لقد نجح تطبيق الاغلاق العام سابقا في تقليل معدل تفشي فيروس كورونا، ولكن هل يمكننا توقع نجاحه هذه المرة في ظل انتشار سلالة جديدة من الفيروس؟
فيعد إعلان الاغلاق العام من جديد في إنجلترا، بات الأمر أشبه بالعودة إلى ما حدث في شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان العام الماضي، عندما فُرضت قيود صارمة على حياة الناس قادت إلى انخفاض سريع في مستويات تفشي فيروس كورونا.
بيد أن أحد الاختلافات الرئيسية هذه المرة، يتمثل في وجود سلالة جديدة من الفيروس، والتي يعتقد أنها تنتشر بسرعة أكبر بـ 50 إلى 70 في المئة من السلالة السابقة للفيروس.
ويحذر الخبراء من أنه ليست هناك ضمانات في أن يكون الإغلاق العام كافيا للسيطرة على السلالة الجديدة للفيروس.
ويقول البروفيسور نيل فيرغسون، من جامعة إمبريال كوليج في لندن “لن يكون الأمر سهلا، ولكن كان من الممكن أن يكون الوضع أكثر سهولة إذا لم تكن هناك سلالة جديدة من الفيروس”.
ويضيف: “وفي الواقع، هذا يتجاوز حدود قدرتنا على السيطرة على تفشي الفيروس، حتى باستخدام إجراءات كانت فعالة تماما نسبيا سابقا”.
وينتشر فيروس كورونا عندما يلتقي الناس بعضهم مع بعض، لذا فإن تحويل الدراسة إلى صفوف افتراضية عبر الإنترنت أو الطلب من الناس التزام بيوتهم وإغلاق المحلات يقلل فرص اتصال الناس مع بعضهم وبالتالي فرص انتشار الفيروس.
وإذا أخذنا بنظر الاعتبار ما يعرف بالعدد “أر” ( وهو معدل تكاثر أو إعادة إنتاج الفيروس وبالتالي العدوى، و يرمز له ببساطة بالحرف الإنجليزي “R” اختصارا لكلمة Reproduction. ويمثل معدل عدد الأشخاص الذين يمكن لشخص مصاب أن ينقل الفيروس لهم)، نرى أنه في الإغلاق العام السابق كان نحو 3.0 قبل إعلان الإغلاق، وكل عدد يفوق 1.0 يعني تصاعدا في انتشار حالات الإصابة بالفيروس.
وقد انخفض هذا المعدل بعد تطبيق الإغلاق العام الأول إلى 0.6، بمعنى أن كل 1000 مصاب ينقلون الفيروس إلى 600 آخرين، الذين بدورهم ينقلونه إلى 360 شخصا أخر، وهكذا.
لكن مع انتشار السلالة الجديدة التي لها قدرة أكبر على الإنتشار بنسبة 50 في المئة، لذا فإن العدد “أر” في ظروف إغلاق عام مشابهة بالنسبة لها سيكون نحو 0.9 .
وهذا يعني أن 1000 مصاب سينقلون الفيروس إلى نحو 900 آخرين، وهؤلاء سينقلونه بدورهم إلى 810 وهكذا.
وكما تلاحظ من المقارنة أن ذلك يعني انخفاضا أبطأ في نسبة تفشي الفيروس.