كان في أيام جائحة كورونا وكنت حينها أتردد إليه من حين لآخر ، في يوم من الأيام تأخرت عن الموعد معه وكنت أحرص على التزام المواعيد خاصة عندما أتعامل مع أشخاص مثله.
كان أول سؤال لي عندما لقيته ” ما الذي جعلك تتأخّر !؟” الالتزام بالمواعيد من شيمة العظماء.
ولم أستطع إخفاء أي شيء عنه وكانت طبيعته أن يقول كل شيء علانية دون إخفاء.
فقلت له : تعطّلت درّاجتي
قال : لا يمكن تصليحها؟
قلت : نعم ، ولكن ……..
لَمْ يَنْبَسْ بِبِنْتٍ شَفَةٍ كأنه في الوقت نفسه أدرك الواقع على الحيقية.
( حالتي المادية حين ذاك لم تكن تسمح لي بالانفاق على تصليح الدراجة)
في صباح اليوم التالي حينما كنت جالسا في البيت إذ شعرت بوجود أشخاص أمام البيت ففتحت لهم الباب.
قبل أن أسألهم قالوا لي : نحن طلاب الشيخ أبوبكر الثقافي ، جئنا بحاملة السيارات كي نأخذ معنا دراجتكم إلى الورشة.
نظرت إليهم باستغراب وسألتهم لماذا جئتموني بدون إشعار ؟
فما كان جوابهم إلا أن قالوا ” هكذا أُمِرنا، وما لنا إلا أن نطيعه في أمره”
ذهبوا بدراجتي إلى الورشة
وما هي إلا ساعات حتى جاءتني رسالة عبر الواتساب تقول ” الأستاذ أبوبكر الثقافي قام بدفع الفاتورة، ستكون الدراجة جاهزة للاستعمال عن قريب، تروح إلى الورشة وتأخذ دراجتك مباشرة ”
هذا الموقف لن أنساه ما حييت وكلما أتذكره أشعر بالخجل
رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته ورحمنا معه