شعر وشعراء

الكاتب المبدع ناجي حريري السائح في عالم الجمال والمستكشف آفاق الحبّ

إن المؤلف الأستاذ ناجي حريري شخص متنور بكل معنى الكلمة. وفكر شامل لا يتكرر. ففي شؤون المجتمع له آراء وفي الأدب له صولات وجولات. وفي علم الجمال هو متمرِّس وله مكرّس حياته.

الكلمة الأساسية لديه هي الحبّ. وهي كلمة السرّ لفهمه أحاسيس وذكريات ومنهاج حياة.
هو ينبوع يختزن مياه راحة غزيرة مؤلفة من خواطر وطنية وقومية عروبية ومن تعابير غزلية رقيقة. كما ومن مقالات في همومنا الجماعية وشجوننا الفردية.
نعم، هو كاتب واعد ومؤلف شامخ في عنفوانه الوطني وجرأته الأدبية الساطعة.
وهو إلى ذلك، الناشط الاجتماعي الدؤوب والحزبي الملتزم والمفكر سياسياً واستراتيجياً خارج حدود الطائفة والمنطقة والبلد إلى آفاق القومية الرحبة والوحدة العربية الميمونة.
هو الكاتب المميز في مسائله وأسلوبه ناجي حريري من مواليد العام 1972 في الصرفند – الجنوب.
إلتقيناه، فأغنانا بالمعاني الأدبية الجميلة والتعابير الجمالية الفريدة التي ميَّزت حياته وطبعت سيرته المعطاءة الغنَّاء:

أستاذ ناجي حريري، ماذا عن البدايات؟
انتقل الجد إلى الصرفند، وترعرعت العائلة في الصرفند.
وقد عرفت هذه العائلة – بمعظمها – بالاهتمام بالتربية والثقافة والأدب. وقسم آخر من العائلة كان يهتم بالزراعة.
ومنذ طفولتي التي قضيت أيامها في الصرفند نشأ لديّ ميل للجمال وعشق لكل ما يتعلق به.
تعلمت في مدارس الصرفند، ولم أكمل تعليمي الجامعي، إذ اضطررت لأن أتفرغ لمرافقة والدي في علاجه من مرض عضال. وكان هذا جزءاً من المعاناة التي اختبرتها باكراً. والتي استمرت على مدى ثلاث عشرة سنة.

نشاطاتك الاجتماعية بدأتها باكراً، ماذا تخبرنا بهذا الشأن؟
على مدى عدة سنوات، كنت إما رئيس الهيئة الإدارية أو نائب الرئيس أو عضو هيئة عامة لنادي الصرفند الرياضي والثقافي.
وقد حققنا في هذا النادي إنجازات كبيرة. كما وقفزنا قفزات نوعية في نشاطاته وشؤونه الرياضية والثقافية والاجتمماعية.
من مثل النشاطات التالية: تنظيم دورات ثقافية عديدة، وجمع الشباب والشابات في نشاطات متنوعة، أو عقد لقاءات سياسية واجتماعية وعامة.

أنت ملتزم حزبياً وتفتخر بذلك:
نعم بالطبع، فأنا عضو قيادة فرع في حزب البعث العربي الاشتراكي في الجنوب ومسؤول القطاع الثقافي فيه، وناشط جداً في خدمة الحزب وتطلعاته الاجتماعية.
وأفتخر أني أنتمي إلى حزب بعيد كل البُعد عن الطائفية، وقريب كل القرب من نبض الشارع العربي.
فحزبنا قومي عربي، ونقيض تام للصهيونية. من هنا التآمر الدولي على هذا الحزب.
فلا أفق لتربية النشئ إلا بتربيتهم في أحزاب غير طائفية، والأحزاب عموماً هي مقلع الرجال الأكيد.

ما هي المشكلة التي يعاني منها مجتمعنا برأيك؟
هناك مشكلتان لا واحدة، يعاني منها مجتمعنا بشكل مزمن:
الأولى: التربية الدينية والقومية التي أخذ منها الطابع غير الحي وغير العصري وغير الحضاري. وبالتالي فهذه التربية تؤخر المجتمع العربي والمسلم الحاضر.
الثانية: هي مشكلة عدم نشوء دولة بالمعنى الصحيح والسليم والعلمي. لا بل نشءو واستمرارية سلطة وليس دولة. من هنا فالمفاهيم جميعها تصبح مقلوبة.

عالم الأنثى عالم خاص. ماذا تقصد بذلك؟
أعتبر أن اكتشاف اللغز لدى المرأة هو اكتشاف أنوثتها، وهي مهمة الرجل.
من هنا أقول إن النظرة هي الأساس في المراحل المتعددة للحب: من الإعجاب وحتى الشبق، مروراً بالعشق والإدمان.
وهذا بالضبط هو محور كتاباتي، إن كانت مقالات أو خواطر أو أشعاراً أدوِّنها ورقياً أو على الفيسبوك.

دخلت في عوالم عديدة للجمال والحب. فما هي المكنونات الداخلية لهذا الشعور الخارجي؟
إنها المعاناة الداخلية والغربة التي أشعرها عن المجتمع الذي أعيش فيه وأحبه. ولكني أختلف عنه في طريقة التفكير والنظرة الإنسانية والأخلاقية والتقدمية.
من هنا، فكتابتي عن عوالم الداخل الإنساني وعن جماليات الطبيعة والكائنات الجميلة هو ردّ فعل على التفكك الاجتماعي والعائلي على المتاهة التي يحياها أناس كثيرون ومن بينهم أنا.

لديك عدة إصدارات، فما هي؟
لي عدة إصدارات كالتالي:
الإصدار الأول هو «على ضفاف شقرائي عشقت الندى» وهو متوافر في جميع المكتبات.
والإصدار الثاني بعنوان «لؤلؤتي»، وسأقيم له حفل توقيع قريباً.
وأقتبس من كتاب «على ضفاف شقرائي عشقت الندى» ما يلي:
أشباح طيفك
يا أجمل النساء
أنا متورّط بك
حدّ الجنون
حين أحببتك..
تبرأ العقل مني
وبدأت مراسم
عشقي المجنون
تغيّرت طقوسي
تبدَّل يومي
طاردتني أشباح طيفك
في كلّ الوجوه
لست أدري هل
أني أصبحت أراك في كل الوجوه
أم كل الوجوه أصبحت أنا

حدِّثنا عن العائلة. حبّك الأكبر في الحياة؟
أنا متزوّج من فاطمة محسن ولديّ ولدان هما كيندا وحسين.
سعادتي مع هذه العائلة وحبي لها وإخلاصي التام لكل فرد منها.
وهنا أريد أن أقول قولاً من القلب إلى القلب. قلب زوجتي الحبيبة فاطمة: «أوجه لك تحية الحبّ والاحترام والتقدير أنت يا مَن تحمّلت جنون كاتب عاشق».

مسك الختام مع الحب؟
بالتأكيد. فمع حلاوة الحب تحلو الحياة. ومع روعة الغزل تزداد كل روعات الوجود. ومع العشق تمحي النقائص والعيوب.
وحبي هو متعدد الجواب فياض الأثر، فمنه ما هو للوطن والأحبة والعائلة والرفاق، ومنه ما يخص العيون ومنه ما يتعلق بالطبيعة. وجله في الأنثى والأنوثة.
أيضاً وأيضاً، يتدفق نبع الإبداع لدى المؤلف الكبير ناجي حريري، مترقرقاً كنهر الحب والغزل والجمال، من بين أصابع كاتب الكلمة الجديدة والخاطرة المفيدة، لبسملة جراح القلب هنا وسدّ عجز المجتمع هناك ووضع المشكلة الفردية أو العامة في إطارها الصحيح في كل أوان.
هو حقاً رسام في كتاباته. إذ يمزج الطبيعة كلها بالمرأة، ويحاكي بالحب كل الكائنات.
فعلى رسلك أستاذ ناجي، تحاكي أسرار الكلمات وتشاكي أوتار العاطفة الجيّاشة، وتعطينا أملاً أكيداً بتجديد الإنتاج الأدبي العربي الرفيع.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق