شعر وشعراء
مَنْ نحْنُ / أسامة مصاروة
حتى الرَّضيعُ عِنْدَهمْ يَكْذِبُ
يبْكي وَمِثْلُ أمِّهِ يَنْدُبُ
وَيْلَكَ تبْكي دوَنما حاجَةٍ
غِبْ مثْلَما أهْلُكَ قدْ غُيِّبوا
أُمَّكَ قد قَتَلْتُها ما بِكَ
لسْتَ بحاجَةٍ لَها وَيْلَكَ
كيْ لا تكونَ في غَدٍ قاتِلًا
مُتْ مِثْلَ أطْفالٍ قَضَوْا قبْلَكَ
كمْ قَذِرٌ أنتَ وَكمْ نَتِنُ
وأنتَ أيْضًا مثْلُهُمْ عَفِنٌ
انْظُرْ إلى الْبَوْلِ على الْحُصَرِ
بَلِ اكْتَسى مِنْ قبْلِها الْبَدَنُ
تبًا أتسْتَخْدِمُهُ سِلاحا
وما غدا البوْلُ هنا مُباحا
الْغازُ أيْضًا مثْلُهُ قاتِلٌ
لكنَّهُ كانَ لنا مُتاحا
سوْفَ تموتُ سَريعًا جائِعا
فالْجوعُ ما زالَ هُنا شائِعا
لِمَ الرَّصاصُ والْبَديلُ مَعي
فالْجوعُ يبدو دائِمًا لاذِعا
أحْسَنتَ صُنْعًا قالَ مَنْ قادَهُمْ
فَلْيُقْتَلِ الأَهْلُ وَأَوْلادُهُمْ
وَلْيُذبَحِ الرَّضيعُ في مَهْدِهِ
وَلْتُقْذَفَنْ للْوَحْشِ أَجْسادُهُمْ
توقَّفَ الْبُكاءُ في لَحْظَةِ
لَحْظَةِ حِقْدٍ غِلّةٍ فَظَّةِ
فالآخرونَ عيْشُهمْ موْتُهُمْ
سِيّانِ ما بِالأمْرِ مِنْ غِلْظَةِ
الصِدْقُ لا ينْفَعُ مَنْ يًصدُقُ
والْعَدْلُ أخْرسٌ ولا يَنطقُ
والْحَقُّ لا يشْفَعُ للْواهِنِ
إنَّ الصُّراخَ طبْعُ مَنْ يَنْعَقُ
نَكْذِبُ والْغَرْبُ يُصّدِّقُنا
وَنَفْتري والْغَرْبُ يَعْشَقُنا
وأنْتُمُ الأَعْرابُ خُدامُهُ
خُدّامُ مَنْ للْقَتْلِ يَسْبِقُنا
إِلهُنا الأقْوى وَحُكّامُكُمْ
خُدّامُنا والْكُلُّ ظُلّامُكُمْ
فَهُمْ على أمْلاكِهِمْ أحْرَصُ
هِيَ الْأَهَمُّ ليْسَ إسلامُكُمْ
وَلْتَعْلَموا يا أَيُّها العَرَبُ
مهما عَلَتْ وَضجَّتِ الْخُطَبُ
نحْنُ لا قانونَ يَرْدَعُنا
ولا مواثيق ولا أدَبٌ
يُضْحِكُنا للْغَيْرِ تشْكونَنا
وَلِلسَّلامِ الْمُرِّ تَدْعونَنا
هَلِ الْغباءُ قد أحاطَ بِكمْ
حتى لهذا السِلْمِ ترْجونَنا
إنَّ السَّلامَ شَرُّ أعدائِنا
مُنّْذُ وُجودِنا وَإنْشائِنا
ففي السَّلامِ موتُ أحلامِنا
أطماعِنا حتى وَأَهْوائِنا
ليْسَ خَفِيًا لا سلامَ لنا
مَعِ الشُّعوبِ فِعلًا حوْلَنا
حكامُهُمْ عبيدُنا وَيْلَهُمْ
إنْ فكَّروا أَنْ يُنْكِروا صوْلَنا
حكامُكُمْ نَحْمي عُروشَهُمُ
حتى يُخَزِّنوا جيوشَهُمُ
تِلْكَ الَّتي لِقَتْلِكُمْ تَخْرُجُ
حينَ تثورُ وُحوشَهُمُ
ثُمَّ حُدودُنا مُؤَقّتَةُ
مِثْلَ نوايانا مُبَيَّتَةُ
غيْرُ السَّلامِ لا يُحَدِّدُها
حَدٌ إذِ الْقُلوبُ ميِّتَةُ
معْ أنّنا لا شيءَ نكْتُمُهُ
وَكلَّ ما للْعُرْبِ نَعْلَمُهُ
لكِنَّما الْحُكْمُ كعادَتِهِ
لا قتْلَ أوْ تهْجيرَ يُؤْلِمُهُ
د. أسامه مصاروه