نشاطات
كتبت فريدة توفيق الجوهري عن الفن-لبنان
ما هو الفن الفن عالم قائم بذاته،نخرج منه من عالم المادة إلى عالم الامادة،هو الصور اللا مرئية اللا محسوسة التي نشعر بذبذبتها داخل أبعادنا الباطنية،التي تجعل احتكاكنا بالأشياء الخارجية الملموسة أكثر عمقا وشفافية.هو أيضا تقلبات النفس البشرية بانفعالاتها المتعددة من ثورة وسكون حزن وفرح حب وبغض الخ. هو التحرر من الأشياء التي تكبل أرواحنا مشاعرنا أحاسيسنا مخيلتنا وأفكارنا. إنه أول وسائل التعبير عن الذات في كافة الحضارات على الأرض ،ولقد ساهم في تطور الإنسان والرقي به من حالات الهمجية والبدائية،هو الإحتكاك الداخلي الخارجي لبلورة الصورة الجمالية،والإدراك والتفاعل بين المحسوس واللا محسوس وإخراجه إلى حيز الوجود. الموسيقى هي أولى الصور المجسدة الغير ملموسة هي التفاعل والإنعكاس لموسيقى الكون الطبيعية والتواصل الحسي مع سمفونية الوجود ونقل ذبذباته الغير مرئية او مسموعة إلى عالم الواقع وحمل الإنسان على استيعابها والتفاعل معها وبها ومن ثم إدراكها كأي شيئ ملموس.إنه التقاط الشفافية المبدعة عبر الأثير وتجسيدها في سمفونية او لحن. أما اللون فهو هذا الإندماج الراقي للتذبذب الداخلي في احتكاكه مع الخارج،ينتقل إلينا من خلال البصر ليجسد في لوحة ما،هو هذا المزيج المتنوع من الأشياء المادية والروحية والنفسية تتبلور لتعكس التفاعلات الذاتية بين الداخل والخارج في عالم قائم على الأحاسيس اللا مرئية والمرئية معا. أما الأدب والشعر فهو نتيجه هذا الخليط بين الأحاسيس والموسيقى واللون،يحدد الصور الواقعية واللا واقعية،هو دمج الحقيقة الظاهرة الواضحة مع الخيال المحلق اللا مرئي ووضعه في لوحة كاملة فنية نابضة ،قابضة على الموسيقى والصورة والحرف،ليجسد الكلمة،وصهرها وقولبتها في قالب جمالي راق مميز.وأستشهد هنا بصورة امرؤ القيس التي أذهلت العقول وحيرت الأذهان ،وشغلت لفترة طويلة قبل تفسيرها تفسيرا علميا عقول علماء الأدب والفكر. مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل بقلمي