أتمنى من كل مسؤول كائناً من كان وكل إعلامي وكاتب وصاحب موقف وصاحب لسان مبري أو مثلم ، أن يتوقف نهائياً عن الصدح والتصريح والنطق بالمقارنة الأمنية بين الأردن وأشقائنا المكلومين !!!فالملافظ سعد !!
إن النطق والتعبير الهوائي والمقارنة بين الأردن ( والدول المجاورة ) مع تحفظي على قيام هؤلاء بتسميتهم لأهلنا وأشقائنا بالدول المجاورة !!! أوله خطأ ونتيجته خطر وخاصة فيما يتعلق بتحذير الشعب والأجيال من زوال نعمة الأمن المخيم علينا والمفقود في الدول المجاورة ، وعلينا أن نتوقف عن التذكير كل يوم كما يقولون ( بما أوقعه الله على هذه البلدان بالتناحر والموت والدمار !!! نعم سمعت هذا النص اليوم في صباح إحدى الإذاعات المحلية فاستشاط ألمي وخاصة ان المتحدث هو فضيلة شيخ !!!
النطق سعد … والهواء المبثوث ليس ملك أذن واحدة ، والحديث عن حريق بيت أخيك بأسلوب التباعد والنجاة لا يعرفه الأردن بصفاته التاريخية ، فلماذا تتسنم بعض الألسنة والرسمية والإعلامية والدينية بتمثيل الأردن بالمعايرة المستعرة في كل مناسبة لإطفاء نور الموقد المبارك في قبس البلاد الجميل ؟؟؟ القبس الذي أنار طرقات متفرعة يهيم فيها معذبو الظلم والاحتلال والمجازر والتشرد والجراح ؟؟
فمن ناحية الأمن والأمان !!فالأردن بأرضه ووقفته التاريخية المشهودة وطوال عمره يقف سداً عروبياً منيعاً لا يشقق قلبه العربي ولا يغلقه ، والأردن بصغره وكبره ومحيطه شكل وجهة السماء للمحزونين والمستصرخين ، ولا نسمح للألسنة الهوجاء ان تلطم هذا الوجه بالتشويه وجذب التنافرات والكراهيات في عصر يثبت الأردن في كل مرحلة عصية دامية أنه الاخ والأب الكريم والأرض الرؤوم لأهله العرب !!!!
علينا في ظرف الرياح العاتية أن نقول ونسمع البشر ما نفعله في الميدان الروحي والنخوجي وساحة المروءة ، ونحرص بالنطق والسعد باللفظ كما نفعل وكما نقدم فعلياً وكما تتفتح نفوسنا بحرص الكريم على بيته النفيس وضيفه التعيس وشقيقه الجريح الحبيس !
سيقول لي زملاء كتاب كثيرون هؤلاء الإعلاميون لا يمثلون الأردن بأفعاله ، وما تصريحاتهم الهوجاء إلا تعبير فردي لا قيمة له ، ولكنني أرى ان مسؤولين سياسيين وفي الدولة وفي الإعلام الرسمي يطوحون في الصباح والمساء بمثل هذه الاقوال المتعجرفة المتعالية ، فكم هي خطرة حادة فضاءات التلميح والتصريح الإعلامي حينما نستمر برفع شعارات الأمن والأمان الذي يحمينا ويأوينا تحت أضلاع خيمة الله ورعايته ونقارنها في كل مناسبة بأوضاع أخوتنا المأزومين المكلومين في أمتنا ونباهي مفاخرين بالاستقرار والأمن !
نعم … نحمد الله ونشكره ونحرص بكل جوارح قلوبنا على كل زاوية في أرض الرباط الأردنية وندعو ونعمل ونصلي لله العلي العظيم أن يحفظ هذا البلد آمناً مطمئناً ، وهذا لا يعني أننا طيور مهاجرة عن مجريات القلق في سماء صافية من النظرات والحسرات والعبرات العربية التي تتحسر وتبكي ونحن نقارن بقول بعض إعلاميينا ورجالنا وبعض شيوخنا : إحنا أحسن من غيرنا … إحنا يا عمي بخير والأمن والسلام والاستقرار عام طام علينا … انظروا للدول المجاورة ماذا جلبت على نفسها من دمار نتيجة الديكتاتورية والتعسف والظلم !!!!
اتقوا الله أولاً بهذا البلد وأهله واحتاطوا لكل مفردة تصدر من أفواهكم ، فالوضع اكثر حساسية مما تظنون وكل قول يؤخذ محمل الجرح العميق بالحساسية والوجع !!!