شعر وشعراء

خُدوش في نسيج الذاكرة .. نهى عمر

ما بينَ قلبي والمَكانِ تَشابُكاتٌ مِن أَلَقْ
وتَرَسُّباتٌ من حنانٍ من هدوءٍ
وامتِزاجٌ في سُكونٍ
صافَحَ اللاوعيُ رائحَةَ العَبقْ
أو شابَهَ اللاقربُ أجفانَ الغَرق
ينتابُني قبلَ الشروقِ الحزنُ
حينَ تَعودُني أطيافُ مَن رَحَلوا على ثِقَةٍ بٍنا
وبِأنَّنا نحنُ الغَيارى للحِفاظِ عَلى تُراثٍ
أورَثوهُ مُكلَّلاً بالدمِ والعَرَق الغَزيرِ وحُبِّهم
يغتالُني طيفُ الخَسارَةِ خاصَّةً
والطامِعونَ بِنا هُنا
يَتَجَشَّأونَ به الكَذِبْ
أَحتالُ بالصَمتِ الكَئيبِ مُبادِراً
للإنفِلاتِ مِنَ النَوافِذِ
والحِواراتِ السَخيفَةِ والتي تَجتَثُّ كلَّ تَعَقُّلٍ
كي ينتَشي السُفَهاءُ
لا يَدرونَ قيمَةَ فقدِنا
قد أمتَطي أَلَمي
ويدفَعُني السُكونُ إلى التَغاضي
عن خُدوشٍ في نَسيجِ الذاكِرةْ
لا شيءَ مِثلُ الإنعِتاقِ
وهَدمِ ما كَذَبَ الَذينَ أََتوا بُعيدَ الأقدَمينَ
كَما التَحرُّرُ مِن فَراغٍ فاسِدٍ
في البالِ كَم مِن لَحظةٍ أمضَيتُها
في فهمِ أسبابِ التَعَلُّقِ بالنُتوءِ كَأنَّني
أتَعَربَشُ الأفكارَ والأسوارَ والأشجارَ
حتى أبلُغَ السِرَّ العَميقَ
لِمَ الحياةُ تَمُدُّنا بالتُرَّهاتِ
وفي التَأَمُّلِ عُدتُ مِن نفسي إلى ذاتي
وَأعلَمُ ما عَليَّ مِن المَسافاتِ الَلئيمَةِ
والَتي سَتُصيبُني بالحبِّ
واللاحُبَّ أكثرَ
حينَ ينهارُ الضَميرُ
لَدَى شُخوصٍ كنتُ أحملُِهُم قَنادِلَ لِلوَفا
يَحلو الرُجوعُ إلى الفُؤادِ مُحَلِّقاً
نحوَ اللُجوءِ إلى السُقوطِ الحُرِّ
حيثُ يُشابِهُ الإغفاءَةَ الأشهى
قُبيلَ شُروقٍ فجرٍ
شمسُهُ قد تَختَفي ..

نهــــى عمـــــر
تفعيلة بحر الكامل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق