الرئيسيةثقافه وفكر حرمنظمة همسة سماء

لغتنا العربية. أجمل اللغات ولا ينقص من قيمتها التجديد

فاطمة ابوواصل اغبارية

يقال : “إن اللغة التي تتعلّق بقديمِها تعلُّق الرضيع بأمه، هي لغةٌ كُتب عليها الضَّعف .”
لذا فإن الإصرار على استعمال لفظ قديمٍ غير مستعمَل أو نادر الاستعمال، يؤدي إلى تغريب اللغة، أي جعلها غريبةً حتى بين أهلها.
واللغة العربية -منذ كانت- تسمح بدخول الألفاظ غير العربية فيها، فمنها ما يُعرَّب على صيغ الكلمات العربية، ومنها ما يبقى بلفظه الأجنبي. وإنك لَتتعجّب من إصرار البعض على إيجاد مقابل عربي لكل مصطلَح أجنبي، ولو كان هذا المصطلح مخترَعًا حديثًا لم يمرّ على العرب، في حين أن العربية مليئة بالكلمات التي استقبَلَتها برحابة صدر وسعة أفق تتميّز بهما العربية على كثير من العرب، ناهيك بتميُّزها بهما على كثير من “العلماء”.
لك أن تتأمّل الكلمات الواردة في المعاجم العربية، مثل “الزبرجد” و”الفرزدق” و”الإستبرق”، التي تقول لك إن كثيرًا من الكلمات التي استعملها العرب منذ بضعة عشر قرنًا والتي ورد بعضها في القرآن الكريم، تتكوّن أصولها من أكثر من أربعة أحرُف، وهو أقصى عدد من الأحرُف قد يكون لأصلٍ عربيّ.
الكلمات ما هي إلا ثمار شجرة اللغة اليانعة، وكم من ثَمَرةٍ نبتَت ونضِجَت وازداد نضجُها، ثم فسدت فجفّت وسقطت عن غصنها، ولكن تبقى جذور الشجرة هي الأصل، وجذور شجرة اللغة هي قواعدها، التي مهما دخلت عليها كلمات أجنبيَّة هضمَتها وطوَّعَتها لمنطقها وقوانينها، فتبقى بذلك اللغة طيِّعةً للسان مطوِّعةً للكلمات.
إن استعمال مرادفات عربية لكل جديدٍ أجنبيّ؛ لقد ظهَر على ظهْر البسيطة التليفون والموبايل فون والسيليولار وغيرها من المخترَعات المتشابهة المختلفة، ونحن سمّينا كل ذلك “هاتفًا” أو “مِسَرّة”، على الرغم من أن الهاتف من الهُتاف، وهو رفع الصوت، والمِسرّة من “الإسرار”، وهو خفض الصوت.
اللغة أكبر من أن ندافع عن حياضها بتَكَلُّف ألفاظٍ واقتراف معانٍ في غير موضعها، اللغة قواعد راسخة لا تتغيّر، وكلمات تُولَد وتموت ويولد غيرها ويموت…

عن ال نحو والصرف
=======

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق