مقالات

البيت السعيد – بقلم علي محمود الشافعي

imageالبيت السعيد بقلم علي الشافعي
قرات ــ يا دام مجدكم ــ في احدى الصحف المحلية عن ارتفاع حالات الطلاق في الوطن العربي , لدرجة انها اصبحت تهدد كيان المجتمع وتزلزل اركانه , فالآسرة هي نواة المجتمع , بصلاحها يصلح , وبخرابها يهدّم . لذا أحببت ان ادلي بدلوي , وابعث برسالة صغيرة الى ابنائي وبناتي المقبلين على الزواج , فأقول لهم :
ابنائي الاعزاء وانتم تقبلون على اتخاذ أهم قرار في حياتكم , وتوقيع اخطر عقد شراكة . اريد ان اسالكم وارجو الاجابة بعد تمعّن وتفكير عميقين : ما المعيار الذي اختار كل منكم شريك حياته بناء عليه ؟ هل اختاره بناء على اعجاب متبادل قائم على الطول ولون الشعر والعينين , وجمال الخِلقة , ام على المثل العربي القائل (رجل من عود خير من القعود) , ام على راي ستي ( قسمة ونصيب ) , ام عن قناعة تامة بان كل واحد وجد في الاخر المواصفات التي كان يتمناها في شريك حياته , ثم هل تعون جيدا ــ أعزائي ــ معنى عقد الزواج ؟ من حيث انه عقد شراكة متكافئة بين طرفين , يمهد لاحتضان اكرم مخلوق على وجه الارض . هل تعرفون حقا معنى كلمة زوج ؟ من حيث ان كلا من الطرفين مكمل للاخر ومكافئ له . فعصر الحاكم بأمره وسي السيد , وست الحسن وسندريلا قد انتهى . هل يعرف كل منكم حقوقه وواجباته الشرعية ودائما يقدم الواجبات على الحقوق .
اقول للشاب : اعلم ــ اعزك الله ــ ان كل كلمة تقولها اثناء الخطوبة ستكون مصدر ادانة لك بعد الزواج . فالمرآة لا تنسى , وتحتفظ بكل كلمة تقولها لها فترة الخطوبة , لترى مدى التزامك بها بعد الزواج . فهلا جعلت تطلعاتك واقعية , ولا تبني لها قصورا في الهواء تعجز عن تحقيقها بعد الزواج . وانت يا ابنتي اسعدك الله : اعلمي ان كل كلمة يقولها لك خطيبك في فترة الخطوبة تنتهي بنهاية ليلة الزفاف , فالتغزل بعينيك ويديك الجميلتين واناملك الرقيقة وشعرك الناعم, واظافرك المطلية بأزهى الالوان , كل ذلك سينتهي في صباح اليوم التالي . فهو يريد الان ايد قوية , ترتب وتنظم وتمسح وتنظف وتطبخ وتغسل . قديما كانوا يقولون الطريق الى قلب الرجل معدته . اما اليوم فالطريق الى قلب الرجل معدته وعينه , فهو يحب ان يرى البيت مرتبا كأجمل ما يكون , والطعام محضرا كأجود ما يكون . واعلمي ان المرأة وان كانت عاملة الا ان الاولوية لبيتها , والرجل يحب المرأة القوية المثقفة الواعية , التي تقف الى جواره تسانده وتتخذ معه القرار , وتتحمل معه المسؤولية , ولا يحب المرأة التي لا هم لها الا الموضة وادوات الزينة , المتبرمة التي تثقل كاهله بالطلبات . وهو يريد امرأة كاتمة لسره , حافظة لبيته , حاضنة لولده . فكوني انت هذه المرأة وصدقيني انه سيجلك ويحترمك ويتوجك ملكة على عرش قلبه , وسيدة بيته .
همسة لكل ام ابنتها على ابواب الزواج اقول : هلاّ دربت ابنتك لتكون ربة بيت ناجحة تثق بنفسها , لا ترتبك ولا تتردد اذا ما دخلت المطبخ لتحضير وجبة افطار او غداء . هل تذكرين الوصايا العشر التي اوصت بها الام العربية في الجاهلية ابنتها ليلة زفافها ؟ صدقيني انك المسؤوله عن غالبية حالات الطلاق التي تمت وتتم .طبتم وطابت اوقاتكم .

مقالات ذات صلة

إغلاق