ثقافه وفكر حر
من يكتب تاريخ الرعشات – بقلم الشاعر صالح احمد
[من ديواني: “مدن المواجع” اخترت لكم هذه النثرية… تشرفني آراؤكم.]
#
مَن يَكتُبُ تاريخَ الرّعَشاتِ
///
تَصحو عَينٌ، لِتَرقُبَ أُختَها…
والغَيمُ الأسوَدُ يَفرِضُ نَفسَهُ شَبَحًا مَألوفًا..
في الأفقِ تَتَدَلّى خِرَقٌ بَيضاءُ …
وأنا الجسدُ.
##
مِن أَينَ للأُمنِيَةِ المرجومَةِ بِأَوجاعِها أَن تَشتَهيَ الفَرَحَ؟
تِلكَ الخيوطُ تَصيرُ سِلسِلَةً …
وأنا الذّراعُ.
ومَسالِكي السَّبعونَ تَختِمُها زَوايا وانحناءاتٌ…
أمّي أراها عِندَ كُلِّ مُنحَنى…
تَشُدُّني …
وَتَصُدُّ عَنّي الهاوِيَةَ !!
##
قَد كانَ لي مَعشوقَةٌ…
وذاتَ شَفَقٍ… كانَ مِن لَونِ اشتِياقي…
والزَّمَنُ يَهبِطُ بي بَعيدًا عَن مَداراتي …
يَتَفَجَّرُ الوَلَهُ القَديمُ بِداخِلي …
غابَتْ!!
وغَدَتْ المداخِلُ ما أُسمّيهِ انفِجاراتُ الحِكايَةِ .
##
يا عَذاباتِ السِّنينَ …
أرحَلُ مِن حُبٍّ أُشَيِّعُهُ …
إلى حُبٍّ يُشَيِّعُني!!
وفي دَمي …
يَتَفَجَّرُ الحبُّ الّذي لَملَمتُ نَفسي فيهِ..
وعَشِقتُ الشَّفَقَ.
##
آهِ يا أسرارَ أُمنِيَتي !
لماذا لا يَحُجُّ إِليكِ أَنقِياءُ القُلوبِ في عيدِ الوَجَعِ ؟!!
##
تَتَغيَّرُ مَلامِحُ قَلَقي..
تَنثُرُني زَبَدًا في مَوجٍ، يَحفَظُني لُغَةً لِحَرارَةِ اللَّحَظاتِ..
يَجعَلُني أَقرَبُ مِن حُبٍّ دَهرِيِّ الموجاتِ.
بِيَدَيَّ نَثَرتُ جَدائِلَهُ؛أشباحَ رُؤايَ ،
وكَتَبتُ فَصيلَةَ دَمعَتِهِ فَوقَ الطُّرُقاتِ .
##
آهِ يا أسرارَ أُمنِيَتي !
يَندَفِعُ الوَجَعُ الميّتُ بي عيدًا، يَشتاقُ إلى فَرَحٍ !
والحزنُ يُزَيِّنُ لَهفَتَنا كَجفونِ العينِ .
هَل يَكتُبُ لَونُ الموتِ الصارخِ فينا تاريخَ الرّعَشاتِ ؟
##
حَسبُكَ يا حُبُّ تُؤَرجِحُني …
والبُعدُ صَدايَ.
وتُفَجِّرُ بي شَوقَ جَحيمي…
وَعِناقَ الشَّفَقِ الْمُتَسارِعِ…
لِحُدودِ سُدايَ.
##
آهِ يا أسرارَ أُمنِيَتي !
لماذا يُقيمُ لَدَيكِ صَدى أنّاتِ مَواجِعِنا ..
وَتَشُدُّنا جَدائِلُ النّارِ إلى صَهَواتِ أيّامِنا..
غَيمًا طَهورًا يَبحَثُ عَن أَرضٍ..
في رَحِمِها مُتَّسَعٌ لِحُبَيباتِ نَمائِنا ؟!!!
….. صالح أحمد (كناعنة) …..