مقالات
إبليس قائد جيش الشياطين عدوٍ لنا مارس العنصرية في أقبح صورها ، علَّنا نأخذ الحِذرَ، ونتدبر الأمرَ.
الدكتور الطيب أبو سن
إبليس قائد جيش الشياطين قد أخذ موقفاً ، وتبنَّى مبدءاً ، فإبْلاسُه كما تعني الكلمة هو اليأس المطلق من رحمة الله، واتصافه بصفة الشيطان الذي يحمل معنى الشطن وهو الإبعاد والطرد من الرحمة ،هذه الصفات هي التي شكَّلت سلوكه مع الإنسان وأنشأت في دواخله العداوة المبنية على العنصرية- هذا الداء الذي يقوِّض بنيان الأمم، فهو من نار والإنسان من طين. موقفه هو التعالي وتبني نظرة الدُّونية للإنسان، والمبدأ هو الإغواء لهذا الإنسان الضعيف بأن يسلِّط عليه أولياءه ويصوِّرُهم أمامه بصور النَّاصحين والآمرين النَّاهين، وهنا تجدر الإشارة إلى تبيان معنى الآية التي تشير إلى أن الشيطان يخوِّفُ أولياءه ، فقد فهمها كثيرٌ من الناس فهماً يجانب الصواب، فهي تعني أن إبليس يخوِّفُ الإنسان عصيان توجيهات جنوده ويشير إلى خطورة ذلك العصيان.
ومن منطلق التعالي يواصل إبليس رحلته مع الإنسان وهو على يقين بأنه وبمساعدة أوليائه يستطيع إغواء الإنسان دون عناء بل بجُهْدٍ ضئيل بلا جَهْدٍ ولا تعب.
إن إبليس وجنوده يدركون خُطَى مسارهم مع الإنسان إدراكاً كاملاٌ ويعلمون مع مَنْ مِنْ الناس يتعاملون؛ وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ عباد الله( المُخْلَصين) لا مجال إلى غوايتهم لأن الله تعالى قد أخلصهم لنفسه. إن مجال إبليس وجنوده هو مجال ( المُخْلِصين) لإثنائهم عن إخلاصهم ، أما ( المُخْلَصين) وهم اختيار الله فلا مجال لاعتراض مسارهم، ولعل عمق مفهوم هذه الكلمة في سياق الآية قد غاب عن كثير من الناس.