شعر وشعراء

على ضفاف ستوكهولم معتز علي القطب

على  ضفاف  ستوكهولم

في بلدةِ   ستكهولمَ  رَقَّ  وِدَادي
وَحَنا  إلى القُدسِ   الشَريفِ  فُؤادي

يا  ليتَني   أحضرتُ  بَعضَ  هَوائها
لأشمَّهُ  في  غُربَتي   وَبِعادِي

أو  أنَّني  خَزَّنتُ  بعضَ  مِياهِها
لأبردَ  الأشواقَ  في  الأكبادِ

ما  ضرَّ  لَو أنِّي   جَلبتُ   تُرابَها image
في  شَنطَتي  في الكيسِ   بينَ   عَتادي

أو  أنَّني  أحضرتُ  بعضَ    ثِمارِها
لأُطيِّبَ   الأكلَ   الغَريبَ   بِزادي

يَا  بلدةَ  ستكهولمَ  إنِّي   عاشقٌ
ومتيَّمٌ.  في  زهرةِ   العُبادِ

أتَذكَّرُ  الحِضنَ  الذي  قد  ضَمَّني
وورثتُ   فيهِ  روائعَ   الأجدادِ

يا  قُدسُ  أنتِ  حبيبتي  وعشيقتي
وعروستي  ومسرَّتي  ومِهادي

أتَخيلُ  السورَ  العظيمَ   ومسجداً
يختالُ  بينَ  الوردِ   والكَبَّادِ

وتلاوةٌ  فاحت  كعطرٍ  طيِّبٍ
و”اللهُ  أكبَرُ”  في السماءِ   تُنادي

لَبِسَت  من الأعرابِ  أجملَ  حُلَّةٍ
حتى  كَساها  مُجرمٌ  بسَوادِ

يا ليتني  أرعى  جدائلَ  شعرها
وأزيلُ  أوساخاً  من   الأوغادِ

إني  جلبتُ  مع المتاع  قصائداً
كُتبت  لأجملِ  حُلوَة   بِمدادي

تلك  القصائدُ  راحتي  في  غُربتي
معَ  بلسمِ  الترتيلِ  ووالإنشادِ

أمشي  وأشهدُ  عالماً  مُتحضراً
يَحظى  بأفضل  عيشةٍ  ومَوادِ

الفقرُ  يبدو  غائباً  ومُهاجراً
والرزقُ  يسعى  باسماً  لِعبادِ

في  السوقِ  غَنَّت  فرقَةٌ  وَجَماعةٌ
والفنُّ  في  الطرقاتِ  كالأعيادِ

يتغللًُ  الماءُ  الغزيرُ  ضِفافها
كأصابعٍ  تحنو  على  الأجسادِ

رغم  الجمال  ورغم  ما  في حاضري
سيظلُّ  للقدسِ  الشريفِ  ودادي

لا  الماءُ  لا الخضراءُ  لا  ساحاتها
تُغني  عن  الأحضانِ  والأولادِ

بالله  يا و ستكهولم  بلِّغ  بلدَتي
أنِّي  على حبِّي  لَها  وَعنادي

إنِّي  أنا  الولهانُ  وفي حبِّ والثرى
والسُّوْرِى والعَتَباتِ   والأمجادِ

سَيَظلُّ  حبُّ  القدسِ يَجري  في  دَمي
مُتغلغلاً  كالجذرِ  والأوتادِ

ستظلُّ  تَحظى.  وبالفؤادِ   لِوحدِها
مِن  دونِ  أيِّ  مدينةٍ  وبلادِ

سأورِّثُ  الحبَّ  العظيمَ  لعترَتي
للنسلِ  للأولادِ  للأحفادِ

ما  كانتِ  ستكهولمُ  تأخذُ  مُهجَتي
أو  تنزعُ  الذكرى  من  الميلادِ

باقٍ  عَلى  العَهدِ  القَديمِ.  وومَذهَبي
أنا  لا  أريدُ  سوى  هَواءِ  سُعادِ

فيها  الطَبيعةُ  والجمالُ  ومعالمٌ
والمسجدُ  الأقصى  من الأسيادِ

ما  الحبُّ  إلا راحةٌ  من  عاشقٍ
وتناغمٌ   فِي الشكلِ.  والأبعادِ

سأعودُ.  يا أحلى  وأجملَ  وردةٍ
لأقبِّلَ   الشَفَتينِ.  في الميعادِ

———————-
معتز علي القطب

مقالات ذات صلة

إغلاق