تعد قرية الجمامزه من معتمدية بوسالم من اجمل القرى الفلاحيه التي حباها الله بطبيعه خلابه وهدوء ساحر وأجواء منعشه تبعث على الاسترخاء والراحة النفسيه لما يحيط بها من حقول ومزارع خضراء انبتت كل شيء بفضل سواعد أبنائها الذين والحق يقال يختلفون كثيرا عن سكان عدة مناطق بالجهة،
فسكانها يتميزون عن غيرهم بحبهم الكبير للارض وحرصهم على خدمتها واستخراج خيراتها بالاعتماد على امكانياتهم الذاتيه
حركيه نشيطه وانتاج فلاحي غزير
فإن صادف وان مررت بهذه الربوع فإنك سرعان ماتنبهر بالحركيه النشيطه التي تشهدها المنطقه والعمل الكبير الذي يقوم به سكانها من رجال ونساء في مجالات عديده ولا سيما في الزراعات الكبرى و قطاع تربية الماشيه والخضروات .
فهم يعملون ويكدون دون كلل ليلا ونهارا
ويعود لهم الفضل الكبير في تزويد الأسواق المجاوره ببوسالم وجندوبه وباجه وتبرسق وتيبار بما يحتاجونه من خضروات وغلال وزياتين وحليب ولحوم إلى جانب الزراعات الصناعيه مثل التبغ واللفت السكري .
وتعد ضيعة بدرونه المجاوره للقريه من أبرز الضيعات المزوده للبلاد بالحليب واللحوم
تحسين البنيه الاساسيه وتعبيد طريق القرية
مطلب ملح
فالعمل ، كما أكده لي احد كبار القوم هوفي موروثهم الثقافي وهو يعد بالنسبة اليهم المصدر الأساسي لفرحة الحياة والعامل الرئيسي في تحقيق الكرامه ، فهم لا يمدون ايديهم لأحد و بفضل العمل وخدمة الارض فان معظم سكانهم يتمتعون بوضع اجتماعي محمود وراقي عند البعض ،فهم لا يحتاجون إلى مساعدات اجتماعيه من الدوله بقدر احتياجهم إلى تحسين البنيه الاساسيه ولا سيما الوضعية السيئه للطريق المؤدي إلى قرية الجمامزه والذي يحتاج إلى تدخل سريع لإعادة تعبيده وكذلك الشان بالنسبه للطريق الرابط بين بدرونه وسيدي اسماعيل والذي رغم أهميته في مساعدتهم على ترويج منتوجاتهم الفلاحيه بولاية باجه،ظلت هذه الطريق منذ أكثر من 5 سنوات غير صالحه للمرور
وخلاصة القول فإن أبناء هذه المنطقه المناضله قد تربوا على هذه القيم الساميه ونشؤوا على حب العمل والاجتهاد والعطاء منذ زمن بعيد وظلوا متمسكين بارضهم رغم الصعوبات والتنكيل الذي تعرضوا له ابان معركة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي ولا سيما من قبل المعمر الفرنسي قونو André gounot الذي استولى على أراضيهم وحولها الى ضيعته ببدرونه
مواقف بطوليه
..والشيء من ماتاه لا يستغرب فابناء الجمامزه معروفون منذ القديم بمقاومتهم للاستعمار الفرنسي الغاشم وبمساهمتهم في بناء الدوله التونسيه المستقله، ومعظم متساكنيها ينحدرون من قبيلة الجمامزه التي كانت السلط العسكريه الفرنسيه تخشاها وتقرأ لها الف حساب وتتفادى بالتالي معاداتها والدخول معها في خلاف اعتبارا لما يتميز به أبناؤها من شجاعه ورجوله وعدم المتاجره بالوطن
ولا بد ان نذكر في هذا الخصوص بالمواقف البطوليه للمرحوم الشيخ الهادي الهذيلي الجمازي امام جامع بوسالم الذي كان يستغل الخطب الدينيه لحث المواطنين على المقاومه والتصدي للاستعمار الفرنسي ولما تعرض له من مضايقات واعتداءات من قبل الجندرمه الفرنسيه وكذلك الشان بالنسبه للمناضل والنقابي الوطني محمد بن حسونه الجمازي الذي تصدى بشجاعة كبيره لبطش وظلم المعمر الفرنسي “قونو” وتنكيله بالعمله بضيعة بدرونه.
ونذكر كذلك المرحوم الشيخ لعزيز الجمازي عمدة سيدي علي الجبيني والروماني الذي رغم حساسيه المهمه التي كان يضطلع بها في ذلك الوقت كان خير مناصر ومدافع على الفقراء و المظلومين الذين يتم إبداعهم السجن من قبل السلطه العسكريه حيث يقضون سنوات دون محاكمه بالسجن العسكري بتبرسق ذنبهم الوحيد رفض التعاون مع الجندرمه الفرنسيه ووقوفهم إلى جانب المقاومين بجبال خمير والشيحيه.
عرش الجمامزه من هم
وفي هذا الإطار تفيد بعض الدراسات التاريخيه ان عرش الجمامزه ينتسبون إلى جدهم الأكبر الشريف بن جمال الدين جماز احد أمراء المدينه المنورة منذ عهد الدوله العباسية، وهم بالتالي من الأشراف الذين استوطنوا في مدن وقرى ” “قنا ” بعد ان رحلوا من المدينه المنوره إلى مصر حيث اسند اليهم السلطان الملك يوسف بن السلطان صلاح الدين الأيوبي نصف أراضي “قنا” “وحفصه” وغيرها للاستقرار بها
وجاء في كتاب موسوعة القبائل العربيه ان عشيرة الجمامزه تنقسم إلى تسعة بطون إحداها مستقره بصعيد مصر وتعرف بنشاطها الفلاحي الغزير ويعرف سكانها بتفوقهم في العمل الفلاحي حيث يعد صعيد مصر إلى يومنا هذا من ابرز المناطق المزوده للبلاد بالمواد الغذائيه الاساسيه
وجاء في هذه الموسوعه ايضا ان جزءا من ذرية الجمازي قد هاجر مصر واستقر بكل من العراق وتونس التي كانت تسمى افريقيه سنة600هجري