شعر وشعراء

من وحي رواية (نداء البرية: جاك لندن؛ 1903) والفلم العائلي المقتبس منها 2020.

جواد يونس

من مجموعتي غير المنشورة (لزوميات مغترب)
===================
نداء البرِّيَّة

حتّى الكلابُ تقدِّرُ الإنسانا *** وبما استطاعَت تشكرُ الإحسانا

ونرى الذي مثواهُ أكرَمنا إذا استغنى، بفضلِ عطائِنا، ينسانا!

ونرى الذي كنّا نواسيهِ، إذا *** ما شيكَ، في الأرزاءِ ما واسانا

كنّا نبلسمُ، بالفعالِ، جراحَهُ *** لكن، ولو بالقَولِ، ما آسانا

ونرى الذي كنّا نقدِّمهُ ونؤثرهُ على أطفالِنا ونِسانا

كرَمًا كسَوناهُ عباءةَ عزِّنا *** ويظنَّ، بالإفكِ، الهَوانَ كَسانا!

======

كنّا نقول إذا استغاثَ ولم نكُن *** بجوارهِ في الحالِ: ما أقسانا!

والنَّذلُ يجعلُ إصبَعًا في أذنهِ *** يخشى بأن نُبدي لدَيهِ أسانا

ونراهُ يستغشي الثِّيابَ، وكم على الأصحابِ تاهَ بأنَّهُ مَسّانا!

لم يدرِ أنَّ الحرَّ يقطعُ كفَّهَ *** كي لا يراها تطلبُ الإحسانا

وبأنَّ من خسرَ الجِمالَ ولم يهُن *** ما همَّهُ أن ضيَّعَ الأرسانا

=====

كم قد نعدِّدُ من صِحابٍ أنكروا *** مَعروفَنا! نُكرانُهم قَسّانا

كنّا إذا عصفَت بهم أنواؤهم *** ركبَت عزائمُنا الوَفا فُرسانا

كانت مرافئُهم شَغافَ قلوبِنا *** فعلامَ صدَّ جُحودُهم مُرسانا؟!

فأجابني شيخٌ حكيمٌ عارفٌ: *** ما كلُّ مَن وَلدَ الوَرى إنسانا

======

فأجبتهُ: إنّي لأعلمُ، إنَّما *** ما كنتُ، مِن إصلاحِهم، يأسانا

كم صبَّ حسّانُ الخمورَ بشعرهِ! *** ومديحُ أحمدَ ما اصطَفى حسّانا!

كفرَ الغساسِنةُ الألى، لكنَّما *** بُشرى ابنِ مريمَ من هَدت غَسّانا

واللهُ يَهدينا الصِّراطَ بفضلهِ *** وإذا يَشاءُ، بذنبِنا، دَسّانا

لسنا بمَن منُّوا وآذَوا، إنَّما *** ذِكرى لهم، فعساهمُ … وعَسانا …

الظهران، 8.6.2020 جواد يونس

#نداء_البرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق