مكتبة الأدب العربي و العالمي

قصة وعبرة

اعداد ومتابعة الاعلامية أمل ابو غياض

ﻳُﺤﻜﻰ ﺃﻥَّ ﺷﺎﺑﺎً ﺑﺪﻭﻳﺎً ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺻﻴﻪ ﺍﻣﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎً
ﺃﻥ ﻻ ﻳﺼﺎﺣﺐ ‏( ﺍﺑﻮ ﻧﻴﺘﻴﻦ ‏)
ﻓﻘﺎﻝ : ﻛﻴﻒ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﻟﻪ ﻧﻴﺘﻴﻦ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ
ﻗﺎﻟﺖ : ﻫﻮ ﺳﻴﺨﺒﺮﻙ ﺑﺄﻥ ﻟﻪ ﻧﻴﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ,,,
ﻣﺎﺗﺖ ﺃﻣﻪ ﻓﺤﺰﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺣﻴﺪﺍً
ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻓﻜﺮ ﺑﺄﻥ ﻳﺒﻴﻊ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻳﺮﺣﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﺮﺓ
ﻓﺎﺷﺘﺮﻯ ﺑﻌﻴﺮﺍ ﻭﺳﻼﺣﺎً ﻭﺃﺧﺬ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﺎﻝ
ﻭﺳﺎﻓﺮ ,,,
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻘﻲ ﺭﺟﻞ ﻣﺼﺎﺏ ﻣﻜﺴﻮﺭ ﺍﻟﺴﺎﻕ
ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻄﺶ
ﻓﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﻭﺍﺳﻘﺎﻩ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻭﻓﻚ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﻭﺭﺑﻂ ﺳﺎﻕ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﻭﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﻭﺳﺎﺭ
ﻭﻓﻲ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﺧﺬﺍ ﻳﺘﺒﺎﺩﻻﻥ ﺍﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﺸﺎﺏ : ﻣﺎ ﺍﺻﺎﺑﻚ ﻭﻛﻴﻒ ﺍﺗﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ
ﻓﻘﺎﻝ : ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ ﻭﺃﻧﻬﺰﻣﻨﺎ
ﻭﺃﺻﺒﺖ ﻓﻲ ﺳﺎﻗﻲ ﻭﻫﺮﺏ ﻋﻨﻲ ﺍﺻﺪﻗﺎﺋﻲ
ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﻜﺴﻮﺭ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻪ
ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻣﻲ : ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺻﻴﻨﻲ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺍﻥ ﻻ ﺃﺻﺎﺣﺐ ﺃﺑﻮ ﻧﻴﺘﻴﻦ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﺃﻧﺎ ﻟﻲ ﻧﻴﺘﻴﻦ
ﻓﻀﺤﻚ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﺳﺎﺭﺍ ﻣﻌﺎً
ﻭﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺑﺌﺮ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻜﺴﻮﺭ ﺩﻋﻨﻲ ﺍﻧﺰﻝ ﻭﺃﺟﻠﺐ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ : ﻻ ﺃﻧﺖ ﻣﺮﻳﺾ ﺃﻧﺎ ﺳﺄﻧﺰﻝ
ﻓﺮﺑﻂ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﻓﻲ ﻋﻨﻖ ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ
ﻭﻧﺰﻝ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻓﻤﻸ ﺍﻟﻘﺮﺑﻪ
ﻭﻧﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﻪ ﻟﺴﻘﻲ ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ
ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺭﻛﻮﺓ ﺍﻟﺒﺌﺮ ‏( ﺍﻟﺮﻛﻮﺓ ﺻﺨﺮﺓ ﺑﺄﺳﻔﻞ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﺎﺀ ‏)
ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺤﺒﻞ ” ﺃﺑﻮ ﻧﻴﺘﻴﻦ ” ﻭﺭﻣﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻳﺎﻓﻼﻥ ﺍﻟﺤﺒﻞ
ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﻧﺎ ﺍﺧﺒﺮﺗﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻥ ﻟﻲ ﻧﻴﺘﻴﻦ
ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﻭﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﻟﻚ
ﻟﻜﻦ ﺍﺧﺮﺟﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺌﺮ
ﻗﺎﻝ : ﻟﺘﻘﺘﻠﻨﻲ
ﻗﺎﻝ : ﻟﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻣﺎﻧﻪ ﻣﺎ ﺍﻗﺘﻠﻚ
ﻗﺎﻝ : ﻻ
ﻭﻣﺸﻰ ﺍﺑﻮ ﻧﻴﺘﻴﻦ
ﻭﺑﻘﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﺒﺌﺮ
ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺃُُﻣﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﺎﺷﺮ ﺃﺑﻮ ﻧﻴﺘﻴﻦ
ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻞ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﺍﻧﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻄﻴﻮﺭ
ﺗﺤﻂ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺒﺌﺮ
ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ
ﻓﺈﺫﺍ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻐﺮﺍﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ !
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻻﻭﻝ : ﻓﻼﻥ ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻼﻥ
ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ
ﻗﺎﻝ : ﺗﺬﻛﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﺨﻄﺒﺘﻬﺎ ﺍﻻﻻﻑ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺭﻓﻀﺘﻬﻢ
ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ ﺍﺫﻛﺮﻩ
ﻗﺎﻝ : ﻋﻤﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﺳﺤﺮ ﻋﻈﻴﻢ
ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻛﺎﻟﻤﺠﻨﻮﻧﻪ
ﺗﻘﻄﻊ ﺛﻴﺎﺑﻬﺎ ﻭﺗﺼﻴﺢ
ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻟﺨﻄﺒﺘﻬﺎ ﺍﺣﺪ
ﻭﻓﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﺟﺪﺍً ﺑﺴﻴﻂ
ﻗﺎﻝ : ﻛﻴﻒ
ﻗﺎﻝ : ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﻪ ﺳﺒﻊ ﻣﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﺎﺀ ﻭﻳﺴﻘﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻓﺘﺸﻔﻰ ﺑﺎﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻐﺮﺍﺏ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :
ﺍﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﺼﻨﻊ ﺷﻲﺀ ﻳﺎﺻﺪﻳﻘﻲ
ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﺑﺎﻟﺨﻀﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ
ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ؟
ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ
ﻗﺎﻝ : ﺻﻨﻌﺖ ﻟﻬﺎ ﺳﺤﺮ ﻋﻈﻴﻢ
ﻓﺠﻔﻔﺖ ﻣﺎﺀ ﺍﻻﺑﺎﺭ ﻭﻫﻲ ﺍﻵﻥ ﺧﺎﻭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﻭﺷﻬﺎ ﻻ ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ ﺍﺣﺪ
ﻗﺎﻝ : ﻛﻴﻒ؟
ﻗﺎﻝ : ﺳﺪﺩﺕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺑﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﻫﻮ ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺟﺎﻓﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻲ
ﻭﻓﻚ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﺟﺪﺍً ﺑﺴﻴﻂ
ﻓﻘﺎﻝ : ﻛﻴﻒ؟
ﻗﺎﻝ : ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﺧﻮﺍﺗﻴﻢ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻌﻮﺫﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﺎﺀ ﻭﻳﺼﺒﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﻊ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻴﻨﻔﻚ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻳﺘﺪﻓﻖ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﺳﻔﻞ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻳﺴﻤﻊ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺠﻦ
ﻭﻫﻲ ﺍﺷﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺠﻦ ﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻈﻼﻡ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻐﻴﺐ ,,,
ﻃﻠﻊ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻓﻄﺎﺭﺕ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻓﻤﺮﺕ ﻗﺎﻓﻠﺔ ﺑﺎﻟﺒﺌﺮ
ﻓﻨﺰﻟﻮ ﺍﻟﺪﻟﻮ ﺑﺎﻟﺒﺌﺮ ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺪﻟﻮ ﻓﻘﻄﻌﻪ
ﻗﺎﻟﻮ ﺭﺑﻤﺎ ﺟﻴﻼﻥ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻗﻄﻌﺖ ﺍﻟﺤﺒﻞ
ﻓﻨﺰﻟﻮ ﺍﻟﺪﻟﻮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻓﻘﻄﻌﻪ
ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻘﻄﻌﻪ
ﻗﺎﻝ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﻪ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻥ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻼﺀ
ﻣﻦ ﻳﻨﺰﻝ ﻓﺘﺸﺠﻊ ﺍﺷﺠﻌﻬﻢ ﻗﺎﻝ : ﺍﻧﺎ ﺍﻧﺰﻝ
ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺭﻛﻮﺓ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﻓﻘﺎﻝ : ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻧﺖ ﺟﻦ ﺍﻡ ﺍﻧﺲ
ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺍﺧﻲ ﺍﻧﺎ ﺍﻧﺲ ﻭﻗﺼﺘﻲ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ
ﻓﻘﺎﻝ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻗﻄﻌﺖ ﺍﻟﺪﻟﻮ ؟
ﻗﺎﻝ : ﻟﻮ ﺗﻌﻠﻘﺖ ﺑﺎﻟﺪﻟﻮ ﻭﺭﺃﻳﺘﻤﻮﻧﻲ
ﻟﺨﻔﺘﻢ ﻭﺗﺮﻛﺘﻢ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﻓﺴﻘﻄﺖ ﻓﻤﺖ
ﻭﺍﻧﺎ ﺍﻣﺘﺢ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻤﺎﺀ ‏( ﺃﻣﺘﺢ ﺃﻱ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺑﻮﺍﺳﻄﻪ ﺍﻟﺪﻟﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺌﺮ ‏)
ﻓﺨﺮﺝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﻗﺼﺘﻪ
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﺍﻧﺖ ﺫﺍﻫﺐ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺎﺭﺏ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺍﻟﻤﺴﺤﻮﺭﺓ
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ
ﻫﻮ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ
ﻓﻠﻤﺎ ﺟﻠﺴﻮﺍ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺍﻛﺮﻣﻬﻢ
ﺳﻤﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺻﻴﺎﺡ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ
ﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻣﺎ ﺍﻻﻣﺮ؟
ﻗﺎﻝ : ﻫﺬﻱ ﺑﻨﺘﻲ ﻣﺮﻳﻀﻪ ﺍﺻﺎﺑﻬﺎ ﺑﻼﺀ ﻣﻦ 4 ﺳﻨﻮﺍﺕ
ﻭﻟﻢ ﺍﺟﺪ ﺣﻜﻴﻢ ﻭﻻ ﻃﺒﻴﺐ ﺍﻻ ﻭﺍﺗﻴﺘﻪ ﺑﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﻓﺎﺋﺪﺓ
ﻗﺎﻝ : ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ﺍﻥ ﺟﻌﻠﺖ ﺑﻨﺘﻚ ﺗﺘﺸﺎﻓﻰ؟ ﻗﺎﻝ : ﻟﻚ ﻣﺎﺗﺮﻳﺪ .
ﻓﻘﺎﻝ : ﺗﺰﻭﺟﻨﻲ ﺑﻨﺘﻚ ﻭﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ﻣﺎﻝ
ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﺑﺸﺮ ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﺗﻘﺪﺭ؟
ﻗﺎﻝ : ﻫﺎﺗﻮ ﻟﻲ ﻣﺎﺀ
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺗﺼﺮﺥ ﻭﺗﻤﺰﻕ ﺛﻴﺎﺑﻬﺎ
ﻓﻘﺮﺃ ﺑﻪ ﻭﺭﺵ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﺳﻘﺎﻫﺎ
ﻓﻔﺎﻗﺖ ﻭﺍﺧﺬﺕ ﺗﺘﺴﺘﺮ
ﻭﺩﺧﻠﺖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﻓﺸﻔﻴﺖ
ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮﻫﺎ :
ﺃﻃﻠﺐ
ﻓﻘﺎﻝ : ﻣﺎﻝ ﻭﺗﺰﻭﺟﻨﻲ ﺍﻳﺎﻫﺎ
ﻓﻘﺎﻝ : ﻭﻟﻚ ﻣﻨﻲ ﺑﻴﺖ ﺑﺠﻮﺍﺭﻱ ﺍﻳﻀﺎً ﻗﺎﻝ : ﻻ
ﺍﺭﻳﺪ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻒ ﻣﺎﺅﻫﺎ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺎﺭﺏ : ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﻣﻴﺖ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻣﺎﺀ ؟
ﻗﺎﻝ : ﻟﻲ ﺣﺎﺟﻪ ﻫﻨﺎﻙ
ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺗﺠﻬﺰ ﻭﺍﺧﺬ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﻌﻪ ﻭﺭﺣﻞ
ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ 3 ﺑﻴﻮﺕ ﻭﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﻫﺠﺮﻭﻫﺎ
ﻭﻳﺄﺗﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻓﺎﺕ ﺑﻌﻴﺪﺓ
ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﻭﻗﺎﻝ : ﻣﺎﺫﺍ ﺍﺻﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﺮﺓ
ﻗﺎﻝ : ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﺮﺓ ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ
ﻭﻣﻦ 4 ﺳﻨﻴﻦ ﺍﺻﺎﺑﻬﺎ ﻗﺤﻂ
ﻭﺟﻔﺖ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻻﺑﺎﺭ
ﻭﻫﻲ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻯ
ﻓﻘﺎﻝ : ﻣﺎ ﻟﻲ ﺍﺫﺍ ﺍﺭﺟﻌﺖ ﻣﺎﺀ ﺍﻻﺑﺎﺭ ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﻟﻚ ﻣﺎﺗﺮﻳﺪ ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﺗﻘﺪﺭ ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﺭﻳﺪ ﻣﺰﺭﻋﻪ ﻭﻣﺎﻝ ﻭﺑﻴﺖ
ﻓﻘﺎﻝ : ﻟﻚ ﺫﻟﻚ
ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﻳﻦ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ‏( ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ‏) ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﻫﻨﺎ
ﻗﺎﻝ : ﻫﺎﺗﻮ ﻟﻲ ﻣﺎﺀ ﻓﻘﺮﺃ ﺑﻪ ﻭﺻﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﻊ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻓﺎﻧﻔﺠﺮ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻛﺎﻟﻨﺎﻓﻮﺭﺓ
ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﺨﻴﺮ
ﻭﺍﺧﺬ ﻣﺰﺭﻋﺘﻪ ﻭﻋﺎﺵ ﻣﻜﺮﻡ ﻣﻌﺰﺯ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺍﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻻﻳﺎﻡ
ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺿﻴﻒ !..
ﻓﺈﺫﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﺑﻮ ﻧﻴﺘﻴﻦ
ﻓﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﻭﻗﺎﻝ : ﻓﻼﻥ ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮﻧﻲ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻮ ﻧﻴﺘﻴﻦ : ﻻ
ﻗﺎﻝ : ﺍﻧﺎ ﺍﺑﻮ ﻧﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺌﺮ
ﻗﺎﻝ : ﻛﻴﻒ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﻛﻤﺎ ﺍﺭﻯ؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ
ﻓﺨﺮﺝ ﺍﺑﻮ ﻧﻴﺘﻴﻦ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﺇﻟﻰ ﺍﻳﻦ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺌﺮ
ﻗﺎﻝ : ﻳﺎﺭﺟﻞ ﺃﻧﺘﻈﺮ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺭﺑﺎﺡ
ﻗﺎﻝ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺍﺑﻴﺖ ﺍﻻ ﻓﺎﻟﺒﺌﺮ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ
ﻓﺬﻫﺐ ﺍﺑﻮ ﻧﻴﺘﻴﻦ
ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺭﻛﻮﺓ ﺍﻟﺒﺌﺮ
ﻭﺟﺎﺀ ﺍﺧﺮ ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺎﻟﻐﺮﺍﺑﻴﻦ
ﻳﺤﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺌﺮ
ﻻﻧﻬﻢ ﻳﺠﺘﻤﻌﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻛﻞ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎﻡ ﻫﺠﺮﻱ
ﻓﺄﺧﺬﻭﺍ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ
ﻗﺎﻝ ﺍﻻﻭﻝ :
ﻓﻼﻥ ﻫﻞ ﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎﺫﺍ ﺣﻞ ﺑﺒﻨﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺎﺭﺏ؟
ﻗﺎﻝ : ﻣﺎﺫﺍ؟
ﻗﺎﻝ : ﺍﻧﻔﻚ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻋﻨﻬﺎ !.
ﻗﺎﻝ ﺍﻻﺧﺮ :
ﻭﺍﻧﺎ ﺍﻳﻀﺎً ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺒﺲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻨﻬﺎ
ﺭﺟﻊ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻧﻔﻚ ﺍﻟﺴﺤﺮ
ﻗﺎﻝ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎﻓﻼﻥ
ﺑﻈﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻥ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺌﺮ
ﻗﺎﻝ : ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﺍﻥ ﻧﺪﻓﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺍﻟﻤﺸﺆﻣﻪ؟
ﻓﻔﻮﺭﺍً ﺩﻓﻨﻮﺍ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺱ ﺍﺑﻮﻧﻴﺘﻴﻦ …
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻬﺎﻳﺔ ” ﺃﺑﻮﻧﻴﺘﻴﻦ ”
‏[ ﻭﻋﻠﻰ ﻧﻴﺎﺗﻜﻢ ﺗﺮﺯﻗﻮﻥ ‏] ﻗﺼﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ..
ﻭﻻ ﺗﻨﺴﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺩﻋﺎﺋﻜﻢ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق