شعر وشعراء
د.عزالدّين أبوميزر الحُبُّ قَرَارْ .
قَد جَمَعَ ابْلِيسُ عَشِيرَتَهُ
فِي يَوْمِِ وَأقَامَ وَلِيمْةْ
وَتَغَنّى الكُلّ بِهَذَا الكَرَمِ
وأبْدَى كُلٌّ تَدعِيمَهْ
ِللمَكرِ كَدِينِِ فِيهِ بَرَعَ
وَكَادَ الإنْسَانَ غَرِيمَهْ
وَبٍتلْكَ اللّحظَةِ وَقَفَ وَقَالْ
عِندِي لَكُمُ اليَوْمَ سُؤَالْ
مَا أغلَى شَيءِِ يَبحَثُ عَنهُ
لِيَملِكَهُ هَذَا الإنْسَانْ
فِي الحَالِ لَهُ أوْمَأ شَيْطَانْ
وَبِثِقَةِِ قَالَ أظُنّ المَالْ
أوَ تَرغَبُ أنْ نَسْلُبَهُ ايّاهْ
فَأجَابَ ابْلِيسُ بِلَحظَتِهَا
بَلْ نَسْعَى أنْ يَزدَادَ غِنََى
فَالمَالُ إذَا مَا زَادَ وَكَثُرَ
فَإنَّ المَرءَ تَقِلُّ تُقَاهْ
وَيُرِيدُ الخَيْرَ فَلَا يُعطَاهْ
وَتَزِيدُ عَلَيْهِ مَشَاكِلُهُ
وَسَيَهْوِي فِي دَرَكَاتِ شَقَاهْ
وَهُنَالِكَ مِنهُمْ مَنْ قَد قَالَ
أظُن الأغْلَى هُوَ عَقلُهْ
وَنَرَاهُ يَقِيهِ وَيُجِلُّهْ
أنَغِيرُ عَلَيْهِ وَنَشِلُّهْ
فَأجَابَ ابْلِيسُ وَكَيفَ إذَنْ
سَيُحِسُّ وَيَشعُرُ بِمُعَانَاةْ
وَتَدُومُ عَلَيهِ تَعَاسَتُهُ
مِنْ بَعدُ انْتَفَضَت شَيْطَانَةْ
تَشْتَعِلُ ذَكَاءََ وَفَطَانَةْ
قَالَت فِي نَظَرِي الشّيْءُ الأغْلَى
فِي الإنْسَانِ سَعَادَتَهُ
وَلَتِلْكَ مُنَاهُ وَغَايَتُهُ
إنْ مِنْهُ نَحنُ سَرَقنَاهَا
سَيَظَلّ شَقِيََا طُولَ العُمرْ
فإلَيْهَا نَظَرَ ابْلِيسُ بِفَخْرْ
وَأمَامَ الكُلّ أشَادَ بِهَا
وَأضَافَ أصَبْتِ وَرَبِّ النّارْ
لَكِنَّ الأصعَبَ وَالأدهَى
هُوَ أيْنَ وَكَيْفَ نُخَبّؤهَا
أحَدُهُمُ قَالَ بِقَاعِ البَحرْ
وَالآخَرُ قَالَ بِأقصَى الأرضِ
هُنَالِكَ فِي عُمقِ الأغوَارْ
فَابْتَسَمَ ابْلِيسُ بِكُلّ وَقَارْ
وَأَجَابَ سَيَصنَعُ طَيّارَاتْ
وَيَكُونُ لَدَيْهِ الغَوّاصَاتْ
وَسَيَعثُرُ لَا بُدّ عَلَيْهَا
فَاللهُ تَعَالَى كَرّمَهُ
مِنْ سَاعَةِ مِنْ طِينِِ سَوّاهْ
وَبِرُوحِِ مِنْهُ فِيهِ نَفَخْ
مَا نَطَقَ سِوَى سُبحَانَ اللهْ
وَبِذَلِكَ قَامَ وَعَلّمَهُ
كُلَّ الأسْمَاءْ
ثَانِيَةََ نَفْسُ الشّيْطَانَةْ
وَالخُبْثُ بِهَا عَرَفَ مَكَانَهْ
قَالَتْ بِمَكَانِِ نُخْفِيهَا
لَا يُمكِنُ أنْ يَخطُرَ فِي بَالْ
نَحبِسُهَا بِقَرَارَةِ قَلْبِهْ
وَسَيَبْحَثُ عَنهَا خَارِجَهُ
وَبِكُلّ مَكَانِِ إلّا بِهْ
وَقَدِيمََا قَالُوا فِي الأسْبَابْ
شِدّةُ قُربِ الشّيْءِ حِجَابْ
هَلْ عَيْنٌ تُبْصِرُ بْؤبُؤَهَا
وَسَيَبْحَثُ عَنهَا طُولَ العُمْرْ
وَيَمُوتُ وَتَدخُلُ مَعَهُ القَبْرْ
فلَهَا قَدّمَ دِرْعَ الجَمْرْ
وَبِعِقدِ جَهَنّمَ كَافَأَهَا
وَالكُلّ عَلَيْهَا قَد أثنَى
العِبرَةُ أنّ بِدَاخِلِنَا
تَسْكُنُ وَتَعِيشُ سَعَادَتُنَا
وَبِخَارِجِنَا نَبْحَثُ عَنهَا
لا تُشْرَى أبَدا لا بِالذّهَبِ
وَلَا بِالدّرهَمِ وَالدّينَارْ
فَسَعَادَتُنَا لَا يُخرِجُهَا
مِنْ مَخبَئِهَا غَيْرُ قَرَارْ
أوَلَيْسَ الحُبّ قَرَارْ
وَفِدَاءُ الوَطَنِ قَرَارْ
ولَوَ احَدٌ مِنّا لَاحَظَ قَبْلََا
أنَّ الضّحكَةَ مِنْ أعمَاقِ
القَلْبِ سَعَادَةْ
وَهِيَ عِبَادَةْ
مَا تَعِسَ وجَعَلَ الشّدَةَ زَادَهْ
وَلَمِنْ زَمَنِِ بَلَغَ مُرَادَهْ
د.عزالدّين