تُبلسمُ بدفئها العلاقات مع الآخرين وتعضدها بروحِ الاتصالِ الوجداني، وبدونها تُصبح الحياة جافة جداً
وتفقدُ قيمتها ولا يصبح للاحاسيسِ بها والعواطفِ اي معنى، فلو تراحم الناس فيما بينهم ما بقيّ بين طياتِ الوجودِ محتاجاً ومكسوراً لان تراكيب القسوة وتراتبها في المجتمعِ هو من ينتج تلك الشرائح المجتمعية المُهدمة، وكما هو حال ايُ ظاهرةٍ مُنتجةٍ لفئةٍ كبيرةٍ من الفقراءِ نجدها تنبع من دوافعٍ ومسبباتٍ عديدة وعلى تماسٍ مُباشر بارضيةِ النفوس الثرية روحاً لا جيباً لان الكرم واستشعار المحتاجين ينبع من ذاتِ الانسانِ لا من جيبهِ، ومن يُراعي كرامة السائل وتعففهِ ويحرص حرصاً شديداً على اخفاءِ وجههِ او اخفاء جنسيته، كما هو الحال في بعض المعالجات الانسانية النبيلة التي نشاهدها من أصحاب المحال في الوقت الراهن وهم يخصصون أماكن مُعينة للمحتاجين ويضعون فيها مواداً غذائية توزع مجاناً، والبعض يذهب لبيوتهم سراً من أجلِ زرعِ البسمةِ على وجوههم، كل هذا دليل على الرحمةِ في قلوبِ هؤلاء علماً أن الرحمة لاتشترى ولا تلقن بل هي ربّة في أعماقِ القلوبِ النقية تفرض على الجميع رسالتها وبصمتها بأدوارٍ مختلفةٍ لاكمالِ سلسلةِ الحياة التي كلما قدمت فيها خيراً واسعدت بها قلباً و رسمت ضحكة سوف تكون سفيراً وصانعاً للجمال والإحسان و رسولاً للمحبةِ والسلامِ وغيمة تمطرُ عطاءً وسخاء او لعلك وردة بيضاء تبثُ أريج عطرها وخيرها أينما حلت باعتبار ان خير الناس أنفعهم وان جمال الحياة ونظامها يبدأُ بالتعاونِ والرحمةِ والعطف لان الصفات الانسانية وجوهرها ليست ديناً وأنما رتبة اخلاقية يصلُ لها البشر بالتكامل الانساني.