اقلام حرة

لا يعرف الإنسان كيف يعيش في هذا الوطن ، لا يعرف الإنسان كيف يموت في هذا الوطن “(أ.د. حنا عيسى)

(عندما يدرك الناس أن الدولة تدار لحساب نخبة وليس لحساب أمة ، يُصبح الفرد غير قادر على التضحية من أجل الوطن وينصرف للبحث عن مصلحته الخاصة ..وعليه ، فإن الوطن الذي بوسعك العيش فيه مرفوع الرأس ، تعطيه كل ما لديك وتضحي من أجله بالنفيس والغالي حتى بحياتك ، أما الوطن الذي تضطر فيه للعيش مطأطئ الرأس فلا تعطيه شيئا ، فالنبل يستدعي العظمة واللامبالاة تستدعي اللامبالاة والازدراء يستدعي الازدراء ، ذلك هو ميثاق الأحرار ولا أعترف بغيره ..فمن العجيب أنّني كأمريكي استطعت أن أعبر الوطن العربي من شرقه لغربه دون أن أحتاج لتأشيرة ، بينما يحتاج العربي لتأشيرة قد لا يحصل عليها لعبور تلك الحدود من دولة عربية لدولة عربية..أجمل ما في الوطن ..ذلك المطار الذي يأخذك ..خارج الوطن..لكن ، طريق الهجرة وعرةُ المسلك ، ومليئةٌ بالمنغّصات ، ومهما بقي الإنسان في بلاد الغربة فاسمه “غريب “، ولن يجد قلباً حنوناً ، بين الحجارة الصماء ، والأماكن الغريبة التي لن تألفه ..نعم ، يهاجر الناس من أوطانهم بسبب تفاقم القلق ، بسبب الإحساس المقيت بأنه مهما عملوا بجد فلن يأتيهم بنتيجة ، وأن ما يعمرونه في سنة قد يدمّره الآخرون في يوم .. لهذا السبب ، أبحث عن وطن شجاع لا يخاف أحداً ، لا يعطي معميه لقيد ،أو يحني ظهره لأحد،أو يربط اسمه بأحد،لا يخجل من أن يصارح كل الموهوبين بعظمتهم أنكم لا شيء دوني،أنا البداية والوجود .أليس من الأفضل أن نهاجر بدلاً من أن نتزوج ؟ فالزواج هجرة داخلية).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق