فلسطين تراث وحضاره
قدسية المنديل هو بمثابة بلسم العشاق. / بقلم مدونة التراث ازدهار عبد الحليم
تحرر الانسان من غسيل المناديل القماشيه والمستخدمه في كافة مرافق حياته اليوميه،
وانتشر استخدام المناديل الورقيه على نطاق واسع في أرجاء العالم. واستخدام هذه المناديل اعتدنا عليها وواكبت حياتنا ، ولم نتخيل الحياة بدونها اذ انها انتشرت في كل ارجاء العالم ،وصارت من احتياجاتنا الاساسيه في حياة الانسان العصري. وساهمت في تخفيض انتشار الامراض والفيروسات .
ولكن بعد استعمالها لا ذكرى لها. لأنها مجرد شيء يذوب بالماء أو يلقى في سلة المهملات بعد استخدامه.
أما المناديل القماشيه لها قدسيتها وطابعها الخاص. وذكريات راسخه في أذهاننا ولها طقوس عديده على مر الزمان . كانت تستخدم لتشابك الايدي وقت عقد القران للزواج
واستخدمت لمسح الدموع وقت الجنازات والحزن
واستخدمت للتلويح عند الوداع
وللرويس اثناء الدبكه في الاعراس
ولمسح عرق الفلاح وقت الحصيد
وبدلة الرجال كانت تتوج بالجيب العلوي من الستره .
والسر الجميل والاجمل للسيده ام كلثوم كانت تحمل المنديل أثناء صعودها للمسرح واعتادت على مسك ال منديل بكل اغانيها واللذي اهداها المنديل والدها . مره من ذات المرات سألوها عن سبب استخدامها للمنديل . اجابت بكل تواضع انها كانت تشعر بالتوتر والقلق وبرودة اطراف اصابعها وبمسكة المنديل كانت تشعر بالدفء والطمأنينه.
تلك القطعه المربعه الصغيره جسدت قداسة المعنى الرومانسي المعبر عن معنى الحب للوفاء الحقيقي والاخلاص لزماننا الاصيل التي تلائم مجتمعنا والتي تحمل قيما` عظيمه . واحساسا` نادرا` في زمن عبر ومضى .
وبتنا نستمع الى مثل هذه الذكريات وكأنها قصص خياليه .
والسؤال يدور ؟؟ حول امكانيه ان يعود المنديل كما كان في سابق عهده؟؟
أكيد لا من الصعب أن تعود هذه الفتره والمنديل له احساس خاص ،
والتكنولوجيا قد أحدثت تغييرا` في نفوس واحساس الناس
ولكن سيبقى ذكرى طييبه للمنديل وله قدسيته .وصفحة المنديل ما زالت عالقه ما بين ان تطوى أو تبقى مفتوحه .وما بين الطي والبقاء هناك احساس حقيقي وعشق غالي لكل شيء مضى بطقوسنا وأغانينا وافراحنا وأحزاننا
المنديل كان متواجد وله قيمته وسيبقى مقدس لمن حمله ورقص وغنى وبكا ووداع