شعر وشعراء

*** وَردُ الجِراح *** البحر الكامل شعر حسن علي محمود الكوفحي

imageــــــــ
أتعيشُ كي تزري بكَ الأقمارُ
كبلابلٍ ضاقتْ بها الأقْدارُ
ــــــــــــــــــ
فهَرَعْتَ للغِرْبانِ تسرعُ خاسئاً
يا بلبلاً كُتِبَتْ بهِ الأشْعارُ
ــــــــــــــــــ
وجميلُ صبْرِكَ في قِياسٍ نادرٍ
ولِسوءِ قلبكَ يُسرِعُ الأشرارُ
ـــــــــــــــــــ
وتُفلْسِفُ اللأشياءَ دوماً عُنْوةً
ولَها الفضاءُ ويُعْلَنُ الإشهارُ
ــــــــــــــــ
ومُظاهِرٌ بخيانةٍ وكأنَّها
نصْرٌ لِأجْلِهِ ذُلّتِ الْأحرارُ
ــــــــــــــــ
وعدا على أهلٍ لهُ وبِظُلْمهِ
مُتَفَنِّناً ولِتُنْزَعَ ألْأسرارُ
ـــــــــــــــــ
وتزلْزلَتْ وتَصَدَّعَتْ أحلامنا
وتعاظَمَتْ أوساخُهمْ والْعارُ
ــــــــــــــــــ
هيَ هكذا دوماً تثورُ وإنّما
بِدِمائهمْ يبْني لنا الْأخيارُ
ــــــــــــــــ
وبِذِمّةِ الْماضي الْعريقِ حكايتي
وحكايتي عَصَفَتْ بها الْأغْرارُ
ــــــــــــــــ
قُلْ للعُروبَةِ في قميصٍ مهترٍي
قدْ غادرَتْ أوراقها الْأشْجارُ
ــــــــــــــــ
يا ثورةً بعَثَتْ بِأجْداثِ البِلى
أملاً وثارَ لِأجلِها الْأحرارُ
ــــــــــــــــ
في كلِّ قُطرٍ في ثراهُ تَجَنْدَلَتْ
قِيَمٌ أُبيدَتْ بعْدَها الْأفْكارُ
ـــــــــــــــــ
وتَلَغَّمَتْ أرضُ الْعروبةِ وارْتوتْ
مُهَجاً وبُخِّرَ في السَّما الْأبْرارُ
ــــــــــــــــــ
شَفَقٌ بِحُمْرَةِ وَرْدِ أرواحٍ لهمْ
مُتَخَضِّبٌ واسْتُشْهِدَ الْأطْهارُ
ـــــــــــــــــ
يا أيُّها الدَّرْبُ الطَّويلِ ألا انْتَظِرْ
علماءَ دينٍ مثلما الْأقْمارُ
ــــــــــــــــ
وعلى كِتابِ إلهِنا آراؤنا
بِوضوحِها تَتَذلَّلُ الْأخطارُ
ـــــــــــــــــ
وبِسُنَّةِ الْمُخْتارِ يعْلو شأْننا
وبترْكِها لا تَنْفَعُ الْأعْذارُ
ـــــــــــــــــ
يا بلبُلاً سَكنَ الوريدَ لِشَعْبِهِ
فَتَفَجَّرَتْ مِزَقاً لَهُ الْأنْهارُ
ــــــــــــــــــ
هذي الْحياةُ عجيبةٌ في أمرِه
ولِغافَلٍ كلُّ الكؤوسِ تُدارُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي/ حسن علي محمود الكوفحي .. الأردن .. إربد .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق