مقالات
( قلبي … فلسطين )
همسة سماء الثقافه . بقلم / عبد الرحمن الكرد ناشط مجتمعي
القلوب النابضة بالحب لا يحدها جغرافيا وليس لها جدار ولا دين أو جنس أو عرق ولكن يحكمها خيط رفيع هو التواصل الإنساني ؛ هؤلاء الذين رفضوا الظلم وآمنوا بالعدل والأمن والمساواة لكل أبناء البشر بدون تمييز ، حتى إذا ذاك الإيمان كلفهم حياتهم غير عابئين بسادة الذل والاستعباد الذين وجدوا ملذاتهم وطيب عيشهم على جماجم وأنقاض الأرواح البشرية ليحققوا انتصارهم المزعوم ويتوجوا بصولجان نسج من آهات وأنات الموجوعين . هؤلاء النفر من البشر وهبوا أنفسهم لخدمة الإنسانية ، فغدت أرواحهم نسيم ونهر رقراق يعطي ويمنح بدون مقابل …. فالصحفي السويدي ( دونالد بوستروم) لا يمت صلة لحضارتنا أو ثقافتنا أو له رابط ديني من قريب أو بعيد إنما هو وجد بالعدل والمساواة والذود عن المساكين ضالته التي تشبث بها ، فترك جنته وحياته الراغدة في المجتمع الأوروبي والتصق مناصراً لقضيتنا الفلسطينية ؛ فكان أولى لقاءاته مع الزعيم الراحل أبو عمار في تونس فآمن بهذا الرجل وانتصر لقضيته وتوالت مقالاته الصحفية وتقاريره عن القضية الفلسطينية ؛ وقام بزيارة الأراضي المحتلة فصدم بما لاقاه من ظلم وجور يقع من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي وممارسات الغير إنسانية ؛ فراح يكشف معاناة الشعب الفلسطيني ويسلط الضوء على القمع والتجبر ويفضح زيف إدعاءات الكيان الصهيوني بأنه مجتمع متحضر ومتمدن ويباهي بالمحافل الدولية بوقوفه رأس حربة للدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان . بطلنا الصحفي السويدي كلما أطبقوا الخناق عليه وزادوا من مضايقاته كان يزداد رسوخاً وإيماناً بأن هناك شعب يتوق للحرية ومقاومته للكيان الصهيوني ليس إرهاباً إنما للدفاع عن أرضه وحقوقه المسلوبة ؛ وأن المجتمع الدولي متواطئ ومتآمر ويكيل بمكيالين . وكانت من القضايا التي أحدثت أزمة بين دولة الكيان الصهيوني والبلد الأم للصحفي السويد هو ما كشفه من قضية المتاجرة بالأعضاء البشرية ، حيث تقوم سلطات الاحتلال الصهيوني بقتل الفلسطينيين وسرقة أعضاءهم ، وقام بكتابة عشرات المقالات والتقارير حول ذل الموضوع الذي أحدث ضجة وصدى على المستوى العالمي . فارسنا دونالد شُنت عليه حروب عشواء ومضايقات ومنعه وكثير من الأحيان توقيفه بالساعات الطوال أمام الحواجز العسكرية الممتدة والملتفة على مدن وقرى الضفة الغربية ومداخل القدس الشريف ، كذلك قام جيش الاحتلال الاعتداء عليه بالضرب وأنه ما زال يتعالج من الربو أثر قذفه بقنابل الغاز المسممة …. كثيراً قضوا على مذبح قضيتنا فمنهم على سبيل الذكر المتضامنة الأمريكية ( ريتشال كوري ) التي أضاء دمها على أسنان جرافات الكيان الصهيوني برفح وعشرات المتضامنين الذين اعتقلوا واضطهدوا ورحلوا لمواقفهم . فدعونا نقف تحية اعتزاز وافتخار لهذه النخبة الإنسانية التي أضاءت سجل البشرية …. ما أحوجنا نحن الفلسطينيين المنتمين لهذا الوطن أن يكون عندنا إيمان وانتماء حقيقي بعدالة قضيتنا ، ونبعد عن الحسابات الشخصية والفئوية المقيتة ونلتف حول قضيتنا ونلم شملنا ونتوحد تحت راية الوطن ؛ لنعيد قضيتنا إلى الصدارة وزخمها الإقليمي والدولي حتى نكسب تأييد أنصار البشرية ورافعي لواء الحق والعدل والمساواة لكل الأجناس البشرية بغض النظر عن الدين والعرق والقومية حتى نعيد حقنا المسلوب ونقيم دولتنا الفلسطينية العتيدة وعاصمتها القدس الشريف