مقالات

عين على إسكندنافيا رحلة في أعماق التواصل الحضاري

بواسطة محمود عبد القادر

اتقدم بالشكر الجزيل وكامل العرفان من المجلس الإسكندنافي للعلاقات ممثلاً بسعادة المستشار الدولي الدكتور محمود الدبعي / رئيس منظمة السلام وحقوق الإنسان الدولية. على إهدائي نسخة من كتاب عين على إسكندنافيا والذي تميز بالغوص برحلة في أعماق التواصل الحضاري بين الدول الإسكندنافيه التي تجمعها قواسم تاريخيه وحضارية وثقافية مشتركه كثيرة وتتكون من الدنمارك والنرويج والسويد . ومن منطلق تاريخي وثقافي يمكننا ايضاً اعتبار فنلندا جزءاً من اسكندنافيا، وكذلك فإن آيسلندا وجزر الفارو تعتبر ايضاً امتداداً لإسكندنافيا حيث اثبتت الدراسات اللغويه والأبحاث الثقافيه أن مصطلح اسكندنافيا يمتد ليشمل جميع المناطق التي تكلمت اللغة النورديه وسيطرت عليها فيما بعد اللغات الجرمانيةالشماليه.
كتاب يستحق أفضل التقييم بمهنيته ودقته بنقل المعلومه بمصداقيه وثقافة عاليه كل الشكر والتقدير والإحترام لصديقي الغالي سعادة الرئيس الدكتور المهندس محمود الدبعي الأكرم على هذا الإهداء القيم

يقول الدكتور محمود الدبعي ،

إن أرادت التجمعات المسلمة في أوروبا الحفاظ على كينونتها وحقها في العيش الكريم والتعايش مع الآخر بأمن وأمان وسلام و الحفاظ على وجودها… فهي ليست بحاجة إلى جلد الذات، لكن لا يضرها أن تمارس ثقافة المراجعة للرؤى والأهداف و الممارسات الفردية من شخوص قيادية تفرض نفسها على المشهد العام؛ وهي التي توجه لها سهام النقد من الداخل والخارج – ولكن على قلوب اقفالها! .
الشعبويين والوطنيين و الأحزاب السياسية و الإعلاميين يريدون بصراحة، خلق وجود جديد يدخل المسلمين في المجتمع بمنطق المواطنة والمساواة من خلال النقد للنشاطات وخاصة المؤتمرات و الندوات التي تستضيف مفكرين ودعاه في نظر المسلمين هم وسطيين و نظر الآخرين دعاة للعنف و معادات السامية و المثلية و الديمقراطية، و يبررون ذلك من خلال خطابات الدعاة في المناسبات المختلفة . وحالياً التغابي و الإدعاء بأن القائمين والمشرفين على هذه الملتقيات لا يعلمون شيئا عن ماضي هذا المفكر أو ذلك الداعية، رغم أن السيرة الذاتية أساس في الوصول للمعلومة، و لذلك يعتبر الرد هروب للأمام و هو تحقيق للسيناريو الأسوأ على الأرض. مؤسسات تغلق و مساعدات مالية داخلية وخارجية تحجب و ملفات ترفع للأجهزة الأمنية حول أفراد و جماعات و دراسات حول الجماعات تسلم للحكومات و مطالبات خارجية لتصنيف هذه الجماعة أو تلك بالإرهاب أو دعم الإرهاب.

قد يكون النقد في هذا الوقت صعباً خصوصا أن العصمة للفكر و الجماعة تحول بين الإعتراف بالأخطاء البشرية التي يسقطها الغير على فكر الجماعات ، ولكن هناك بيانات تتحدث عن تصحيح مسار الجماعات من خلال المراجعات من باب الكل يؤخذ منه ويرد إلا نبي الرحمة والإنسانية في مسألة العقائد والوحي، أما المعاملات فهي شؤون بشرية نصيب بها ونخطئ، وإعادة النظر، والتوضيح ، يثري العمل ولا يضعفه، وأعتقد أننا نستطيع أن نعتبرها بوادر تتجه نحو النقد الذاتي. ومن هنا كان اهتمامي بما يصدر عن المشايخ و الجماعات المسلمة من مراجعات على استحياء وخلف الكواليس . وعلى هذا النسق كان اهتمامي على سبيل المثال بالأقاويل المنتشرة بين الناس حول سوء المعاملة و الشللية في إدارة المؤسسات و عدم الشفافية في الموارد المالية و تضخيم الإشاعات و خاصة التي تتحدث عن وثائق تسرب من هنا و هناك ، و عدم الرد يعطي الأقاويل مصداقية.

ومن جانب آخر يتطلب الحفاظ على الهوية الثقافية و الدينية عملية تكيّف وتوافق وتعايش، بدلاً من التشبث والتمسك والبقاء على الحال. في هذه الحالة تحتاج الجماعات المسلمة إلى مراجعات صادقة و نقد ذاتي و تغير حقيقي في إداراتها واعفاء الحرس القديم من جميع مهامهم ومحاسبتهم على تصرفاتهم التي اوصلت الجماعات الإسلامية لهذا النفق المظلم و الانفتاح على الجميع بشفافية و مصداقية هو ما يطلبه الجميع .

بعض شباب الجماعات الوسطية انزعجوا كثيرا من توجيه السهام لها وانبروا يدفعوا عن فكرها الوسطي الذي هو نقي ولا يحتاج مراجعات و من ينتقد له غايات خبيثة . كان مصدر تخوفهم هو الرأي التالي: إن كنت أتعاطى مع فكري بهذا الشكل، فما الذي سأفعله عندما أتعاطى مع القيادات؟
الذي لم يفهمه شباب الحركات الإسلامية هو أن النقد يقع على الأفراد و ليس (نقد الفكر الديني) في الفقه وأصول وهذه ظاهرة صحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق