن كان يستخدم في صناعته الأساسية الأدوات البسيطة كالشاكوش والكماشة أصبحت الأداة الأساسية لهذه الصنعة الآن هي البخار؛ فمن المعروف أن الخيزران يحتوي على الألياف وهي تحتاج إلى ليونة فيتم استخدام البخار لتشكيل عيدان الخيزران حسب الأشكال المراد تشكيلها، حيث يتم استيراد أفضل أنواع الخيزران العريض والرفيع وغيرها من دولتي ماليزيا وإندونيسيا حيث تشتهران بزراعة الخيزران منذ القدم، وميناء التصدير لهذه الحرفة هو سنغافورة.
وعن تصدير تلك المنتجات قبل الانتفاضة الثانية فيقول الحاج أبو هشام: كان يتم التصدير إلى الأراضي المحتلة عام 48، وكان الطلب عليها كثيرا بشكل غير طبيعي، كما كان يتم التوريد إلى أمريكا إلا أن القيود التي وضعتها قوات الاحتلال من إغلاق وحصار منعت التصدير، والآن يقتصر على البيع في غزة ومحافظاتها فقط. .
أنواع النباتات التي تتحول إلى منتوجات صناعية
البامبو
البامبو هو أحد أنواع نبات الدراسينا وهذا النبات لا يحتاج ضوء الشمس المباشر ولا يحتاج إلى تسميد ويمكنه العيش في الماء فقط ويجب ألا يحتوى الماء على الفلورايد أو الكلور، لذا ينصح بترك ماء الصنبور في وعاء مفتوح لمدة يوم حتى يتم طرد الكلور منه، كما أنه مجموعة تتكون من أكثر من ألف نوع وهو من النباتات الخشبية الدائمة الخضرة، وينفرد البامبو باعتباره أكثر النباتات الخشبية سرعة فى النمو على الاطلاق فمعدل نمو أنواع البامبو العملاقة حوالى 60 سم فى اليوم وقد تصل فى أقصى معدلاتها الى متر فى الساعة لكن لفترات قصيرة وينتج ذلك من النظام الريزومى الفريد الذى يتمتع به، ويتفاوت البامبو فى نموه اعتماداً على نوع التربة والمناخ، وينتشر البامبو فى معظم انحاء الأرض عدا أوروبا وانتاركتكا. بعض أنواع البامبو تزهر سنويا ومعظمها يزهر بطريقة غير منتظمة لكن أنواع عديدة منها تزهر على فترات قد تصل إلى 60 – 120 عاماً هذا الإزهار الضخم يحدث لكل النباتات فى نفس الوقت بغض النظر عن الأماكن الجغرافية والمناخ مما يوحى بوجود ساعة توقيت داخل خلايا هذه النباتات تطلق إشارة بتحويل الطاقة الى الإزهار ووقف النمو الخضري بعدها تموت كل النباتات وهذه الميكانيكية لا زالت غامضة ولا يعرف لها تفسير علمي.
إشباع المفترس
إحدى النظريات وتدعى نظرية إشباع المفترس وتفترض هذه النظرية أنه بإغراق المنطقة بالثمار فإن ذلك يزيد من فرص البقاء للنباتات لأنه حتى لو أكلت المفترسات لب الثمار فان البذور ستبقى مما يزيد من فرص البقاء وتبعاً لهذه النظرية فان موت النباتات الأم هو نتيجة لإجهاد الموارد وسيكون من المفيد أكثر للنباتات الأم أن تفرد كل الطاقة لإنتاج البذور بدلا من محاولات الاستمرار في البقاء.
دورة النار
النظرية الأخرى وتدعى نظرية دورة النار وهى تفترض أن الغرض من موت النباتات الأم هو إحداث فوضى فى البيئة مما يعطى النباتات فترة راحة لإعادة النمو. النظرية تفترض أن موت هذه النباتات يوفر كميات ضخمة من الوقود وبالتالي توفير هدف أكبر للبرق وبالتالي زيادة احتمال اندلاع النيران، وباعتبار أن البامبو من أكثر النباتات تحملاً فانها ستكون من أوائل النباتات، التى ستنبت مرة أخرى بعد احتراق المنطقة. هذا الإنتاج الضخم للثمار له عواقب اقتصادية وبيئية فعادة يعقب هذا الاثمار انفجار فى عدد القوارض والذى يؤدى بدوره إلى انتشار الأمراض والمجاعة فى التجمعات البشرية القريبة.
استخدامات البامبو
يستخدم البامبو كنبات من نباتات الزينة مع الاهتمام باختيار الأنواع التى تنمو ببطء حتى يتم احتواؤها بطريقة مناسبة تضمن بقاءها فى حالة جيدة، ويستخدم البامبو كغذاء ودواء وسكن وأثاث وله استخدامات عديدة ومن أطرفها أن البامبو استخدم كاداة تعذيب فى الحرب العالمية الثانية، فباعتبار أن البامبو ينمو بسرعة فيدخل داخل جسم الانسان ويتمدد داخله بسرعة مما يولد آلاما لا تطاق. والبامبو له حضور قوي في ثقافات دول شرق أسيا حيث يعتبر بعضها أن البشر خلقوا من ساق البامبو.
البامبو أيضاً هو رمز لطول العمر فى الصين وللصداقة فى الهند.. بينما تعتبر زهرة البامبو نبوءةً بمجاعة قريبة فى بعض الثقافات. وينبت الخيزران في كل القارات ماعدا قارة أوروبا والقارة القطبية الجنوبية.
مع تحيات
أ.جمال سالم