مقالات

ما هو موقف المسيحية والإسلام من المخدرات ؟(أ.د.حنا عيسى)

(لا ينفع أن أقول للصبيان ابتعدوا عن المخدرات .. أريد أن أجعل الحياة شيقة للبشر حيث وقتها لا يريدون المخدرات .. لا يريدون تعطيل حواسهم .. يريدون أن يصبحوا شغوفين ويريدون أن يكونوا يقظين بالكامل وواعيين بما يحيطهم .. من المؤلم أن تخدر إحساسك عندما تكون الحياة جميلة .. لذا،  مدمن المخدرات فاقد الثقة بنفسه وبمن حوله .. ويشك في تصرف الطرف الأخر ويكون جباناً ويبادر بالشر فيظن إنك سوف تعتدي عليه ، ولديهم هوايات شاذة خاصة بعد الجرعة الأولى ، كالاعتناء بالقطط والكلاب وترتيب الزهور والتواجد في مكان هادئ بعيدا عن الضوضاء)

لم تكن المخدرات في زمن السيد المسيح معروفة بالشكل والأسماء والأنواعالتي توجد عليها اليوم .وهذا لا يعني انه ما دام الانجيل لم يذكر المخدرات بأسمائها ،فإن استعمالها مباح ،كلا فالإنجيل المقدس يقول “اهتمام الجسد هو موت ،ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام ” (رومية 8:6) .وكذلك قوله “امتنعوا عن كل شبه شر ” (تسالونيكي الاولى 22:5). فالإنجيل يحرم كل ما يستعبد الانسان ويدمره ،ويبعده عن الله ،اذن فالمسيحية تعطي اهمية خاصة للجسد وفي ذلك يقول بولس الرسول “ان على الانسان ان يقوت جسده ويربيه فأنه لم يبغض احد جسده قط بل يقوته ويربيه ” (افسس 29:5).

ان المخدرات في رأي المسيحية اعتداء على النفس البشرية ،اذ تقدم المخدرات على تعطيل قوة اودعها الله في الانسان الا وهي العقل .والاعتداء على عضو ما في الجسد هو في نفس الوقت اعتداء على بقية اعضاء الجسم ،وبعضها يظهر عليها الاعتداء في الحال والبعض الاخر مع مرور الزمن . فالمخدرات هي اعتداء على الجسد الذي خلقه الله على احسن صورة . كما جاء في سفر التكوين 31:1 “ورأى الله كلً ما عَمِلَهُ فإذا هو حسنٌ جداً ” ولأجل هذا الجسد بالنسبة للمؤمن المسيحي هو امانة الهية لا يجوز له ان يدنسه او يدمره بل عليه ان يسلك بالروح ولا يكمل شهوة الجسد. (غلاطية 16:5).

إذ إن عدم ورود نص صريح في القرآن بحرمتها لا يعني أنها مباحة أو أنها حلال إذ يكفي النص العام الذي يقرر أن كل مسكر خمر وكل خمر حرام , وان المقصود ليس هو كل سائل يشرب ورد فيه النص , إنما المقصود كل ما خامر العقل وغطاه وحجب ضوءه وحال بينه وبين التفكير السليم , والرسول علية الصلاة والسلام يقول”كل ما خامر العقل فهو حرام وكل مفتر حرام ” أي ما يغيب العقل ويدعو إلى الفتور فهو حرام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق