الرئيسية

عــام الفيــل من شعر العلاّمة الشيخ محمد صالح فرفور ( رحمه الله تعالى )

يـا راعـي  السود ِ قد خابت أمانـيـــه

و راكـب الفيل يطوي البـيد في تيه

لا تـعـجلـنَّ و أنـظــــرنــــا فـنـتحـفـكُـــــم

مـــــــا تشـتهـون َ و دَع بـيتـا ً لأهليــــــه
سـقتـــم جـمـالـي و مــا بيني و بينكـم

 ثـــأر ، و لا لكــــــــم ديـــن فنـــقضيــــــه
إن شـئـتــم ُ زهــرة َ الأمــوال نَـنقـدُهــــا

فـالـبـيت ُ بالـروح لا بـالمـــال نفـديـــــــه
فاسـتكبر الفِدم وازورت مشافـــره

وقد  بــدا مـنـه مــــا قد كان يخــفيـــــــه
لو جـئتني شـافـعا ً في بيت عِـز ِكـــُم ُ

 لكـنــت أعـطيت ُ مـا قد كنت تبـغيـــــــــه
أجــبـتــَــه ُ غيــر هـيــّـاب ولا وَجِـــــــــل ٍ

 ولـــم تخَـف ســَـورة َالملـك و أهـليـــــــه
إنــي أنـــا رب ُّ آبــــــال ٍ مُســَومــــة

 وإن للـبـيــت ربـــّا ســوف يـحـميـــــــــه ِ
فـرد ّ لـي إبـلــي إن كنت َ ذا نَصَــف

 فــالـجَـور يُـهلـك مـن يـرعــى مـراعيــــــه 

بـاتـت قريـش علـى ضَيــم ٍ يُـؤرّقُـهــــــا

 وعــزُّهــم كــــاد أن تـُقضــى لياليـــــــــه
سـيقذَف البـيت ُ في قـاع البحار ضُحــى

  ويـصـبــح ُ الـمجــد لا بـيــت فـيُـؤويـــــــه
مـَن مـنبـئ السـادة الأمـجاد مجدهـــــم

 أن الأعـــاجم عـــاثــت في ضـواحـيــــــــه
مـن مُنـبـــِىءُ الـعرب الأقـحــــاح عزّهـــم

 أمـســى و قــد عـبـثـت فيــه أعــاديــــــه
إن لــم تـكـن هـمّــة ُ الأقــوام مـجدَهـــُم

 بـــاتــت علـى الهـُون ترعى في مغانيــه
والـحــر َّ يـأنـف ذُلاّ ً قـد يَـحِيــــق بــــــــه

 وراضـع ُ الضَّـيـم يشــدو فـي أغانيـه
فانـظــر إلـيـه وفـد فـاضـت مـحـاجِــرُه

هـتّــان دمــع ٍ ســكــوب ٍ بـيـن خـدّيــــــه
يـكفكــف الدمـع َ و التـَّهـطــال ُ يغـلبــــــه

  والـقلـب ُ في وَجَب ٍ مـمّا يقاسيـه
يُـقَـلَّب ُ الطَرف و الزفرات (11) في صُعـد ٍ

 وفـي الفـؤاد ضِــرام ُ الــــذّل يــُوريـــــــــه
مــدامـــع ُ سُكـبـت أشــــواق َ مـحـتــرق

 ولــوعــة في الحشـا تُذكـي اللّظى فيـه
فأَرتجَ (12)الباب َ و العينان ِ قد هَمَتـــَا

وسـلََّـم الأمـــر َ للــدَّيــــّان يـقـضـيــــــــه
لا هــمّ بـيـتـــك فـــامـنعـــه و أنـت لــــــه

 والمــرء يــمـنـع بــيـتـــا ساكـنــا فيـــــــه
لا هـمّ لــم يـَـبـق جـــار يُستجـار بــــــــه

 َ يـــا قـــاهـــر َ الطـغيـــان ِ ماحيــــــه
ربّـــَاه ُ نـفحـة َ فضـل ٍ منـــك زاكـيـــــــــة ً  تُـحيـط في مـكـرهـــم رَغمـــا فـتـُرديــــــه
أصغـَى لـصـوت هـتــاف في جــوارحــــــه  كـأنـمــــا الحــق ُ في وحـي يـنــاجـيـــــه
جــدَّ الـنّبـي فـلا تـحــزن فـــإنـــك فــــــي  عـنـايـــة الله مــــا دامـــت رواســيــــــــــه
جــدَّ الـنبـي فـــلا تـخـشَ الـعِــــــداة و إن  تــضــافـــروا ، فـــأنـــا للـبيــت أكـفـيـــــــه
مـهــلا هَـدَادَيـك َ (14) إني سـوف آخذُهـم

 أخـذ َ الـقـديـر إذا عـــــزّت مــواضيـــــــــــه
تبكـي على البيت أن تدرس معالِمُـهُ

 وبـيـتُـنـــا نـحـــن أولـــى مـنكـم ُ فيــــــه
كادوا وكـدنا و قد صافت  سهامُهــم

 هـَمُّـوا بـمـــا لـــم يـكـــن مـولاك َ قاضيــه
فــعـــاد كيـدهُــمُ يسـعـى لنـحـرِهُــــــــمُ

 ومـكـــرُهُــم لـم يَـحِـق إلا بـــأهـلـيـــــــه
كـم ظـالــم ٍ ظـالــم ٍ أورثـتـــُهُ هُلـُكـــــــــا

 وغــاشــم ٍ غــاشــم ٍ خـابت أمانيـــــــه
مـَن يــركَــب ِ الجَـور في إرضـاء شهـوتــه  فـــالجَـور مهمـا طغـى يــومـا ً ســيُرديــه
فانظـر إليهم وقد شَـالت  نعـامتُهُــم  على الـتـراب و سـاقي المـوت يَسقيـــه
أضحوا هَشِيما وقد باتوا على أَشَر

والـريـحُ في مـَهمَهِ البـيداءِ تُذريــــه
ألــم يَــرَوا حـــرمــا أَمـنـا ً تـطـوف بـــــــــه   قــبـائـــل ُ العُـربِ سـعـيـــا ً في نواحيــــه
ولـــو بـغــى جبــل يــومـا على جبــــــــل

 لَــدُكَّ ذو الـبغـــي مــن جــور أعـاليــــــــه
مصـارعَ السُّـــوء لا نــلـتـم مــآربَكُـــــــــم

 ولا رعــــاكــم إلــــهُ الـعـرش بــاريــــــــــه
فـي ذلــكَ العـــامِ عـــامِ الفيـل قد بَزَغَت

 شمـسُ المعـارف ضــاءت في ديـاجيـــــه
يـــا مُـنـقِـذَ الـخـلق مـن ليـلاء َ قاتـمــــة ٍ

  ورحـمــة َ الـكـــون ِ مـن ظلم ٍ و هاديـــه
عـــار علـى مِقولي من بـعد مدحِكُــــــمُ

 أن يـجـتـنـي نـفعَــه ملـك بأهــلـيــــــــــه
أصفيـتـك َ المدح َ طـــه ما حيـيـــت ُ و إن

 أقـضــي فـــإن عـظـامي سـوف َ تُصفيــه

شرح المفردات :

1- المراد به : أبرهة الحبشي
2- الصحارى والفلاة
3- في تكبر
4- الغليظ الأحمق الجافي
5- مالت شفتاه ً
6- ترعى . من السوم المقفر
7- ذا عدل
8- الظلم والانتقاص
9- دمعت عيونه
10- في خفق و اضطراب
11- في تنفس طويل
12- أغلق
13- صّبتا دموعهما
14- بمعنى مهلا ً
15- أن تعفو و تنطمس و تذهب معالمه
16- خرجت عن هدفها
17- تفرقت كلمتهم و ذهب عزهم
18- الهشيم : النبات اليابس المتكسر
19- المَرَح و البَطَر
20- المهمة : المفازة البعيدة و البلد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق