مقالات
رحيل أيقونة الفكر السياسي والثوري أنيس النقاش شاكر فريد حسن
رحل عن دنيانا المناضل والمفكر القومي العروبي الأستاذ المقاوم والمحلل السياسي اللبناني، أيقونة الفكر والكفاح أنيس النقاش، أثر إصابته بفيروس كورونا اللعين. رحل في وقت أحوج فيه إلى أمثاله من المفكرين والمثقفين الأفذاذ والمناضلين الأشاوس، أصحاب الفكر والموقف الجذري المنحاز للجماهير المضطهدة، والحرية والكفاح، والعداء للثالوث الدنس، الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية، وفي زمن التطبيع والانبطاح والانهيار والتدجين والتخلي عن القيم وسقوط الثورة.
كان الراحل أنيس النقاش نصيرًا للقضية الفلسطينية، التي حملها في قلبه وعقله وفكره وتمترس خلفها طوال الوقت، وذاد عن شعبنا الفلسطيني بوجه المؤامرات القذرة التي تستهدف قضيته الوطنية، وكان صوت المقهورين والمظلومين في أوطاننا العربية، صوت الذين لا صوت لهم، ونصير ثورات التحرر العربية والعالمية.
وهو أحد الذين وقفوا بشراسة ضد الحرب الاهلية في لبنان، وحذر من نتائجها الوخيمة، وعدم التورط فيها.
وكان أنيس مقاتلًا ومحاربًا على جبهة الفكر والسياسة والثقافة المقاومة، وخاض النقاشات والسجالات السياسية والفكرية النقدية، وعبر عن مواقفه الجريئة الشجاعة غير المهادنة الرافضة للاستسلام والهزيمة، واتصف بعمق رءاه، ودقة وصدق تحليلاته السياسية، باثًا الأمل والتفاؤل في نفوس الجماهير والشعوب العربية قاطبة، ومبشرًا بالانتصار القادم رغم رداءة المرحلة وحلكة الزمن العقيم.
رحيل أنيس النقاش، المفكر والمرجعية السياسية ومدير مركز أمان والبحوث الاستراتيجية، خسارة كبيرة وجسيمة بكل المقاييس ليس للشعب اللبناني فحسب، وإنما للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة والأقطار العربية. كيف لا وهو قامة سياسية ووطنية وفكرية، ومقاوم صلب، ومدافع شرس عن القضايا العربية المصيرية وفي مقدمتها قضية فلسطين.
ألف رحمة على انيس النقاش، وعاشت ذكراه خالدة في سجل الثورة والكفاح الوطني التحرري، وفي قلوب الجماهير الشعبية الكادحة المظلومة الطامحة والمتطلعة للحرية والديمقراطية، التي انحاز وانتصر لها في حياته.