ثقافه وفكر حر

يحكى أنه كانَ هناك قاطعُ طريق يتربصُ بالمارةِ ويسلبُهم أموالَهم

محمد منصور

#يحكى أنه كانَ هناك قاطعُ طريق يتربصُ بالمارةِ ويسلبُهم أموالَهم
ومن لم يجد معه مالاََ يسلبُه حياتَه نفسَها ..
يقتُله و يهرب !!٠٠
وفي ذاتِ يوم ٠٠
وبينما هو قابعُُ في مكمنه إذ بثلاثةِِ من الشباب يمرون من أمامه ..
ولما رأهم مليحي الوجوه ونظيفي الثياب استبشرَ في نفسه خيراََ وتوقع أنه سيجد معهم مالاً وفيراََ ..

فقام بتفتيشهم كلهم ٠٠ و لكن خابَ ظنه إذ لم يجد مع ايِِ منهم ما كانَ يطمحُ إليه ..
فقررَ قتلَهم جميعَهم !! ٠٠
ولكنه وقبلَ أن ينفذ فيهم حُكمَه راحَ يسأل كلَ واحدِِ منهم

سؤالاََ واحداََ : أنتَ إبنُ من يا فتي ؟؟

فقالَ الأول : أنا إبن من تنحني له الرؤوس .. وتدينُ لأمره الرقاب !!
فأوجسَ في نفسه خيفةََ منه ٠٠

وقال لنفسه : ربما كان أبوه ملِكاََ أو قائدَ جيشٍ فلا طاقةَ لي به ٠٠ فأمهله .

وقال الثاني : أنا إبنُ من إذا مرَ بمكان جعله أجملَ مما كان !! ٠٠

فقالَ لنفسه : ربما كان أبوهُ ساحراََ أو عرافاََ ٠٠فيسخطني قرداََ أو كلباََ
و هذا أيضاََ لا طاقةَ لي به فأمهله هو الأخر ٠

و قال الثالث : أنا إبنُ من تلتهبُ الأكفُ تصفيقاََ له وتهتفُ الحناجرُ منادةََ عليه !!٠٠

فقال الرجلُ لنفسه : ربما كان أبوهُ خطيباََ مفوهاََ ٠٠
او مطرباََ مشهوراََ. ،وهذا أيضاََ لاطاقةَ لي به ..

و حتي لو نجوتُ منه هو فلن أنجوَ من جماهيره ٠٠
فأمهله أيضاََ ٠

ثم نظرَ إلي ثلاثتهم و قال :بحقِ خالقِ الأرضِ وبارئِ السموات
أنا لن أمسَ أياََ منكم بسوء ٠٠وها أنا ذا قد أعطيت كلاََ منكم
مأمنه ٠٠

شريطةَ أن تخبروني بحقيقة عمل والد كلِ واحدِِ منكم .

فقال الأول ( إبنُ من تنحني له الرؤوس والرقاب ) : أبي حلاق !!

وقال الثاني ( إبنُ من يجعل المكان أجمل مما كان ) : أبي كناس !!

و قال الثالث ( إبن’ من تلتهب لمناداته الأكفُ و الحناجر) : أبي قهوجي !! ٠

فراحَ قاطعُ الطريقِ هذا يضربُ كفاََ بكف ٠٠ و أخذته نوبةُُ من الضحكِ و الإندهاش !! ٠٠
وأخذَ يرددُ مع نفسه ،، وبعدَ أن تركهم يمضون لحالِ سبيليهم :
حقاََ لقد صدقَ قولُ من جاءوا قبلَنا حينَ قالوا :حلوُ الكلامِ يُنجي ،، و مصرعُ المرءِ مخبوءُُ بينَ فكيه !! .

انتهت القصة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق