مقالات

قراءة في كتاب القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم، دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة (19)

بقلم: د. محمّد طلال بدران -مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلاميّة

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
* العهد القديم (8)
– الرواية الأولى عن الخلق
تحدثنا عن الآيتان الأولى والثانية من الإصحاح الأول وذكرنا أنهما حملتا الخطأ والغلط وختم بوكاي قوله فيهما بقوله: ” إنّ القول بوجود الماء في تلك المرحلة غلط” (ص: 44)
– وأما الآيات من: (3 الى 5) فتقول: “ليكون نور فكان النور، ورأى الله النور حسن، وفصل بين النور والظلمات، ودعا الله النور نهارًا والظلمات ليلًا، وكان مساء وكان صباح اليوم الأول.”
وأما تعقيب بوكاي على هذا النّص فبقوله: أن الضوء الذي يقطع الكون هو نتيجة ردود أفعالٍ معقدة تحدث في النجوم.. ولكن النجوم حسب قول التوراة، لم تكن قد تشكلت بعد في هذه المرحلة، حيث أن أنوار السموات لا تُذكر في سفر التكوين إلا في الآية: (14) باعتبارها مما خلق الله في اليوم الرابع” ليفصل بين النهار والليل، ولينير الأرض” وذلك صحيح تمامًا، ولكن من غير المنطقي أن تذكر النتيجة الفعلية (أي النور) في اليوم الأول على حين تذكر وسيلة إنتاج هذا النور، أي “المنيرة” في اليوم الرابع، يضاف إلى ذلك أن وضع الليل والنهار في اليوم الأول هو أمر مجازيّ صرف: فالليل والنهار باعتبارهما عنصران ليوم غير معقولين إلا بعد وجود الأرض ودورانها تحت ضوء نجمِها الخاص بها أي الشمس.
وهكذا يفند نصًا نصًا في هذا الإصحاح ويبين ما فيه من أخطاء تتعارض مع أبسط ما توصل إليه العلم في العصر الحديث، لا بل قل أن نفس النصوص متعارضة فيما بينها وقد وصل بوكاي في تفنيد هذه النصوص حتى النّص؛ -أو إن صح التعبير: -الآية-: (34)… هذا فيما يتعلق بالرواية الأولى.
* أما الرواية الثانية
فتحمل أخطاءً وتناقضات بين حقيقة الخلق فيما حوته من مضمون النص حيث أنها تتحدث عن خلق الإنسان وخلق النبات وتقع في: (الإصحاح 2، الآية: 4 الى 7) ويعقب بوكاي حول ما حواه هذا النص بقوله: ” زرع الله بستانًا في نفس الوقت الذي خلق فيه الإنسان، وهكذا يظهر علم النبات في نفس ظهور الإنسان على الأرض، وهذا عِلميًا خطأ، فقد ظهر الإنسان على الأرض حين كانت الأرض منذ زمنٍ بعيد حاملة للنباتات.” هذه المادة في صفحة الكتاب رقم: (49)
– وأما في مقالة الغد بمشيئة الله تعالى فسوف نتناول تاريخ خلق العالم وتاريخ ظهور الإنسان على الأرض.. فانتظرونا في موعدنا المتجدد -بمشيئة الله تعالى- بارك الله فيكم.
– مقالة رقم: (1608)
12. ذو القعدة. 1445 هـ
صباحكم طيب، ونهاركم سعيد
باحترام: د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق