مقالات

عُدْتَ يَا يَوْم مَوْلِدِي بقلم: شاكر فريد حسن

يَا اشْرِعَةً وَرَاء عُمْرِي
تَجْرِي
فِي يَوْمِ مِيلَادِي الْوَاحِد
وَالْسِتِين
تَتَزَاحَمُ الأفْكَار
وَتَعْصِفُ بِي
الْذِكْرِيَات
يَتَمَازَجُ الْقَلَقُ بِالنَسَائِمِ
وَالْغَمَامَاتِ
فَأرْسِمُ الأحْلَامَ
زَنَابِقَ وَورُوُد
وَيَاسمِينَات
بِرُوحِي وَقَلْبِي
مَا زِلْتُ شَبَابًا
عَاشِقًا سَرْمَدِيًا
فِي مَعَابِدِ الْحُبَّ
وَالْعِشْقِ
بِهمُوُمِ وَطَنِي وَشَعْبِي
مَسْكُونًا وَمَهْمُومًا
مُؤمِنًا بِالإنْسَانِ
لا أؤمِنُ بِالطَائِفِيَةِ
وَلَا بِالعَائِلِيَةِ
مُنْحَازًا لِمُعَسْكَرِ الْفُقَرَاءِ
وَلِفِكْرِهِم الْطَبَقِي الثَوْرِي
حَتى الْنُخَاع
وَمُتَحِزِبًا لِلطَبَقَةِ العَامِلَةِ
وَلِلنَاسِ المَسْحُوقِينِ
الْبَاحِثِينَ عَنْ غَدٍ أجْمَل
وَمُسْتَقْبَل أخْضَر
مُنْذُ فَتَحْتُ عَيْنَيّ
عَلَى الْدُنْيَا
شَغِفْتُ بِالْحَرْفِ
وَالْكَلِمَاتِ
وَكَتَبْتُ الْخَوَاطِرُ
وَالْوَجْدِانِيَات
تَرَعْرَعْتُ عَلَى دَوَاوِينِ
شُعَرَاءِ الْمُقَاوَمَةِ
الْفِلِسطِينِيّةِ
وَأحْبَبْتُ أشْعَارَ
الْمُتَنَبِي وَابن زَيْدُون
وَالْقَبَّانِي
وَأَحْمَد فُؤَاد نَجِمْ
وَبَابْلُو نِيرُودَا
وَرَدْدْتُ مَع أمَلْ دُنْقُل
“لَا تُصَالِح”
وَرَاقَت لِي
غِنَائِيَات الْشَيْخ إمَام
وَمَارسِيل خَلِيفَة
وَتَرَاتِيل فَيْرُوز
بِصَوْتِهَا الْمَلَائِكِي
وَمَوَاوِيل الْصَافِي
وَسَحَرَتْنِي أغَانِي
أم كَلْثُوم
وَعَبد الْوَهَاب
وَفَرِيد الأطْرَش
وَفَائِزَة أحْمَد
وَنَجَاة الْصَغِيرَة
واَسْمَهَان
وَأعْجِبْتُ بِفِكْرِ
ابن رُشْد وَالْمَعَرِّي
وَالْنَهْضَوِيِيِن الْعَرَب
وَخَمْرِيَّات أبُو نُواس
وأبْحَرْتُ فِي كُتُبِ
حِسين مروّة
وَمَحْمُود أمِين الْعَالِم
وَسَلَامِة مُوسَى
وَطَه حُسِين
فِي يَوْمِ مِيلَادِي
لَنْ أبْكِي
وَلَنْ أذْرِفَ الْدُمُوعَ
علَى مَا مَضَى مِنْ
أيَّام وأعْوَام
بَلْ سأظل ربيعًا أخْضَرًا
مُتَجَدِدًا فِي خَرِيفِ الْحَيَاة..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق