مكتبة الأدب العربي و العالمي
علاقة الزير سالم بزوجة أخيه وابنة عمه الجليلة
كانت الجليلة في بداية حياتها مع ابن عمها وزوجها كليب تتعامل بشكل عادي مع أخيه الزير سالم حتى جاء اليوم الذي أخبرها أخوتها وعلى رأسهم أخوها جساس بأنهم ضربوا الرمل (وهذا كان يفعله العرب ليعرفوا الغيب والطالع) وأنه من خلال العرافين أخبروهم أن الزير سالم سيعلو شأنه أكثر بكثير مما يتصورون وسيصبح خطرًا عليهم، فما كان منهم إلا أن أجمعوا على قتله قبل أن يحدث هذا الأمر.
طلبت الجليلة من اخوتها أن يتركوا الأمر إليها وهي ستفعل ما يجب فعله، وفعلًا بدأت تكيد للزير سالم المكائد وتشي به لأخيه كليب حتى توغل الحقد والكراهية في قلبه تجاه أخيه الزير سالم.
في البداية لم يفعل كليب أي شيء لكنها أصرت على أن الزير سالم قد حاول معها أن يفعل الحرام فاشتد غيظ كليب وطلب منها أن تترك الأمر إليه.
أحس الزير سالم بما تكنه له زوجة أخيه الجليلة ولكنه لم يُبد إي فعل وكان في كل مرة تحاول أن ترمي به عن طريق كليب إلى التهلكة ولكنه كان ينجو بفروسيته وشجاعته.
حيث كان كليب يريد أن يتخلص من أخيه دون أن يعرف أحد من قاتله فمرة كان يرسله ليأتي للجليلة بحليب اللبوة، وفعلًا يرجع وهو يحمل رأس اللبوة والأسد وجارًا وراءه أشبال اللبوة مع قربة من حليب هذه اللبوة تحت دهشة القبيلة واعجابها بشجاعته مع أنها طلبت منه أن يذهب بدون سيفه فهو كما كانت تقول الفارس المغوار الذي تهابه الأسود، ولم يحمل معه سوى القربة التي سيضع فيها الحليب مع حماره وسكينًا صغيرًا.
وفي مرة أخرى أرسله كليب ليذهب لإحضار ماء له من بئر السباع حيث ادعى بأنه مريض ولا يشفى إلى إذا شرب من ماء بئر السباع، ويعود الزير سالم حاملًا معه الماء تحت دهشة وغيظ الجليلة.
بمعنى آخر لم تستطع الجليلة بكل أساليبها أن توغل قلب أخيه عليه لأن كليب عرف كيف أن أخيه يحبه كثيرًا وأن هذا كله من كرهها له فقط.