مكتبة الأدب العربي و العالمي

لا_تفتح_الباب_للغرباء_ليلا الجزء الثاني

قال الرجل : لقد قد قطعنا مسافة طويلة من أجل هذه الزيـارة , هلاّ تسمح لنا بالدخول بعض الوقت لنستريح قليلا و سنعود في وقت لاحق ، شعرت بالحزن عليهما فيبدو عليهما الإرهاق و لقد تأخر الوقت ، لم اتذكر تلك الجملة التي كانت ترددها امي دوما ، لا تفتح الباب للغرباء ، ادخلتهما غرفة الضيـوف ، واسرعت الى غرفتي لأتصل بأبي وأخبره بالامر.، ولكن كانت الشبكة معطلة ، قالت اختى قدم لهما الماء فيبدو متعبين من السفر ، ذهبت الى غرفة الضيوف ، لكن لم اسمع لهما اي صوت ولا حركة ولا نفس , لماذا سمحت له بالدخول ؟ لا اعرف فكم أنا أحمق , كيف نسيت كلام أمي ، كيف سأخرجهم الآن من المنزل ؟

دخلت غرفة الجلوس مع اختي الصغيرة , و قدمت لهم الماء ، قال الرجل ما اسمك ، وكان يضع يده على ذقنه وكأنه يفكر في شيء ما ، وجذبته المرأة من جديد لها لتقول له كلمات في أذنه وبعدها قال الرجل : يا بني لماذا سمحت لنا بالدخول إلى المنزل ، كنت خائف بشدة فلم استطع ان ارد عليه وهنا قال الرجل يا بني أن زوجتي تريد دخول الحمام قلت له : نعم بالتأكيد ” وقفت لادل المرأة على مكان الحمام :لكن الرجل منعني قائلا : لا يا ولدي إن زوجتي تخاف من الرجال الأجانب عنها , و إني لا أسمح لأحد بمرافقتها ، هل تسمح لأختك أن ترافقها .

نظرت نحو اختي كانت تجلس بهدوء ، يبدو عليها الخوف , قال الرجل: أتسمح أم لا ، قلت له بتوتر : الحمام على يسار الغرفة في آخر الممر ، التفتت المرأة فحدثها الرجل كلام بلغة أخرى , قامت المرأة و سارت نحو الباب , لكن مشيتها كانت غريبة جدا وكأن الرياح تدفعها نحو الباب ، مما أثـار الرعب في قلبي ، كانت المرأة تطير من فوق الأرض صرخ الرجل بصوت خشن عالي : لا تنظر إلى زوجتي ،التفت إليه بسرعة ، شعرت كأنني ارتكبت جريمة ، لكنني تفهمتى الامر فهو يغار على زوجته ، اقبلت المرأة نحونا بسرعة لا ادري كيف انتهت في تلك الثواني القليله ، همسَت للرجل من جديد بشكل مريب فقال الرجل : ان زوجتي لا تعرف كيف تفتح الباب , و إني لأرجو منك أن تسمح لأختك بالذهاب معها لتفتحه لها ” ما الذي يقوله الرجل ، فالباب عادي , وسهل الفتح نظرت نحو اختي وقلت لها ، عودي بسرعة لانني كنت حقا خائف ، تحدث الرجل إلى المرأة بكلمات أخرى غير مفهومة .

و تبعت المرأة أختي ليخرجا من الغرفة , ثم قال الرجل:” إنها أجنبية و لا تفهم اللغة العربية ، شعرت بالخوف على اختي الصغيرة ، كان كل ما أفكر به هو عودة ريم و قد شعرت بالوقت يمر سريعا ، فقمت لالحق باختي ، فصرخ الرجل قائلا : أين ستذهب ، نظرت إليه بتوتر ، ما يقول انه منزلي و أعيش فيه و لي حرية التصرف , فتجاهلته و لحقت بأختي و المرأة الغريبة : فقال الرجل بصت غريب : هل تخاف من الظلام أم من الموت أكثر ؟

نظرت برعب إلى الرجل برعب كان ينظر لي بطريقة غريبة جدا ، و لا يمكنني الهرب من شدة الخوف ، و فجأة أظلمت الدنيـا و أسودت و لم اعد ارى شيئا ابدا بعيني ، فلقد انقطعت الكهرباء ، اصطدمت بباب الغرفة ، وركضت الى حمام الضيوف قبل أن يسبقني الرجل وانا انادي اختي ، لم اسمع صوتها فتحت باب الحمام بعنف و ناديت اختي , اخذت اصرخ وانادي على اختي لم اسمع اي صوت ، ناديت : اين أنتِ يا أختي ؟

لفت انتباهي ما يحدث في غرفة الضيوف بالقرب مني سمعت صوت من الغرفة كان فحيحا ، وكانت المرأة التي ترتدي السواد تقفز على الأرض ، صعدت الدرج ، وشعرت بأنني بطيء جدا ، كنت خائف أسرعت بالصعود لأعلى ، فتحت باب السطح و أغلقته فور دخولي .

و جلست أبكي برعب لا اعرف ماذا سأفعل الآن ، وماذا تفعل المرأة والرجل وأين سأجد اختى الصغيرة ، و أين سأجد أختي ، فتلك المرأة مجنونة أو هي من الجن ، كانت الرؤية على السطح أسهل لضوء القمر ، نزلت الى شباك الحمام وفتحت الباب ونظرت الى داخل الغسالة وقلت انا اخيك لا تخافي و انطلقت نحوي تحتضنني بقوة وهي خائفه ، شعرت بالاطمئنان ولكني كنت مازلت خائف ، فنحن مازلنا في المنزل ، خرجنا من الباب الخلفي عبر السلم الخلفي للشارع ، كنت أمسك بيد اختي الصغيرة التي كانت تمشي خلفي ، تذكرت خادمتنا التي تنام على السطح .

 

يتبع الجزء الثالث والاخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق