مقالات

مقابر الانجليز في غزة .. وراحة الأموات / ناهض زقوت

المقبرة التي في الصورة خلفي هي مقبرة أموات الانجليز في الحرب العالمية الأولى والثانية، ومقامة عند مدخل الزوايدة الشرقي على مساحة لا تقل عن 20 دونما، هي ليست مقبرة فقط، بل منتزه وحديقة ومزار للسياح، وهي أرض تابعة لقطاع غزة، ولكن ملكيتها لأموات الانجليز، فالارض هبة من أهل غزة الكرام، والحكومة الانجليزية مخصصة حارس فلسطيني براتب شهري لرعاية المقبرة وحمايتها، والسهر على راحة الأموات.
وهناك مقبرة أخرى لأموات الانجليز في حي التفاح بمدينة غزة، تخضع لنفس الشروط وحارسها فلسطيني. في عدوان 2009 تعرضت المقبرة للقصف الاسرائيلي، فدفعت اسرائيل تعويضا عن الاضرار مبلغا كبيرا من الدولارات لترميم شواهد القبور التي سقطت.
تلك المقابر جنة الانجليز في غزة مزروعة بأشجار صيفية وأخرى شتوية، فتبقى المقبرة خضراء وجميلة طوال العام، والطرق المؤدية إليها مرصوفة وتحيطها الأزهار والورود والرياحين، تشعر وأنت داخل إليها أنك ذاهب لمقابلة حوريات الجنة، وليس أموات النار.
ولكن كبيرة بعرض سور المقبرة:
هل يجرؤ أحد على الاقتراب منها غير للزيارة، وتذكر مجد الانجليز في بلادنا؟!.
وهل يجرؤ أحد على تدنيسها، فلولا الخجل ستقلع حذائك عند الباب؟.
وهل يجرؤ أحد على الاقتراب من قبورها، تلك عظمة الخوف من الانجليز حتى في موتاهم؟.
وهل يجرؤ فلسطيني مهما كانت منزلته، ومهما علت مكانته أن يدفن أحد موتاه في المقبرة، رغم أنها تضم أموات من المسلمين الذين كانوا جنودا مع الانجليز.
أهل غزة يعرفون حدودهم، ويحرصون على عدم زعل السيد الانجليزي. لهذا يقفون أمام القبور خاشعين مؤدبين، ولا يجرؤوا على قطف وردة تزين قبر السيد الانجليزي!!.
إنهم أموات الانجليز يا سادة.
غزة: 30/9/2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق