مكتبة الأدب العربي و العالمي
اللص جاكب (قصة مليالمية) ترجمها عبد الحفيظ الندوي
“هل تتذكرينني يا معلمتي؟”
نادى صوت من الخلف….
المعلمة بَـهَـاوانِي التي كانت تسير على جانب الطريق.
“من هذا؟ لم أفهم.”
“أرجوكِ يا معلمتي، انظري إلى وجهي جيدًا.”
“توقف عن المزاح، قل لي ما تريد. بصري ليس قويًا كما كان في الماضي.”
“ألم تتعرفي على صوتي يا معلمتي؟”
“كلا يا بني، مرّ زمن طويل، كم من جيل علمته، كيف يمكنني أتذكر الجميع؟”
“هل تتذكرين الدفعة 96؟ جعفر، فيشنو، وجاكب؟”
“كيف أنسى تلك الدفعة؟ كانت من أجمل الدفعات التي علمتها. من أنت يا بني من تلك الدفعة؟”
“هل تتذكرين جاكب، اللص الصغير في تلك الدفعة؟”
“لا تقل عنه هكذا، إنه طفل طيب، ليس لصًا.”
“ألم تشاهدي بنفسك كيف كان يسرق؟ وأنتِ من أنقذته في كل مرة.”
“نعم، أنقذته، فأنا أعرف عنه الكثير ما لا تعرفونه أنتم.”
“ماذا تعرفين عنه يا معلمتي؟”
“كان يعيش في ظروف صعبة، أسرة فقيرة لا تجد قوت يومها.”
لم تستطع المعلمة كبح دموعها وهي تتذكر جاكب.
“لا تبكي يا معلمتي، دعواتك لم تذهب سدى.”
“ماذا تقصد؟ هل رأيته بعد ذلك؟”
“نعم يا معلمتي، أنا هو ذلك اللص الصغير الذي كان يجلس في الصف الرابع ويزعجك.”
عانقت المعلمة طالبها القديم بقوة، وانساب البكاء من عينيها فرحًا.
“لماذا لم تخبرني بذلك من قبل؟”
“أردت أن أرى إن كنتِ ستتذكريني كما كنتِ دائمًا.”
“أنت تمزح، ما هي وظيفتك الآن؟”
“لست أمزح يا معلمتي، أنا الآن ضابط شرطة في هذا القسم.”
“حقًا؟ لا أصدق!”
“نعم يا معلمتي، أنا ضابط شرطة الآن. تلك الخمسة روبيات التي سرقتها من أجل شراء حلوى جعلت مني لصًا في نظر الجميع، وحلمت آنذاك أن أصبح ضابط شرطة لأثبت للجميع أنني لست كذلك.”
“الحمد لله، حقًا الإيمان بالله يعطي نتائج عظيمة.”
“نعم يا معلمتي، إيمانك بي هو ما جعلني أصل إلى ما أنا عليه الآن.”
قالت المعلمة في نفسها: “الحمد لله، لم يضع تعبي سدى.”